في مثل هذه الأيام دعا المشير عبد الفتاح السيسى عندما كان وزيرًا للدفاع في ذاك الوقت, جموع الشعب المصري لمنحه تفويضا يقضي بموجبه على ما وصفه بالإرهاب المحتمل, والذي كان البعض يؤكد أنه متمثل في اعتصام رابعة العدوية والنهضة, من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى. واعتبر النظام حينها أن ذلك الاعتصام المسلح من شأنه الإضرار بأمن مصر القومي, حسبما قال السيسى حينها, وفي الوقت ذاته حرصت العديد من الشخصيات والقوى السياسية على الوقوف خلف القائد العام للقوات المسلحة مؤيدة تفويضه في الحرب على الإرهاب, المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين إلا أن البعض منهم ما لبث أن تحول ضد التفويض الذي صار اتهمًا يوجهه أنصار الرئيس المعزول مرسي لأنصار السيسي معتبرين إياه تفويضًا لم يجن ثمارًا سوى العنف. العديد من الشخصيات العامة السياسية كان لها دور كبير في تأييد طلب تفويض السيسى حيث كان أهمهم "الدكتور محمد البرادعي الذي عين مستشارًا للرئيس عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق.
البرادعي: رابعة سبب الاستقالة ويعد الدكتور محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية السابق، من أشهر السياسيين الذين أيدوا تظاهرات 30 يونيو ودعوا إليها للإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى, وبعد أن دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى الشعب المصرى لإعطائه تفويضا, للتخلص من اعتصام مؤيدى محمد مرسى فى رابعة العدوية والنهضة وقف صامتًا, وبعدها حدث فض اعتصام ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر فى 14 من أغسطس عام 2013, فتقدم باستقالته عقب الفض, وذلك اعتراضًا منه على طريقة الفض بالقوة وقتل عدد كبير من المعتصمين وبعدها غادر البرادعى القاهرة ولم يعد مرة أخرى واعتزل السياسة. وقال البرادعي عن فض رابعة, إنه جريمة بشعة ارتكبها النظام أمام العالم بأكمله وأراد غير مسئول عن ما حدث في رابعة العدوية, خاصة أنه نصح السيسى بأن يتضمن قوى الإسلام السياسي، وألا يدفع بهم تحت الأرض حتى لا يحصد العنف والتطرف. وأكد أن هناك قوانين قمعية وحظرًا للتظاهر وحبسًا لأسباب زائفة في مصر يفعلها السيسى, تجاه الشباب الذي قاد الثورة في ميدان التحرير، والذى أراد الحرية والعدالة الاجتماعية وتحقيق المساواة بين الجنسين وإنهاء الفساد الببلاوى كان للببلاوى دور كبير, بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى عقب الانتهاء من تظاهرات 30 يونيو, وكان من أهم المساندين للسيسى فى ذاك الوقت, وكان من ضمن الأشخاص التى أعطت للسيسى تفويضا بفض ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر, حتى تم تنصيبه رئيسا لحكومة عادلى منصور المؤقتة. لكن سرعان ما تغير الأمر وتراجعت شعبية حكومة الببلاوي وتعرضت لهجوم إعلامي واسع, بجانب الإضرابات العمالية من جانب كثير من النقابات المهنية، وكثرت الاتهامات ضده حتى قام بتقديم استقالته من الحكومة فى شكل مفاجئ للجميع. عمرو حمزاوى كان لعدد كبير من النشطاء السياسيين والمفكرين دور كبير فى الترتيب ل تظاهرات 30 يونيو, وكان من أبرزهم الناشط السياسي عمرو حمزاوى وحمدين صباحى المشرح الرئاسي السابق, وكل منهما تواجد فى ميدان التحرير لإعطاء السيسى التفويض للتخلص من الاعتصام الخاص بأنصار المعزول محمد مرسى فى رابعة العدوية والنهضة. لكن الأمر تبدل بعد وصول السيسى للسلطة وأصبح رئيسًا, حيث تبنوا الاتجاه المعارض للسيسى وسياساته وانتقدوا الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وضعف الحالة الأمنية، بالإضافة إلى الانتهاكات التي يواجهها المعتقلون داخل السجون. وأصبح هؤلاء الآن من الغاضبين عليهم من قبل الحكومة, خاصة حمزاوى بعد تغير موقفهم واتجاهاتهم السياسية. تمرد.. انشقاق ما بعد رابعة تعتبر حركة تمرد، من أهم الحركات التى شاركت فى تظاهرات 30 يونيو, وكان لها دور كبير فى عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، حيث دعت الحركة فى 2013، لسحب الثقة من محمد مرسى وقامت الحركة بدعوة المواطنين إلى التوقيع على وثيقة تحمل نفس اسم الحركة وانطلقت "تمرد" فى يوم الجمعة 26 إبريل 2013، من ميدان التحرير بالقاهرة، على أن تنتهى فى 30 يونيو من نفس العام. وأعلنت على لسان محمود بدر مؤسس الحملة عن جمع 22 مليون توقيع لسحب الثقة من محمد مرسى , وبعدها واقفت على دعوة السيسى لإعطاء تفويض له فى ميدان التحرير, لكن سرعان ما تغير الأمر وانشق عدد من أعضاء الحركة, عقب فض اعتصام رابعة العدوية، وأكدوا أن الحملة انشقت عن أهدافها الرئيسية وكان من أهم الأسماء التى انشقت عن تمرد ولها دور في مهاجمة النظام الحالي بعد كشفها للعديد من التفاصيل حول بدايات تمرد وما يدور حولها من شكوك كل من " إسلام دياب والناشطة غادة نجيب". وقالت غادة نجيب المنشقة عن حركة "تمرد" في تصريحات صحفيه لها, إن السيسى خدع الشعب المصري بالتفويض، تحت اسم الوطنية، لأن الجيش والداخلية من واجبهما أن يحاربا كل ما يهدد أمن الدولة، وأن وزير الدفاع يحصل على راتبه ليحمي الدولة ولا يحتاج لتفويض, واصفةً التفويض بأنه جريمة أكبر من جريمة فض رابعة، لأنها أجبرت الشعب على المشاركة في دماء رابعة والنهضة.