تبدأ القصة عندما خرج قرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ببدء البناء في أغسطس عام 1959 م على أن يتم الانتهاء منه في 21 يوليو 1960م، وذلك ليواكب الاحتفال بالعيد الثامن لثورة يوليو، وتم تخصيص ميزانية البناء حوالي 108 آلاف جنيه على مساحة حوالي 12 ألف متر مربع، وبالفعل كان تحديًا أن ينتهي البناء في هذا الوقت القصير، وتم بث الإرسال منه بالفعل في الميعاد المحدد. ومبنى "ماسبيرو" هو اسم المبنى الضخم على ضفة نيل القاهرة وهو مقر للتليفزيون المصري أقدم التليفزيونات الحكومية في الشرق الأوسط وأفريقيا، وماسبيرو أيضًا هو اسم الشارع الذي يطل عليه هذا المبنى، وقد أطلق عليه هذا الاسم تيمنًا بعالم الآثار الفرنسي جاستون ماسبيرو (بالفرنسية: Gaston Maspero) الذي كان رئيس هيئة الآثار المصرية. وجاءت فكرة التليفزيون حين وقّعت مصرُ عقدًا مع هيئة الإذاعة الأمريكيّة نهاية سنوات الخمسين، لتزويد مصر بشبكة تليفزيونيّة، حيث تم الانتهاء من تشييد مركز الإذاعة والتليفزيون عام 1960، أمّا البث الفضائي الأول فكان في 21 يوليو من العام 1960. وتمت إعادة هيكلة البنيّة التنظيميّة للتليفزيون عام 1970، حين أصدر الرئيس المصري أنور السادات مرسومًا بإنشاء اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، حين تم تقسيمها لأربعة قطاعات: قطاع الإذاعة، قطاع التليفزيون، قطاع التمويل وقطاع الهندسة؛ لكل قطاع رئيس على حدته يعمل تحت الإشراف المباشر لوزير الإعلام. أما في الإصلاحات التقنيّة، فبعد حرب أكتوبر من العام 1973 تحوّل البث التليفزيوني ومرافق الإرسال إلى نظام سيكام، ليتغيّر بداية التسعينيّات من القرن الماضي لنظام pal. تاريخيًا، صوّرت الشركة الفرنسيّة لصناعة الراديو والتلفزيون حفل زفاف الملك فاروق الثاني من الملكة ناريمان، في محاولةٍ لإقناعه بقبول البث التلفزيوني في البلاد والحصول على المناقصة ، حيث تم تثبيت عدّة أجهزة تليفزيونيّة في أماكن منتقاة من المملكة، حيث صُوّرت المهرجانات التي أقيمت في البلاد احتفالًا بزفاف الملك. وبسبب قيام ثورة يوليو، فقد تعرقلت المفاوضات مع الشركة الفرنسيّة المذكورة أعلاه، إلّا أن صلاح سالم، وزير الإرشاد القومي في الجمهوريّة المصريّة، اقترح على الرئيس عبد الناصر عام 1954 إنشاءَ دارٍ للإذاعة الجديدة ومحطة تليفزيونيّة فوق جبل المقطّم وذلك ما تم فعلًا. أما المبنى الحالي للإذاعة والتليفزيون، ماسبيرو، فقد تم إنشاؤه عام 1959 ليستمر العمل فيه ستّة أشهر، حيث كانت الاستديوهات التليفزيونيّة جاهزة للبث والإعداد عام 1960، تزامنًا مع عودة البعثات المصرية من التدريب بمعهد R.C.A في الولاياتالمتحدة الأمريكيّة. ومع إعلان عقارب الساعة، الساعة السابعة من مساء اليوم الواحد والعشرين من يوليو عام 1960 حتّى افتتح الرئيس عبدالناصر البث الأول للتليفزيون، الذي تزامن مع احتفالات الذكرى الثامنة لثورة يوليو؛ وفعلًا فقد أقبل الشارع المصري كثيرًا على التليفزيون، رغم سعره المرتفع جدًا حينها، البالغ 35 جنيهًا مصريًا. أما التجديدات الأكبر والأوسع فقد تمّت في عام 1973، حيث بدأ التليفزيون المصري حملةً كبيرةً لتجديد أجهزة الإرسال وفي عام 1978، تم توصيل القناتين الأولى والثانية إلى منطقة قناة السويس بشبكة ميكرويف، حيث تم إنشاء محطّة بث تليفزيوني لكل من القناتين في بورسعيد والسويس والإسماعيليّة القناة المصريّة الأولى، تعد أوّل قناة فضائيّة عربيّة حكوميّة انطلق بثّها عام 1990، تلتها قناة النيل الدوليّة عام 1993، والقناة المصريّة الثانية حيث كانت أول قناة عربيّة فضائيّة مشفّرة في العام 1996، وتوسعت بعدها القنوات المصريّة لتغطّي كل المحافظات والقطاعات المختلفة رياضيًا، وفنيًا وتعليميًا. وقد توقف بث ماسبيرو عن جميع قنوات وإذاعات التليفزيون جراء انقطاع التيار الكهربائي، في واقعة هي الأولى منذ بدء إنشائه قبل أكثر من خمسين عامًا، وذلك في التاسع من مايو 2015، كما وصلت الإذاعة المصرية إلى أدنى مستوى لها تاريخها، وتفوق الإعلام الخاص عليها. وأكدت بعض المصادر بقطاع الهندسة الإذاعية ب"ماسبيرو"، قطع الكهرباء داخل الاتحاد اليوم، نتيجة عدم وصول التيار من خط السبتية، وهو أحد الخطوط المغذية كهربيا للمبنى. ومن جانبه، قال اللواء محمد عبد الجواد، رئيس قطاع أمن الاتحاد، إن قطع الكهرباء نتج عنه إظلام العديد من المباني والمكاتب الإدارية، موضحًا أن الانقطاع استمر لمدة دقيقة واحدة، وتم دخول الخط الاحتياطي لإنارة المبنى، مشددًا على أن الاستوديهات لم تتأثر بانقطاع الكهرباء نهائيا وأن شاشة «ماسبيرو» تعمل بانتظام.