حين يحتاج الرجل إلى زوجته فلا يجدها لانشغالها عنه معظم الوقت بالقيام على أمور البيت والأبناء، وما يترتب على ذلك من شعورها بإرهاق شديد، يجعلها تختلس سويعات من اليوم لتخلد إلى النوم عسى أن ترتاح قليلا لتستطيع المواصلة والاستمرار في تلك الدوامة التي لا تنتهي.. وحين يشعر الزوج بأن زوجته صارت خارج نطاق خدمته وتلبية رغباته ومشاركته اهتماماته ومشكلاته العملية والاجتماعية، وأن حوارًا لم يعد يدور بينهما لبعدها عنه رغم وجودهما تحت سقف واحد وفراش واحد، وأنه لم يعد إلا مجرد مصرف تسحب وأبناؤها منه المال لتغطية نفقاتهم واحتياجاتهم، فإن هذا يجعله في حالة نفسية وعصبية مضطربة غير مستقرة، يعاني الوحدة والألم وضيق الصدر والأفق، ويصبح سريع الغضب والتوتر وغير قادر على أداء عمله والتواصل مع الآخرين بشكل جيد.. كما يجعله متطلعا دائمًا إلى الارتباط بأخرى لتعوضه خيرا، وتلبي احتياجاته وطموحاته، وتملأ الفراغ العاطفي الذي يعاني ويلاته، وتشعره باحتياجها إليه وأنه ما زال مرغوبا، هذا إن كان رجل صاحب دين وخلق يخشى ارتكاب الحرام ويحرص على الالتزام بالحلال من الأقوال والأفعال ابتغاء مرضاة الله والفوز بالفلاح في الدنيا والآخرة..
فالزوجة عندما تكتفي برعاية وتربية أبنائها وتنظيف وتنظيم البيت وإعداد الطعام ، وتظن أنها بذلك تحسن صنعا وتؤدي ما عليها كاملا، رغم أنها تهمل زوجها وتقصر في أداء واجباتها نحوه، تتسبب دون قصد في خراب بيتها بيدها، وغضب زوجها عليها وعزوفه عنها ومن ثم تفكيره في سواها، لأن الرجل بفطرته يريد أن يشعر بأنه محبوب ومُقَدَّر من قبل زوجته على الدوام، وأنه الشخص الأقرب والأهم والأولى باهتمامها، ولا يسبقه أحد في قلبها وعقلها حتى وإن كانوا أبناءه..
لذا يجدر بكل زوجة انشغلت عن زوجها بأعباء ومسؤوليات بيتها وأبنائها الملقاة على عاتقها أن تبادر - قبل فوات الأوان - إلى إصلاح وتجديد علاقتها بزوجها، وترتيب أولوياتها وتنظيم وقتها بحيث يكون للزوج نصيب لا بأس به من وقتها وجهدها واهتمامها، فهو الأصل، والعنصر الأهم الذي يقوم عليه البيت، وبالتالي يعد رضاه وخدمته وتلبية رغباته ثوابت وأصولا لا يجب التفريط والتقصير فيها بهدف استقرار البيت والحفاظ عليه من الخراب، وتوفير الأمان والسلام النفسي والعاطفي لجميع أفراد الأسرة..
فلا أمر ولا أصعب على أي زوج من أن يشعر بأن زوجته التي اختارها وفضلها على سائر الإناث وبذل كل ما في وسعه لتأسيس البيت الذي يجمعه بها صارت تهمله ولا تراعي مشاعره ومطالبه المشروعة، حتى وإن مرت على زواجهما عقود، وتقدما في العمر وأصبح لديهما أحفاد..
فقد انتشرت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة ظاهرة الطلاق بعد عمر طويل والتي من أهم أسبابها إهمال العديد من الزوجات وتقصيرهن في أداء واجباتهن تجاه أزواجهن بدعوى كبر السن وعدم لياقة القيام بأفعال الشباب المتزوجين، لدرجة أن منهن من يهجرن فرش أزواجهن تماما، ومنهن من يتركن بيوتهن ويقمن مع أبنائهن المتزوجين، غير مكترثات بخطورة ما يرتكبن في حق أزواجهن وحق أنفسهن. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.