امتدحت صحيفة "الجارديان" البريطانية محاكمة الرئيس التشادي السابق حسين حبري, بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وتعذيب خلال حكمه, وأكدت أنها خطوة هامة نحو إقرار العدالة في إفريقيا, ومعاقبة "الحكام المستبدين". وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 22 يوليو أن محاكمة من سمته "الديكتاتور" حبري ترعب من هم على شاكلته, وهي بمثابة نقطة تحول تاريخية, لأنها تنطوي على محكمة خاصة تشكلت بالاشتراك مع الاتحاد الإفريقي والسنغال، البلد الذي سعى حبري للنفي إليه، كما أنها أول محاكمة أيضا في إفريقيا تجرى بموجب الولاية القضائية العالمية، وهي مفهوم في القانون الدولي يسمح للمحاكم الوطنية بمقاضاة أخطر الجرائم حتى وإن ارتكبت في الخارج. وتابعت "أن الذين عانوا من الإجراءات القمعية في تشاد طوال عقد من الحكم المستبد, بإمكانهم الآن مواجهة معذبهم ومحاسبته على الألم الذي سببه لهم". وفي 21 يوليو, أجلت المحكمة الإفريقية الاستثنائية التي تنظر في الجرائم التي ارتكبت في تشاد أثناء فترة حكم الرئيس التشادي السابق حسين حبري (72 عاما) في ثمانينيات القرن الماضي، جلساتها إلى 7 سبتمبر القادم. وعينت المحكمة في جلسة 21 يوليو ثلاثة محامين للدفاع عن حبري وأعطتهم مهلة 45 يوما بدءا من اليوم لدراسة ملفات القضية والمثول أمامها والدفاع عن المتهم في التهم المنسوبة إليه. وحسب "الجزيرة", اعترض دفاع الضحايا على هذه المهلة, وقال إنها غير مفيدة لأن حبري يرفض الاعتراف بشرعية المحكمة والتعاون معها، ولن يستغل الوقت المعطى لمحاميه حتى لو كان ستة أشهر، لكن القضاة لم يعدلوا قرارهم. وصرح أحد محامي الدفاع وهو جورج هنري بوتييه في مكتبه في بروكسل بأنهم كانوا يفضلون أن تتم مشاورتهم حول هذه المهلة. وأضاف أنه من حق حبري التزام الصمت "لكن من حقنا الوصول إلى العدالة". واعتبر المدعي العام بالمحكمة أن المحامين الذين تم تعيينهم يعملون الآن لصالح العدل والقانون، ولا يملك المتهم منعهم من أداء هذا الدور بالدفاع عنه، وأن تعيينهم من قبل المحكمة تستوجبه نصوص القانون. واتخذ رئيس المحكمة غبيرداو غوستاف كام -من بوركينا فاسو- قراره بعدما التزم المتهم الصمت عندما دعي لأداء القسم، ثم بسبب غياب محاميه. وقال كام :"بما أن محامي هبري لم يحضروا إلى الجلسة فقد اختارت المحكمة محامين في العاصمة السنغاليةدكار لمساعدة المتهم". وقال أحد المحامين الذين عينتهم المحكمة -واسمه منير بلال- ل"الجزيرة" إنه غير ملم بشكل كاف بالقضية، لكن مهلة ال45 يوما ستكون كافيه للإلمام بها. وكان حبري وقف بعد إعلان المحكمة تأجيل المحاكمة وسط تصفيق مؤيديه, الذين هتفوا "الله أكبر"، وابتسم ثم رفع قبضته وحياهم بيديه وبإشارة النصر. ويلاحَق حبري الموقوف منذ سنتين في السنغال, التي لجأ إليها بعدما أطاح به الرئيس التشادي الحالي إدريس ديبي, بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وتعذيب أسفرت في فترة حكمه (1982-1990) عن مقتل نحو أربعين ألف شخص، بحسب منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان