رياح الود تهب بين مصر وإسرائيل والسفير حاييم كورين وطاقمه يمكنه الآن التواصل مع إعلاميين وسياسيين واقتصاديين مصريين "السيسي يريد أن يكون وسيطًا في محادثات السلام"، هكذا استهلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريرًا لها؛ قائلة إن "هناك رياح من الود تهب هذه الأيام بين كل من القاهرة وتل أبيب، ربما يكون ورائها المستقبل الغامض لنخبة السلطة الفلسطينية أو الرغبة في عودة القاهرة لمركز التأثير السياسي بالمنطقة، أو محاولة إعادة العلاقات مع الأمريكيين لما كانت عليه من دفء". وأضافت: "لقد قام المصريون بخطوتين دبلوماسيتين هذا العام، الأولى تعيين سفير جديد بتل أبيب، والذي يملك خبرة دبلوماسية كبيرة في الشؤون الإقليمية، وبعد الإعلان عن السفير الجديد، دعا المصريون مدير عام الخارجية الإسرائيلية، الدكتور دوري جولد لزيارتها وهو ما حدث لعدة ساعات ملتقيًا بنخبة الخارجية المصرية". وتابعت: "كل إشارة للعلاقات التطبيعية مع القاهرة تلاقى في تل أبيب بترحيب كبير، ورغم أن زيارة جولد لم يكن لها أهمية كبيرة إلا أن المصريين أعلنوا عنها، على العكس من سياسة الخجل والحياء، التي كانت سائدة إزاء كل اتصال مع شخصيات إسرائيلية". وذكرت الصحيفة أنه "بدعوة دوري جولد لزيارتها، ضربت القاهرة 3عصافير بحجر واحد؛ فقد بعثت لتل أبيب برسالة لتدفئة العلاقات وأمل في أن تهتم حكومة إسرائيل بالشأن الفلسطيني، كما استغل المصريون حقيقة أن جولد من أكثر المقربين لنتنياهو، الأمر الذي سيضمن أن كل رسالة تقال في اللقاء معه ستصل مباشرة لأذني رئيس حكومة تل أبيب، في الوقت نفسه جولد من أصول أمريكية وبناء على هذا يأمل المصريون في استغلال الأمر في إطار جهودهم المستمرة لتقليل التباعد الناشئ بينهم وبين واشنطن منذ سقوط حكم الإخوان المسلمين". وأشارت إلى أن "وزارة الخارجية المصرية أظهرت انفتاحًا نسبيًا تجاه طاقم السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، على عكس فترات كثيرة في الماضي، اليوم يمكن للسفير الإسرائيلي حاييم كورين وطاقمه الوصول والتواصل بشكل جيد مع شخصيات حكومية واقتصادية وإعلامية في العاصمة المصرية، ويمكن رؤية ثمار هذا الأمر فيما جرى مؤخرا، عندما هنأ السفير كورين الشعب المصري في مقطع فيديو باللغة العربية، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك". وأوضحت أن "هذا يأتي وسط بث التليفزيون المصري في شهر رمضان مسلسل (حارة اليهود)، الذي يحكي قصة حب بين رجل مسلم وشابة يهودية، هذا المسلسل أظهر اليهود لأول مرة كأشخاص طبيعيين، مثل إخوانهم المسلمين"، لافتة إلى أن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعود جذوره إلى حارة اليهود القريبة من سوق خان الخليلي المشهور، لقد تربى وترعرع هناك". وأشارت إلى أنه "في العامين الذين تولى فيهما السيسي قيادة البلاد، تحدث عدة مرات عن عملية السلام، وقبل حوالي نصف عام زار نتنياهو الأردن والتقي الملك عبد الله، وخلال اللقاء تم إشراك الرئيس المصري في المحادثات تليفونيا". وقالت "ستكون مفاجأة كبيرة إذا ما استطاع المصريون تحقيق انفراجة في عملية السلام مع الفلسطينيين، في الوقت الذي ترفض فيه وزارة الخارجية الإسرائيلية التحدث عن كم الرسائل القادمة من القاهرة، في الوزارة يعلمون أنه بدون ضوء أخضر من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يتم تحريك شيء في مسيرة السلام، وحكومة نتنياهو من جانبها بعيدة عن إجراء أي تحرك ومن أي نوع مع الفلسطينيين، كما أن الانفصال بين رام اللهوغزة لا يضمن إلا اتفاقا جزئيا فقط، كما يخلق صعوبات كثيرة في كل اتفاق مستقبلي". وأضافت "طوال هذه الفترة، هناك واقع آخر يتشكل بين إسرائيل ومصر وحماس و(ولاية سيناء) التابعة لتنظيم (داعش) في قطاع غزة؛ حيث تحارب كل من القاهرة وتل أبيب ضد التقارب بين حماس وداعش، كي لا يتعرض استقرار المنطقة للخطر".