اعتبرت صحيفة أمريكية خروج المصريين بأرقام قياسية للتصويت فى الانتخابات البرلمانية، متحملين عناء الوقوف لساعات طويلة فى طوابير تبدو بلا نهاية "خير دليل على ثقتهم بأن الانتخابات هذه المرة هى بمثابة تحول جذرى عن مثيلاتها فى عهد النظام السابق المظلم والتى كان يشوبها عملات احتيال وتزوير واسعة". وقالت صحيفة "جلوبال بوست" إن الإقبال الكثيف على المشاركة فى الانتخابات ونجاحها الواضح أخمد الأصوات المتصاعدة من ميدان التحرير والذى بدا خاليًا من المتظاهرين بعد انسحاب الآلاف منهم وتوجههم لمراكز الاقتراع. ورأت أن الطوابير الطويلة أمام مراكز الاقتراع دليل على أن المصريين لا يرون أن الاحتجاجات المستمرة فى الشوارع هى السبيل الوحيد لإحداث تغيير سياسى حقيقى فى البلاد، وأن الدعوات لمقاطعة الانتخابات أو الاحتجاج فى مراكز الاقتراع سقطت كلها أمام رغبة المصريين فى المشاركة فى الانتخابات البرلمانية لأول مرة بعد ثلاثة عقود من وقوفهم على الهامش عاجزين عن صد حزب مبارك الحاكم من الفوز بنتائج مضحكة. إلى ذلك، توقَّعت إذاعة "صوت أمريكا" أن تحصد جماعة "الإخوان المسلمين" النصيب الأكبر من المقاعد داخل البرلمان دون أن تحقق الأغلبية المطلقة؛ عندما تعلن نتائج الانتخابات البرلمانية فى يناير، خاصة فى ظل المؤشرات الأولية التى تؤشر إلى فوزها بما لا يقل عن 17% من مقاعد المرحلة الأولى. وأشارت إلى أن عملية التصويت تمَّت بسلامٍ على الرغم من المخاوف الكبيرة من احتمال اندلاع أعمال عنفٍ بين مؤيدى المرشحين، خاصةً بعد الأحداث التى شهدها ميدان التحرير وغيره من مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن أسفرت عن استشهاد 42 شخصًا وإصابة نحو 3000 آخرين.