لن تسعفني الكلمات كي أصف إكباري وإجلالي لك، لقد أسمعت الدنيا التي صُمَّت أُذُنُها دهراً على ظلم وجور بيِّن، لقد حبس العالم أنفاسه وهو يراك تنافح في كبرياء، وتطلب الموت كي توهب لك الحياة، لقد عرِّت الشاشاتُ وجوهاً قبيحة ومشاهد قميئه لدمائك التي سالت على ثري ميادين التحرير في أرجاء أرض الكنانة. أخي الثائر، كما كنا كباراً عندما أشعلنا الثورة في وجه المخلوع وطاغية العصر مبارك، آن لنا أن نكون كباراً في تضميد جراح الوطن.. كما كنا كباراً في صبرنا على لأواء الحياة وضيق العيش،وفساد الإدارات المحلية التي حوَّلت مصر إلىإدارات يعشش الفساد بين جنباته فلنكن كباراً في محاربة الفساد بالمزيد من الإخلاص والتجرد.. كما كنا كباراً في وحدتنا وقت الشدة فلنكن كباراً في حماية وطننا من كل ما يحاك به.. آن للمحارب أن يستريح، وآن لعجلة الاستقرار أن تدفع، دعونا نتكاتف، دعونا نخطو نحو الاستقرار خطوات تبدأ بمسيرة ديمقراطية راشدة.. دعونا نفوِّت الفرصة على فلول الحزب المنحل الذي أفسد كل شيئ، وشوَّه كل جميل في مصر.. دعونا نقف على قلب رجل واحد، نحقن الدماء، ونداوي الجرحي، دعونا نستنشق عبير الحرية في صدق ويقين والساحة ما زالت مفتوحة، وأبواب الاحتجاج على مصراعيها تستقبل الوافدين عليها كل يوم دعونا نلتقط الأنفاس، ونشيد الأمجاد، ونرفع الغمة عن مصر ليبقى حب الوطن جذوة متقدة في قلوبنا، ولتكن مشاعرنا ورودا ننثرها فوق هامات المخلصين من أبناء ذا الوطن.. أيها الثوار المرابطون في الميدان تعالوا إلى كلمة سواء، تعالوا لنضع أيدينا ونشبك أصابعنا لننقذ مصر وندحر كل محاولات إغراقها في الفتنة حمى الله مصر ورعاها