بعد ان كانت تصر ، على لسان مسؤوليها، على ان تشكيل الحكومة الواحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة يجب ان يسبق أي انتخابات تجري في الاراضي الفلسطينية ، فإن حركة "حماس" بدأت بإعطاء إشارات بأنها تميل لصالح موقف يدعو لإجراء انتخابات في شهر أيار المقبل حتى دون ان تتشكل حكومة واحدة في الضفة وغزة. أقوى هذه الإشارات جاءت على لسان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس" موسى ابو مرزوق الذي قال " الورقة المصرية أصلاً لم تكن تنص على وجود حكومة واحدة.. والبعض يرى أن الانتخابات من الممكن أن تفرز حكومة واحدة، تستند إلى إرادة شعبية مطلقة". ومع ذلك فقد اعطى أبو مرزوق في اللقاء الذي أجراه مع الموقع الالكتروني لحركة"حماس" إشارات الى أن مثل هذا الاقتراح ليس محل اتفاق مع حركة"فتح" إذ قال" لم تطرح الأسماء في هذا اللقاء (لقاء القاهرة) ، وأجلنا الحديث في هذا الموضوع حتى لقاء الفصائل في الاجتماع الموسع، ليكون هناك حديث شامل في موضوع الحكومة". وفي موقع اخر من المقابلة قال أبو مرزوق" أنا أرى أنه من الممكن إتمام المصالحة وإجراء الانتخابات، وكذلك عدم الاتفاق على حكومة من الممكن أن يجعل الاتفاق في أزمة". غير أن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الاحمد نفى ل وجود توجه لتأجيل تشكيل حكومة فلسطينية الى ما بعد الانتخابات الفلسطينية في شهر ايار (مايو) المقبل وابقاء حكومة الدكتور سلام فياض وحكومة اسماعيل هنية المقالة على حالهما الى ما بعد تلك الانتخابات. وقال الاحمد "لا صحة على الاطلاق لهذه الاشاعات"، واضاف: "لن تتم الانتخابات الا في ظل حكومة واحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة". وكان الخلاف على مسمى رئيس الحكومة الجديد أجل تنفيذ اتفاق المصالحة الذي تم التوصل اليه في أيار الماضي في القاهرة دون أن يكون واضحا ما إذا كان بالإمكان تجاوز هذه العقبة في الفترة القادمة. ويريد الرئيس عباس من أي حكومة قادمة ان لا تؤدي الى جلب حصار جديد على الشعب الفلسطيني خاصة في ضوء قرار الحكومة الاسرائيلية تجميد تحويل الاموال المستحقة للسلطة الفلسطينية وشح الدعم المالي العربي باستثناء الداعم القادم من بعض الدول وعلى رأسها السعودية. وفي حال تشكيلها فان الحكومة القادمة ستكون انتقالية حتى انتهاء الانتخابات الفلسطينية وتكون مهامها محددة ابرزها الاعداد للانتخابات ، وطبقا للقانون فلا يمكن لاعضائها ان يخوضوا الانتخابات في حال استمروا في مناصبهم في فترة الانتخابات. موقف "حماس" الجديد ، ان جاز التعبير، برز مباشرة بعد لقاء القاهرة بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة"حماس" خالد مشعل. وفي هذا الصدد قال أبو مرزوق"كانوا يقيسون نجاح المصالحة بعدة مسائل، بأن يكون هناك برنامج سياسي موحد، وأن يحدد موعد اجتماع لجنة منظمة التحرير الفلسطينية، وأن يكون هناك مواعيد محددة للانتخابات، بحيث لايكون هناك عبث في تلك المواعيد، أن يكون هناك حكومة مشتركة ورئيس وزراء واحد، وأن تتفق الفصائل على كل هذه النقاط، وبالفعل ستجتمع الفصائل يوم (20 كانون الاول )، وكذلك لجنة منظمة التحرير سوف تجتمع يوم (22 كانون الاول )، وأن اجتماعًا سوف يضم كلاًّ من حركتي "حماس" و"فتح"، في (18 كانون الاول )، للاتفاق على القضايا المتعلقة بلجان الانتخابات وما إلى ذلك؛ كما اتفقنا على تفعيل الأجواء الإيجابية بين الحركتين، لكننا أجلنا موضوع الحكومة إلى وقت آخر؛ وبالتالي فإن هذا الاتفاق حقق إنجازًا كبيرًا لكنه ليس كاملاً". وتشير جميع استطلاعات الراي العام الفلسطيني الى ان حركة "فتح" تتفوق على حركة "حماس" من حيث الشعبية بما سيحرم الحركة الإسلامية من التفوق التي حظيت به في الانتخابات التي جرت في العام 2006. ومع ذلك يقول مراقبون ان إبرام صفقة تبادل الاسرى وإصرار الرئيس محمود عباس على عدم خوض الانتخابات الرئاسية لولاية ثانية وبروز التيارات الاسلامية في الانتخابات التي جرت حتى الان في تونس والمغرب وبروز قوة هذه التيارات في عدد من الدول ابرزها مصر، قد يفتح شهية "حماس" لانتخابات تأمل ان تحرز فيها نتائج مماثلة.