الثأر أو كما عرف بالعامية باسم "التار"، هو موروث قديم لدى عائلات الصعيد، وكارثة اجتماعية لا تزال بلا حدود، فعلى مدار السنوات الماضية حصد الثأر أرواح المئات وهدد استقرار آلاف العائلات في أماكن متفرقة بمصر وخاصة في الصعيد. وفي الثأر لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص ولا تفوح من خصوماته إلا رائحة الدم، وعادة ما تبدأ أزماته بمشكلة صغيرة كمعاكسة فتاة أو خلاف على مساحة أرض زراعية أو بين الجيران بعضهم البعض، ولكن سرعان ما يتحول الأمر لمشكلة كبيرة وعراكٍ بين أهالي العائلتين نظرًا للتعصب والقبلية الزائدة، الأمر الذي يؤدي إلى إزهاق أرواح لا علاقة لها بالأمر غير كونها منتسبة لعائلة الخصم. "المصريون" بدورها رصدت أشهر هذه الخصومات التي وقعت في الستة أشهر الماضية، وما إذا كانت الجلسات العرفية تقضي على هذه الخصومات للأبد أم تبقى الضغينة حبيسة الأنفس حتى تشتعل شرارتها مرة أخرى. مدير بنك يدفع ضريبة خصومة ثأرية بأسيوط لقي مدير عام سابق ببنك التنمية والائتمان الزراعي مصرعه، وأصيب نجل عمه، إثر إصابتهما بعدة طلقات نارية، بسبب خلافات ثأرية مع عائلة المعوضات بقرية عرب مطير التابعة لمركز الفتح. كان اللواء عبد الباسط دنقل، مدير أمن أسيوط، قد تلقى إخطارًا من اللواء خالد شلبي، مدير المباحث الجنائية، بوصول بلاغ من الأهالي حول تربص عدد من أبناء عائلة المعوضات بأفراد من عائلة الحجابات، ووقوع تبادل لإطلاق النيران أثناء تواجدهم بقرية بني مر، ووقوع قتيل ومصاب. وتبين مقتل حجاب محمد حجاب، مدير عام سابق، وإصابة الشيخ محمود أحمد حجاب، من أفراد عائلة الحجابات، لخلافات ثأرية بين العائلتين، وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى أسيوط العام، والمصاب إلى مستشفى أسيوط الجامعي. تم تحرير المحضر اللازم، واستكمال الإجراءات القانونية اللازمة. "جودة" و"عثمان".. خصومة ثأرية عمرها 15 عامًا تجددت خصومة ثأرية عمرها 15 عامًا بين عائلتى "جودة" و"عثمان" بقرية الروضة بمركز ملويجنوبالمنيا، ما أسفر عن احتراق 3 منازل، إثر مقتل أحد أبناء "عثمان"، واتهم اثنين من عائلة "جودة" بقتله، بعد أن ألقت قوات الأمن القبض على 7 أفراد من الجانبين. "مشاجرة" تُشعل خصومة ثأرية 29 عاما بمطروح أنهت الأجهزة الأمنية بمطروح، منتصف الأسبوع الماضي، خصومة ثأرية عمرها 29 عامًا بين قبيلتي "الصريحات" و"الدهمان" بقبيلة السمالوس، بسبب حادث قتل عن طريق الخطأ. كان علاء أبوزيد، محافظ مطروح، واللواء العنانى حمودة، مساعد وزير الداخلية مدير أمن مطروح والقيادات الأمنية والشعبية، شاركوا في جلسة الصلح بين طرفي النزاع. كانت مشاجرة وقعت عام 1986م، بين قبيلة الصريحات وقبيلة السمالوس، نتج عنها مقتل أحد أبناء قبيلة السمالوس عن طريق الخطأ. قطار الثأر يحصد أرواح 3 ضحايا ب"منفلوط" شهدت جزيرة الحواتكة التابعة لمركز منفلوط بمحتفظة أسيوط، حادثة بشعة بطلها خصومة ثأرية بين عائلتي "الدردير" و"حسانين"، حيث لقى 3 أشخاص من عائلة "الدردير" مصرعهم في تجدد لخصومة ثأرية بينَهم مع عائلة سعد حسانين، وبدأت المشاجرة بسبب الخلاف على قطعة أرض زراعية وإنشاء طريق ترابى، راح ضحيتها عدد كبير من الطرفين. تلقى اللواء عبدالباسط دنقل، مساعد وزير الداخلية مدير أمن أسيوط، إخطارًا من اللواء خالد شلبى مدير المباحث الجنائية، يفيد بوصول بلاغ من الأهالى يفيد بتجدد الخلافات الثأرية بين عائلتى "الدردير" و"حسانين" بجزيرة الحواتكة دائرة مركز منفلوط ووقوع قتلى من عائلة الدردير أخذًا بالثأر. وانتقلت قوات من مديرية أمن أسيوط برئاسة اللواء عبد الباسط دنقل، واللواء خالد شلبى مدير المباحث وضباط من مباحث المركز والإسعاف، وبالمعاينة والفحص تبين مقتل "بدري صدقى عبدالرؤوف دردير 35 عامًا، وهشام زناتى دردير 32 عاما، وصابر بدري عبدالرؤوف دردير 28 عامًا"، إثر إصابتهم بطلقات نارية أنهت حياتهم على الفور، وتم فرض كردون أمنى حول القرية وجارٍ ضبط الجناة والسلاح المستخدم. ودلت التحريات الأولية التي قام بها اللواء خالد شلبى، مدير المباحث الجنائية وفريق البحث، أن الجناة تعقبوا خط سير المجنى عليهم؛ حيث كانوا يتوجهون صباحًا لاستقلال قارب من على حافة النيل، للوصول إلى معدية يعملون عليها وبمجرد وصولهم للقارب أمطروهم بوابل من الأعيرة النارية فأردوهم قتلى وفروا هاربين، وتحرر محضر بالواقعة وجارٍ العرض على النيابة. الثأر يلقن شابًا عدة طعنات قاتلة ببني سويف لقى شاب مصرعه، في العقد الرابع من العمر، متأثرًا بإصابته بطعنات بالرأس وجرح قطعي بالرقبة في قرية سدس التابعة لمركز ببا جنوب بنى سويف، أخذًا بالثأر. كان اللواء محمد أبو طالب، مدير أمن بنى سويف، تلقى إخطارًا من العقيد جمال إبراهيم، مأمور مركز شرطة ببا بمقتل رضا محمد مفتاح أمين 34 سنة عامل. دلت التحريات الأولية لمباحث مركز شرطة ببا برئاسة المقدم أحمد عبداللطيف أن الحادث وراء ارتكابه الأخذ بالثأر، وبسؤال شقيق المجنى عليه اتهم "وليد.ع.ع" 35 سنة عامل، وشقيقه حمدى 32 سنة عامل، أخذًا بالثأر لمقتل شقيقيهما محمد عبدالعزيز على فى غضون عام 2011م، وعلى الفور كلف مدير الأمن إدارة البحث الجنائي التحرى عن الواقعة وضبط المتهمين والأداة المُستخدمة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 2015/3810 إداري مركز ببا. خصومتان ثأريتان تنهيان حياة 3 أشخاص بسوهاج شهد مركز شرطة دار السلام بمحافظة سوهاج، في بداية الشهر الجاري، تجدد خصومتين ثأريتين، الأولى بين عائلتي "فدان" و"لبيب شرقاوى" بقرية الكشح، وخلفت وراءها جثة ومصابة، والخصومة الثانية بناحية قرية الزرارزة بين عائلتى "مرسي" و"عثمان" خلفت وراءها جثة واحدة. وترجع الواقعة عقب تلقى اللواء أحمد شاهين، حكمدار المدرية نائب مدير أمن سوهاج، بلاغين من مركز شرطة دار السلام، عن تجدد خصومتين ثأريتين ووجود مصابة ومتوفيين. بالفحص تبين من التحريات التي أشرف عليها العميدان أسعد الذكير، مدير إدارة المباحث الجنائية، ومحمد توفيق، رئيس مباحث المديرية، والتي قادها العميد أحمد الراوي، رئيس فرع بحث الشرق، والرائد مصطفى التهامى، رئيس مباحث مركز شرطة دار السلام، بوصول "يسرى.ر.ش"، 33 عامًا، سائق إلى مستشفى المركزى بدار السلام "جثة هامدة"، إثر إصابته بطلق نارى و"نجاة.ش.إ.ب"، 55 عامًا، ربة منزل، وتقيم بذات الناحية والدة الأول مصابة بطلق ناري بالوجه من الناحية اليمنى، ويقيمان عزبة سعد التابعة لقرية الكشح دائرة المركز ينتميان "لبيت فدان"، وبسؤال شقيق المتوفى، 39 عامًا، سائق ويقيم بذات الناحية اتهم "دانيال و ف"، و"وائل م س ش" و"ألفى ز س ش"، ويقيمون بذات الناحية ينتمون لعائلة "بيت شرقاوى" بارتكاب الواقعة لارتباط العائلتين بالحادث الثأرى، المحرر عنه المحضر رقم 2682 إداري المركز لسنة 2014 والناجم عن مقتل "صابر ص ش"، ينتمى "لبيت فدان"، وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحرى في الواقعة وظروفها وملابساتها وضبط المتهمين والسلاح المستخدم، وتم تعيين الخدمات الأمنية اللازمة لملاحظة الحالة بالمنطقة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 1717 إداري المركز لسنة 2015، وأخطرت النيابة العامة لتجرى شؤونها. فيما استقبل مستشفى دار السلام المركزى أيضًا "كليب ع ح ع"، 47 عامًا، عامل ويقيم بناحية الزرازرة دائرة المركز ينتمى لعائلة "عثمان" جثة هامدة، أثر إصابته بطلق ناري وبسؤال نجل المتوفى 23 عامًا عامل ويقيم بذات الناحية، واتهم "عبدالرحيم ر م م" و"رزق م م م" و"سمير م م" و"نصر الدين ع م م" وشهرته "الزعيم" ويقيمون بذات الناحية ينتمون لعائلة "مرسي"، بارتكاب الواقعة لارتباط العائلتين بالخصومة الثأرية رقم 2 لسنة 2014، والتي ترجع لعدة حوادث ثأرية، وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري في الواقعة وظروفها وملابساتها وضبط المتهمين والسلاح المستخدم، وتم تعيين الخدمات الأمنية اللازمة لملاحظة الحالة بالمنطقة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 1718 إداري المركز لسنة 2015، وأخطرت النيابة العامة.
خبير أمني: الجلسات العرفية علاج مسكن للآلام من جانبه، قال اللواء فؤاد علام، الخبير الأمني، إن الثأر آفة من آفات المجتمع المصري بشكل عام والصعيد بوجه خاص، مشيرًا إلى أنها تأكل الأخضر واليابس ولا تفرق بين كبير وصغير، أو قريب الصلة بالجاني أم بعيد عنه، ولذلك على الدولة وأدها بشكل نهائي. وأضاف علام في تصريحات ل"المصريون"، أنه برغم نجاح الجلسات العرفية في وأد العديد من النزاعات بين العائلات، إلا أن الخصومات الثأرية تبقى حبيسة الأنفس، وتشتعل شرارتها مرة أخرى حال أي صدام بسيط بين أحد أطراف العائلات، ولذلك فهي بمثابة علاج مسكن للآلام فقط وليست دواءً شافيًا. وأرجع الخبير الأمني سبب تفشي الظاهرة في محافظات الصعيد، لعدة أسباب أهمها العادات الموروثة والنعرات والعصبيات القبلية، مشيرًا في الوقت نفسه إلى قصور المؤسسات الدينية في نشر صحيح الدين وتنوير المواطنين وحثهم على الاحتكام لصوت العقل وترك القصاص للدستور والقانون. حقوقي: توعية المواطن وتأهيله الحل الأمثل لوأد الثأر على الجانب الآخر، أعلنت المنظمة المصرية الدولية لحقوق الإنسان والتنمية، عن تدشين مبادرة للقضاء على الخصومات الثأرية والمنازعات بين الأفراد والعائلات. ومن المقرر أن تبدأ المبادرة بالقرى لتوعية المواطنين بالنتائج المترتبة عن المنازعات والخصومات الثارية بين العائلات، وخطورتها على الأجيال القادمة، حسبما أفاد هاني عبداللطيف، مؤسس المبادرة. وأكد عبداللطيف، أنه سيتم عقد ندوات ومؤتمرات توعوية تخدم المواطن وتؤهله فكريًا وعقليًا، متمنيًا أن يسود المجتمع لغة التسامح وإعلاء مصلحة الوطن والأمن والآمان، إلى جانب تفعيل دور مؤسسات الدولة في تأمين المجتمع والأجيال القادمة.