فراج إسماعيل أعجبني احساس حسن شحاتة بأهمية مباراتنا مع الكونجو ورفضه لتصريح المدير الفني لهذا المنتخب بأن أقصى أمنياته أن يصل إلى دور الثمانية، فاستسهال المباراة القادمة خطر كبير، فمباريات هذه المرحلة على حد تعبير شحاتة هي مباريات الضربة القاضية، وبالتالي فالهزيمة من فرط الثقة الزائدة أو الغرور أو عدم احترام الخصم، لا تعويض بعدها ومعناها "باي باي.. طريق السلامة"! الحمد لله أن الرسالة وصلتنا مبكرا وقبل أن تقع الفأس في الرأس وعن طريق منتخب تونس الذي لم يحترم ويقدر امكانيات منتخب غينيا فخرج بفضيحة، لكن تونس على كل حال ضمنت الوصول الى دور الثمانية، وربما أراد مدربها أن يخرج مهزوما بهدف واحد مثلا حتى يتحاشى مقابلة مصر إلا في الدور النهائي، لأنه يخشى جمهورها كثيرا، ويصيبه القلق من استاد القاهرة، ولكن الجرعة زادت عن الحد ولقنه الغينيون درسا لن ينساه الجمهور التونسي بسهولة، وهو الجمهور الذي شجع للأسف الشديد كوت ديفوار أثناء لعبها مع مصر، وكانت المقاهي التونسية ملأى بمن يهتفون للايفواريين وبعد هدف التعادل الذي أحرزته في مرمى مصر، كانوا يرددون أن الهدف الثاني قادم، وأصابهم الحزن الشديد عندما أحرزت مصر هدفها الثاني ثم الثالث! وعلى حسب ما كتبه الزميل أحمد موسى في جريدة الأهرام والذي كان موجودا في تونس العاصمة لحضور أحد المؤتمرات، فان بعض الوفود العربية استغربت هذا التشجيع والانحياز لكوت ديفوار، لدرجة أن المرء يتخيل أنه في عاصمة لدولة أفريقية غير عربية! اضافة إلى أن ذلك جاء معاكسا لوقوف الجمهور المصري السكندري في المباراتين الأولى والثانية في الدور الأول مع منتخب تونس وتشجيعهم الجنوني له، حتى أن مدربهم الفرنسي لومير ظن أنه يلعب في استاد "الملز"! والحقيقة التي لا تعلمها الجماهير المصرية الكروية أنه في نهائي البطولة الأفريقية ببوركينا فاسو عام 1998 كان التونسيون في الشارع والمقاهي يشجعون بحماس منقطع النظير منتخب جنوب أفريقيا ضد المنتخب المصري، وكانوا في قمة الحزن عندما نالت مصر تلك البطولة، والأمر نفسه حدث في الجزائر والمغرب، وهي مشاعر غريبة فالمفروض أننا أشقاء وعرب، لكنه تعصب أعمى لكل ما هو مصري، كراهية لتفوق المصريين وتاريخهم، يقابله المصريون بكرم زائد كما حدث من الجماهير السكندرية مع منتخب تونس، الذين رأوا فيه منتخبهم الثاني، ورأوا في نجومهم مثل البرازيلي دي سانتوس المتجنس بالجنسية التونسية وسليم بن عاشور، كأنهم مصريون، شربوا من ماء النيل، وعاشوا طفولتهم في حواري الاسكندرية! لقد أخطأ التونسيون كثيرا وفقدوا هذا الجمهور الذين رأينا انقلابهم ضد منتخبهم في مباراته مع غينيا، فقد كان التشجيع كله لغينيا والفرحة طاغية بأهدافها الثلاثة الفضائحية! وسيرون في مباراة دور الثمانية التي ستقام خارج الاسكندرية بصفتهم حلوا في المركز الثاني في مجموعتهم رد فعل جماهيري أسوأ من ذلك، وسيشعرون كأنهم يلعبون في عاصمة أفريقية غير عربية، ولا يجب أن يفعل المصريون غير ذلك، فقد مضى زمن أنهم الشقيق الأكبر الذي يتلقى الاهانات والشتائم فيعفو ويقدم خده الأيسر لمن يضربه من أشقائه الصغار على خده الأيمن! لست محرضا ولا أزرع الفتن ولكني أقول الحقيقة التي يجب أن يقولها الاعلام المصري، حتى يعرف الآخرون حقيقتهم وحجمهم ولا يتجرأون على نفث رذاذ كراهيتهم على المصريين، تلك العجينة الفريدة المميزة التي لم ولن يتشكل مثيل لها في العالم العربي، مهما مر عليها من الأزمان السيئة! أيها المصريون قولوا كلمتكم في الملعب وخارج الملعب.. أثبتوا لكل الصغار أنهم صغار لا يتجاوزون في أهميتهم حجم الشريط الذي يعيشون فيه.. ويا جماهير تونس إن موعدنا لقريب جدا! [email protected]