... لحكومة شرف ,أو كان لها نجم ذهب مع ريح المليونيات كالجبل الثابت والطود الراسخ -كما وصف الدكتور يحيى الجمل نفسه- الذي لم نكد نرتاح من تصريحاته المحيرة والزاعقة.,حتى جاءتنا الرياح بما لا تشتهي السفينة المصرية, التي تتلاطمها الأمواج,وقفز إلى ذات المنصب- مع بعض التعديل في المسمى الوظيفي -الدكتور على السلمي,وجاءنا من مكتبه بنبأ عجيب,وقدم إلينا الوثيقة,ولسان حاله:هذه فيها فيل وفيها إجماع وطني.على الرغم أنها – تقريبا- لم ترضي وطنيا واحدا ,وعادت ريمة لعادتها القديمة,و كأنك يا جبل ما هزك ريح,وكأنك (يابو زيد ما غزيت وسلمى يا سلامة راح الجمل وعاد سلامة).وكأن منصب نائب رئيس الوزراء فيه سم قاتل,جاءت هذه الوثيقة لتقسم ظهر الحكومة,فهل ارتاح الآن السلمي بعد زهق عشرات الأرواح من ذخيرة مصر الحقيقية,وهل ينام مرتاح الضمير واثق الغطاء بينما الجثث في الثلاجات؟وهل تنبه الحاكمون إلى أن التردد والتأخر قتلا مبارك وزجا به إلى السجن ,أم أننا لا نزال أبناء الأمس. أريد أن أقول:إن ما حدث ويحدث في مصر ,في ميدان التحرير ,في القائد إبراهيم ,في سموحة ,في حي الأربعين في كل الميادين المشتعلة,سبقته ألغاز وعجائب وأسئلة مربكة ومرتبكة.فمثلا:لماذا أصرت الحكومة المستقيلة ونجمها الجديد على وثيقة الفراق و الطلاق الوطني التي أدخلت مصر في موجة ثانية من الثورة؟مع أن كثيرين جدا كتبوا وصرخوا في الفضائيات مئات المرات معلقين على كارثية الوثيقة أو على رفض الجميع لها. طيب سؤال آخر محير:هل هناك من قصد إشعال الموقف الذي فقد بسببه الكثيرون أرواحهم,و ضاعت لأجله عيون العشرات من الشباب,هل اندس البعض- مع أني مللت كلمة المندسة- بين الصفوف المعتصمة وهاجموا الشرطة وهددوا باقتحام وزارة الداخلية؟أم أنه –وخذ بالك من التالي- هل عجلت بعض القيادات الأمنية وقامت بالهجوم الذي أثار الجميع لتوريط المجلس العسكري؟ولو أضفنا لهذا التساؤل الخبر المنشور بأن مدرعات عسكرية تحاصر معسكر الأمن المركزي بالدراسة لرفض المعسكر الخروج للتحرير,فإن كان هذا الخبر صحيحا.فإننا بإزاء أزمة أخرى خطيرة. سؤال ثالث مكرر ومحير:لماذا التأخر دائما سمة من يحكم مصر,لماذا التردد يا عزيزي أيبك وكل أيبك من أول أيبك –عماد حمدي- شجرة الدر ,وحتى اللواء أيبك,هل ذلك كذلك أم أن شجرة الدر شارع في الزمالك وأن بلطاي حي –بلطاي ما متش- وهو حي يرزق بالمركز الطبي العالمي,يراقبنا ويراقب مشهد التحرير ضاحكا مرددا :أنا أو الفوضى ؟أم أن الخروج الآمن لم يتم الوصول إلى طريق مفتوحة إليه؟ إني أرى الملك مترددا مع أن كابوس السنوات العجاف والأيام السخاف يتكرر.إني أرى نفس التردد,فكنا نقول :لومبارك خرج مساء خمسة وعشرين يناير وأقال الحكومة وحل مجلس الشعب لتغير الموقف,لكنه تأخر بقدر الله.,والآن:هل لو كان المجلس العسكري خرج قبل المليونية- وكان بالوقت متسع- و سحب الوثيقة أو على الأقل رضي بتعديلاتها المطروحة؟هل كنا إزاء المشهد المؤلم الجاري الآن؟.ولو سيادتك غير مشغول,فهناك أسئلة أخرى.لكن كفاية [email protected]