مع كل غروب ينطلق صوته كالرعد لينهى صيام يوم من رمضان، إنه مدفع رمضان ذلك المدفع الذي أصبح صوته من أهم معالم رمضان في مصر منذ أكثر من 577 عاما. ورغم تطور الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تمكن الصائم من معرفة التوقيت الصحيح لموعد الإفطار والسحور إلا أن شعبية مدفع الإفطار تزداد يوما بعد يوم. بدأت قصة إطلاق أول مدفع رمضانى عام 859 ه حيث كان جنود السلطان العثمانى خوشقدم يقومون باختبار مدفع جديد جاء للسلطان هدية من صديق ألمانى وكان الاختبار وقت الغروب أول يوم من رمضان، وعند انفجار المدفع ظن الناس أن السلطان استحدث هذا التقليد لإبلاغ الناس بميعاد الإفطار. ولما توقف المدفع عن الإطلاق في اليوم التالى ذهب العلماء والأعيان إلى السلطان لطلب استمرار عمل المدفع في رمضان، والتقوا بزوجته الحاجة فاطمة التي نقلت طلبهم إلى السلطان ووافق وسمى المدفع الحاجة فاطمة. وفى رواية أخرى أن الوالى محمد على كان قد اشترى عددا من المدافع الحربية الحديثة اللازمة للجيش وفى يوم من الأيام الرمضانية كانت تجهز المدافع وتختبر فانطلق إحداها مدويا في نفس لحظة أذان المغرب فتصور الصائمون أن هذا تقليد جديد للإفطار والإمساك. ويقول بعض المؤرخين إن نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية على مصر هو أول من ابتدع مدفع الإفطار لمجاملة المصريين وتحول إطلاقه بالذخيرة الحية في الإفطار والإمساك. نقل المدفع من القلعة إلى منطقة الإطفاء بالدراسة ثم إلى مدينة البعوث، وهو يستقر حاليا فوق هضبة المقطم كما زاد عددها في أماكن مختلفة من القاهرة.