ساد التوتر والتحذيرات المتبادلة بين السلطات السعودية وبعض الأوساط الشيعية الخميس إثر سقوط أربعة قتلى خلال أربعة أيام في محافظة القطيف في المنطقة الشرقية مع اقتراب إحياء ذكرى عاشوراء. وقالت مصادر حقوقية وطبية إن "شخصين على الأقل، من الشويكة، قتلا برصاص قوات الامن خلال تظاهرات مساء الأربعاء". ولقي الشابان مصرعهما في القطيف خلال تشييع جنازة أحد المتوفين (19 عاما) الذي قضى قرب حاجز للشرطة ليل الأحد وآخر (24 عاما) الذي قتل اثناء احتجاجات اندلعت مساء الاثنين. وفي حين أعلنت وزارة الداخلية أنها "تحذر كل من تسول له نفسه بتجاوز الأنظمة بأنه سيلقى الرد الرادع"، حذر رجل دين شيعي بارز بدوره من "مغبة انزلاق الوضع لأنه إذا غابت لغة العقل ليحل مكانها الرصاص، فالقادم خطير". واتهمت الوزارة مجددا "مثيري الشغب بتحقيق أهداف مشبوهة أملاها عليهم أسيادهم في الخارج" في إشارة إلى إيران على ما يبدو. وأكدت أن "عددا من النقاط الأمنية في محافظة القطيف تتعرض لإطلاق نار من قبل مثيري الشغب بصفة متصاعدة اعتبارا من الاثنين وفقا لما تمليه عليهم المخططات الخارجية المغرضة". وأوضحت الوزارة إن "قوات الأمن المتواجدة في الموقع مخولة كافة الصلاحيات للتعامل مع الوضع وفي الوقت ذاته تدعو العقلاء في محافظة القطيف إلى الأخذ على أيدي هذه القلة المغرر بها حتى لا يكون الأبرياء ضحية مثل هذه التصرفات". وأكدت مقتل أربعة أشخاص وإصابة تسعة أشخاص بينهم امرأة واثنان من رجال الامن منذ مساء الاحد. من جهته، قال رجل الدين منير الخباز "نناشد جميع العقلاء وننبه كل من له ضمير ونحذر بشدة من انزلاق الوضع، فإذا غابت لغة العقل والحكمة وحلت محلها لغة الرصاص والاستخفاف بالدماء فالقادم خطير"، ووصف ما حدث بأنه "فاجعة أليمة، وهي رحيل الشهداء المظلومين". من جهتها، قالت مصادر حقوقية إن "الأحداث التي تشهدها محافظة القطيف خلال الأسبوع الحالي تزيد من التوتر في ظل سقوط الضحايا مع اقتراب إحياء ذكرى عاشوراء" التي تبدأ مساء الاحد المقبل. واضافت ان "استخدام الرصاص الحي خلال اربعة ايام وسقوط اربعة قتلى على ايدي عناصر الامن هو استخدام للقوة القاتلة في غير موضعها". بدوره، قال الناشط الحقوقي وليد السليس ان التصعيد الامني لا يجلب الاستقرار في الوقت الذي ندعو فيه السلطات السعودية الى محاسبة المتسببين فورا ومعالجة اسباب الاحداث بحكمة بعيدا عن السياسة الامنية القمعية". كما اعتبر الباحث محمد الشيوخ ان "اعطاء الضوء الاخضر لعناصر الامن باطلاق النار على الشباب عند نقاط التفتيش في محافظة القطيف هو سبب اراقة الدماء". وكان رجل الدين حسين الصويلح اكد الاربعاء ان حاكم المنطقة الشرقية الامير محمد بن فهد "ابلغنا ان لجنة شكلتها وزارة الداخلية ستباشر التحقيق" في مقتل المحيشي والفلفل، و"طمأننا الى ان النتائج ستظهر خلال ساعات". واضاف "طلب منا تهدئة الشارع والخواطر خصوصا مع اقتراب احياء ذكرى عاشوراء". وتعد المنطقة الشرقية الغنية بالنفط المركز الرئيسي للشيعة الذين يشكلون حوالى 10% تقريبا من السعوديين البالغ عددهم حوالى 19 مليون نسمة، وكانت شهدت تظاهرات محدودة تزامنا مع الحركة الاحتجاجية في البحرين وغيرها. وقد اوقعت مواجهات العوامية مطلع الشهر الماضي 14 جريحا غالبيتهم من الشرطة في حين اتهمت وزارة الداخلية ايران، من دون ذكرها بالاسم بالتحريض على العنف، داعية المحتجين الى "تحديد ولائهم اما للمملكة او لتلك الدولة ومرجعيتها". ويتهم ابناء الطائفة الشيعية السلطات بممارسة التهميش بحقهم في الوظائف الادارية والعسكرية وخصوصا في المراتب العليا. وقد طالب مشاركون في تظاهرات القطيف الربيع الماضي بتحسين اوضاعهم فيما اطلق اخرون هتافات تندد بارسال قوة درع الجزيرة الى البحرين.