شرعت الشرطة الإيطالية، صباح اليوم الثلاثاء، بإخلاء العشرات من المهاجرين غير الشرعيين المحتشدين في منطقة الحدود مع فرنسا التي منعتهم من دخول أراضيها، الأسبوع الماضي، بعد تعطيلها العمل باتفاقية "شنغن". وذكرت قنوات تلفزة إيطالية أن عملية الإخلاء شهدت بعض التوتر، حيث قاوم بعض المهاجرين رجال الشرطة الذين كانوا يحاولون وضعهم في حافلات خاصة باتجاه محطة مدينة فينتيميليا القريبة (شمال غرب)، بينما حاول آخرون الهرب، ما أدى إلى تعرض البعض منهم إلى كدمات، وآخرين لحالات إغماء. وقال رئيس قسم الهجرة التابع لوزارة الداخلية الإيطالية ماريو موركونه، في تصريحات تلفزيونية، إنه "من خلال العمل الجاد والصبر، يجب إقناع المهاجرين بأنهم لن يستطيعوا العبور نحو فرنسا، بسبب الاتفاقيات التي لا تسمح بذلك". من جهته، قال رئيس بلدية فينتيميليا، إنريكو يوكولانو، في تصريحات تلفزيونية: "لم يبلغن أحد بعملية الإخلاء هذه، لكنني أود دعوة المواطنين في مدينتي إلى التحلي بالسلوك المثالي أثناء القيام بهذه العملية".
بدورها، قالت فياميتا كوليولو، الناطقة باسم الصليب الأحمر الإيطالي الذي قام بإعداد الحافلات للمهاجرين غير الشرعيين، إن "الوضع أصبح تحت السيطرة، ونحن نشرح للاجئين أسباب عملية النقل". وأضافت: "أقمنا في محطة قطارات فينتيميليا، نقطة رعاية صحية، وهناك سيارات إسعاف جاهزة للتدخل في حالات الضرورة، كما أننا سنقوم خلال اليوم بتوزيع وجبات ساخنة من منظمتي الصليب الأحمر الإيطالي والفرنسي". من جانبه، وصف وزير الداخلية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو، الوضع على الحدود مع فرنسا، بأنه "لكمة في وجهه أوروبا، ودليل على أن المهاجرين الذين يأتون إلى إيطاليا لا يودون البقاء فيها وأنهم يريدون التوجه إلى بلدان أوروبية أخرى". ولم تذكر قنوات التلفزة الإيطالية جنسيات هؤلاء المهاجرين الذين ما زالت عملية إخلائهم متواصلة حتى الساعة 14.15 ت.غ. يذكر أن كلاً من النمسا، وسويسرا، قامتا خلال الأيام القليلة الماضية، بإغلاق الحدود مع إيطاليا، للحيلولة دون دخول المهاجرين غير الشرعيين، براً. وتسمح "اتفاقية شنغن" لمواطني 26 دولة أوروبية حرية التنقل بين هذه الدول، بدون الحصول على تأشيرة دخول.