خيم الانقسام السياسي الواقع في مصر منذ أحداث ال 30 من يونيو 2013، بعد عزل الرئيس محمد مرسي على المشهد الحالي بجميع جوانبه، حتى وصل الأمر إلي الشعائر الدينية في صلاة التراويح في رمضان الذى يحل خلال الأيام القليلة المقبلة . وأفتى الشيخ محمد عبد المقصود، الداعية السلفي المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي والموجود في تركيا، بعدم جواز صلاة التراويح خلف إمام من حزب النور، أو إمام من وزارة الأوقاف، وهو ما أثار لغطًا كبيرا فى الشارع المصري مع وجود قطاع عريض معارض لحزب النور من مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسي . وأضاف عبد المقصود، فى إحدى برامج قنوات الإخوان لسائل عن الصلاة خلف أئمة الأوقاف، فأجاب قائلاً اتخذوا بيوتكم قبلة ولا تصلوا التراويح خلف رجال الأوقاف وحزب النور لأنهم منافقون . وتابع في فتواه، الصلوات الخمس المفروضة صلى خلفه حتى لا تتضع الجماعة ثم أعد الصلاة بمفردك حتى تصح صلاتك، فصلها، وعليك أن تبحث عن إمام بعيد عن هؤلاء ولا تتكاسل، ولن تعدم خيرا إذا صليت خلفهم . الفتوى التي أفتى بها عبد المقصود، قابلها غضب شديد من أعضاء حزب النور والدعوة السلفية فقد هاجم الشيخ سعيد عبد الفتاح، الناشط السلفى، الشيخ محمد عبد المقصود واصفًا إياه بأنه من أهل البدع والضلال، بعد الفتوى الأخير بعدم جواز صلاة التراويح خلف إمام من حزب النور أو الدعوة السلفية. وقال عبد الفتاح، لم استغرب كثيرًا من فتوى الشيخ محمد عبد المقصود بعدم جواز صلاة التراويح خلف إمام من حزب النور أو مؤيد للسيسى، فالشيخ يرى أن هؤلاء أهل بدعة وضلال، لكنى متعجب من عدم جواز الصلاة خلف مؤيدى النظام ومن جواز العمل فى الحكومة وتقاضى الراتب من الرئيس واستخدام مواصلات الحكومة ووزارة اتصالات النظام ومنظومة التموين. وأكد شباب الدعوة عبر صفحاتهم على "فيس بوك" أن عبد المقصود دائم الهجوم على الحزب لأنه باع نفسه لجماعة الإخوان واتخذ من قنواتها منصات للهجوم على كل من يخالفه فيكفرهم ويدعو عليهم ويدعو لقتلهم . الأمر ذاته لم يتوقف على الدعوة لعدم الصلاة وراء الشيوخ المؤيدة للنظام فقد تعرض بعض العلماء المعارضين إلى عدة مضايقات أدت إلى حرمانهم من إمامة المصلين في صلاة التراويح هذا العام بالرغم من شعبيتهم فى الشارع وتعود المصريين على أداء صلاة التراويح خلفهم كل عام أبرزهم الشيخ محمد جبريل والذي اعتذر عن الصلاة فى مسجد عمرو بن العاص هذا العام . وكتب القارئ قبيل دخول شهر رمضان رسالة أوضح فيها بطريقة غير مباشرة كيف تأثر بالأحداث، وأنه لن يكون موجودًا هذا العام بمسجد عمر بن العاص.
وجاء في نص الرسالة: الأخوة الكرام سلام عليكم ورحمته وبركاته، ورمضان كريم علينا وعليكم.. كان بودّي أن أجعل لبلدي مصر كل رمضان ولكن ليس كل ما يسمع يقال، وكل لبيب بالإشارة يفهم، وعندما أكتفي بليلة واحدة يكون هناك شيء حدث رغما عني، وكلما تسنح لي فرصة ويسمح لي تجدوني في صلاة الجمعة أكثر من مرة كل شهر في مسجد عمرو بن العاص (رضى الله عنه)، يعني لا أريد مزايدات علي حبي لمسجد عمرو بن العاص (رضى الله عنه)، إنما الأمر كله ليس بيدي والأمر لله وحده، ومعلوم أنه منذ أن أكرمني الله بالإمامة في مسجد عمرو بن العاص (رضى الله عنه) جعلتها حسبة لوجه الله، ورزقي عليه جل في علاه، وهي كذلك إلى أن ألقي الله إلا إذا كان هناك شيء حدث رغما عني. على الجانب الآخر تطل بعض الوجوه المرضي عنها من الأنظمة الحاكمة، لتملأ شاشات الفضائيات، في رمضان مثل عمرو خالد وسالم عبد الجليل، وعلى جمعة مفتى الديار المصرية السابق .