قال الرئيس التركى عبدالله جول إن الرئيس السورى بشار الأسد لم يعد أهلا للثقة بعد الآن؛ خصوصا مع استمرار نظامه فى حملات القمع الدامية ضد ثوار سوريا العزل مستمرة منذ حوالى ثمانية أشهر. وأكد الرئيس التركى - فى تصريحات خاصة أدلى بها لصحيفة الجارديان البريطانية وأوردتها على موقعها على شبكة الانترنت اليوم الثلاثاء - أن اجواء التغيير قادمة إلى سوريا بقوة ولن يوقفها شىء. وأشار الرئيس التركى إلى أن الأزمة السورية وصلت إلى طريق مسدود بعدما فشل الرئيس السورى بشار الأسد فى الإصغاء إلى دعوات الثوار المطالبة بالإصلاح والتى نادى بها الجميع سواء من الدول العربية أو الغربية وسط مساع حثيثة من جانبهم لحل الأزمة التى تعصف بدمشق. وأعرب جول عن ثقته أيضا بأن التغيير فى سوريا قادم لا محالة وذلك عقب سحب المجتمع الدولى والشعب السورى الثقة من الأسد بعدما حصد نظامه أرواح الآلاف من المدنيين منذ بدء الإنتفاضة السورية التى دخلت شهرها الثامن مما يزيد الضغط على هذا النظام ويسمح للثوار بتحقيق مطالبهم. ولفتت الصحيفة الى أن الرئيس التركى -غداة قيامه بزيارة رسمية إلى بريطانيا تستغرق ثلاثة أيام- رفض التعليق بطريقة مباشرة على التقارير التى تواترت في وسائل الإعلام مؤخرا حول مزاعم تركيا فى إنشاء منطقة عازلة على حدودها مع سوريا. ونقلت الصحيفة عن جول قوله "إن توفير ملاذ آمن للجماعات المسلحة السورية غير وارد في سياسات تركيا حاليا على الرغم من إستمرار أنقرة فى تقديم كافة أشكال الدعم للمعارضة السورية". وأردف جول قائلا "إن وصول الأزمة السورية إلى طريق مسدود يشير إلى ضرورة إحداث التغيير فى دمشق، غير أننا نرفض أن يأتى هذا التغيير عن طريق التدخل الخارجى فعلى الشعب السورى أن يصنع بنفسه ما يبتغيه، ولا أحد يرغب فى مشاهدة حرب أهلية فى سوريا لذا ينبغى علينا جميعا منع حدوث هذا السيناريو". وكشف جول عن تفاصيل حديثه إلى الأسد طيلة الأشهر الماضية ناصحا إياه بإجراء إنتخابات حرة ونزيهة وإطلاق سراح المسجونيين السياسيين ووضع جدول زمنى لعقد إصلاح شامل بالبلاد غير أنه أبى الإستماع إلى تلك النصائح، مضيفا أن أنقرة لم تعد تثق في نظام الأسد .