قال رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، إنه لن يعطي أولوية لتشكيل ائتلاف حكومي "مسرحي"، يوصل البلاد إلى انتخابات مبكرة، بحسب تعبيره. وأكد داود أوغلو في لقاء أجرته معه إحدى القنوات المحلية، اليوم الأربعاء، أنه سيبذل قصارى جهده بهذا الصدد، وسيتواصل مع الجميع، لافتاً أنه سيدعو إلى انتخابات مبكرة، فقط في حال عدم توصلهم إلى نتيجة. وأكد رئيس الوزراء المكلف بتسيير الحكومة، أنه سيلتقي كافة أحزاب المعارضة، وسيتحدث معهم بكل إخلاص، مضيفاً "نحن مستعدون للتحدث عن أي شيء، ومستعدون لإجراء كافة الحوارات والمباحثات أمام الرأي العام، شرط ألا تنتهك المبادئ السياسية الرئيسية لحزب العدالة والتنمية". وأوضح رئيس حزب العدالة والتنمية، الفائز بالانتخابات التشريعية الأخيرة الأحد المنصرم، أن أهم المسائل لديه هي مصلحة تركيا ورفاهية الشعب، مشددًا أنه لن يسمح برسم صورة فوضوية في البلاد، ولن يضيًع المكتسبات التي حققها الحزب خلال الأعوام ال12 الأخيرة. ولفت داود أوغلو إلى تصريحاته السابقة أثناء حملته الانتخابية، والتي اعتبر فيها الائتلافات الحكومية السابقة سببًا في انهيار الاقتصاد التركي في السابق، مضيفاً "قلنا للشعب إن الائتلافات الحكومية ليست جيدة، لكن الشعب أخبرنا أنه يفضل الائتلاف، وسنعمل ما فضله الشعب". ودعا رئيس الوزراء الشعب التركي إلى عدم القلق من نتائج الانتخابات التي أفضت إلى عدم تمكن أي حزب من تشكيل حكومة بمفرده، مؤكدًا أنه لن يكون هناك توقفات في عمل الحكومة، كما طمأن الأسواق ورجال المال والأعمال والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني قائلا: "فلينم الجميع مرتاحا في بيته، أوجه حديثي لكافة الشعب التركي، لا تحزنوا نحن نحترم كل شيء وسنعمل على فهم ما حدث وسنواصل طريقنا". وأكد داود أوغلو أنهم قطعوا الخطوة الأولى في طريق تجديد حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه، وأنهم بدؤوا بإجراء دراسات حول نتائج الانتخابات، قائلًا "سنسأل الناخبين سؤالين، الأول لمن لم يعطينا صوته، سنسأله ما هو الخطأ الذي ارتكبه الحزب وجعلك تصوت لحزب آخر. والثاني لمن أعطانا صوته، سنسأله أي السيناريوهات بعد الانتخابات مقبولة لديك". وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، أمس الثلاثاء، النتائج الرسمية الأولية للانتخابات التشريعية، للدورة ال25 التي أقيمت الأحد المنصرم، وأوضحت أن حزب العدالة والتنمية فاز ب 40.87% من أصوات الناخبين، وحزب الشعب الجمهوري حلّ في المركز الثاني بنسبة 24.95%، بينما حصل حزب الحركة القومية على 16.29%، وتمكن حزب الشعوب الديمقراطي، من تخطي الحاجز الانتخابي (10%)، بحصوله على 13.12% من الأصوات، فيما حصلت الأحزاب الأخرى والمرشحون المستقلون على 4.77%.