ذكرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية أن ما سمته "القمع" في مصر شمل، كل من يوجه انتقادات للنظام الحالي، سواء كانوا إسلاميين, أو ليبراليين، أو مدافعين عن حقوق الإنسان، أو ممثلين للمجتمع المدني، أو صحفيين أو مثقفين. وتابعت الصحيفة في تقرير لها في 4 يونيو أن النظام الحالي في مصر يرفع شعار "إما أن تكونوا معنا أو تكونوا ضدنا"، ولذا شمل "القمع" كافة أشكال المعارضة، وبدون استثناء. وتابعت " القمع لا يحقق الاستقرار, الذي يزدهر فقط في ظل دولة ديمقراطية تقوم على التعددية, وكان يجب على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن تبلغ هذه الرسالة بوضوح للرئيس المصري خلال زيارته برلين", واستطردت " هناك مشكلة شرعية في مصر بعد الانقلاب على أول رئيس منتخب" . وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التقت الأربعاء الموافق 3 يونيو في برلين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي, وانتقدت ميركل خلال المؤتمر الصحفي المشترك عقب اللقاء, أحكام الإعدام ضد المعارضين في مصر، في حين دافع عنها السيسي. وقالت ميركل في المؤتمر الصحفي المشترك مع السيسي ببرلين إن عدد أحكام الإعدام في مصر كبير، وأكدت ضرورة تجنب ذلك، وأضافت أن بلادها ترفض عقوبة الإعدام حتى لو تعلق الأمر بما سمتها عمليات إرهابية. وتابعت أن هناك أسبابا مهمة لقيام علاقات وثيقة بين بلادها ومصر، مثل المصلحة المشتركة في تحقيق الأمن والسلام بالمنطقة، لكنها قالت إن هناك اختلافا في بعض المسائل، مشيرة إلى أحكام الإعدام التي تستهدف المعارضين في مصر. والتقى السيسي خلال زيارته برلين ميركل والرئيس الألماني جواكيم غاوك، في حين رفض رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت لقاءه, احتجاجا على ما سماها انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة بمصر. ومن جهته، دافع الرئيس المصري عن "أحكام الإعدام", وقال إن معظمها أحكام غيابية تسقط بحكم القانون بمجرد مثول المتهم أمام المحكمة. ونفى السيسي أن تكون تلك الأحكام معبرة عن محاكم استثنائية أو ثورية، قائلا إن الدولة "لا تقيم محاكم تفتيش للمعارضين". وصرح بأن المصريين يريدون الديمقراطية والحرية أسوة بالألمان وغيرهم، لكنه قال إن مصر تمر "بظروف صعبة". وتابع أنه لن يسمح بأن تصبح مصر مثل سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن، مضيفا أنه تصدى لما سماها "الفاشية الدينية"، ومنع حربا أهلية كان يمكن أن تحدث, في إشارة إلى عزل الرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013. وواجه السيسي خلال زيارته برلين احتجاجات من مصريين معارضين، ومن أحزاب ألمانية انتقدت زيارته بسبب سجل مصر في مجال حقوق الإنسان. وقد تظاهر مئات أمام مقر المستشارة الألمانية ميركل في برلين احتجاجا على الزيارة، وأفادت "الجزيرة" بأن نحو 25 منظمة شاركت في المظاهرة، فضلا عن ناشطين قدموا من دول مجاورة. وخلال المؤتمر الصحفي لميركل والسيسي، رفعت الصحفية المصرية المقيمة بألمانيا فجر العدلي علامة "رابعة"، ورددت "قاتل"، بينما رد صحفيون مؤيدون للسيسي بالهتاف لمصر. وقامت عناصر من الأمن الألماني بإبعاد الصحفية، في حين غادرت ميركل والسيسي المكان. وكان السيسي اصطحب معه ممثلين مؤيدين له, بينهم يسرا وأحمد بدير، وخلال الزيارة، وقعت مجموعة "سيمنس" الألمانية صفقة بقيمة ثمانية مليارات يورو (تسعة مليارات دولار) مع مصر لتوريد محطات كهرباء تعمل بالغاز والبخار بهدف زيادة طاقة توليد الكهرباء في البلاد. يذكر أن زيارة السيسي لألمانيا تأتي بعد إحالة أوراق الرئيس المعزول محمد مرسي وقادة من جماعة الإخوان المسلمين إلى المفتي، فيما يعرف بقضية اقتحام السجون أثناء ثورة يناير والهروب منها. وقد أثار الحكم على مرسي انتقادات من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوقية دولية. وأجلت محكمة جنايات القاهرة في 2 يونيو النطق بالحكم على الرئيس المعزول محمد مرسي والمتهمين من الإخوان المسلمين إلى 16 يونيو, بعد شهر من إحالة أوراقهم إلى المفتي في 16مايو الماضي. وتزامن هذا التأجيل مع زيارة السيسي إلى برلين مع وفد من الإعلاميين والممثلين، والمقرر أن يحضر خلالها الجلسة الختامية لأعمال المنتدى الاقتصادي المصري الألماني.