كشف ناشط مقيم بالقاهرة، فضل عدم ذكر إسمه لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن "ما يحدث داخل الإخوان ليس صراعا وليد اللحظة، بل صراع فكرى يدور منذ فترة كبيرة، بين التيار التاريخي أو الإصلاحي والتيار الشبابي أو الثوري، وذلك نتيجة المتغيرات التي حدثت خصوصا بعد30 يونيو"، وعزل الرئيس محمد مرسي . ورغم رفضه توصيف ما يحدث بأنه "انقلاب" داخل الجماعة إلا أنه استدرك قائلا "إنه تغيّر متوقع نتيجة فشل الحرس القديم الإصلاحي في إدارة المعركة مع النظام، وللعلم ثمة قيادات تتبنى فكر الشباب وتدعمه"، على حد تعبيره وحول ما ورد في بيان المتحدث الجديد باسم الجماعة محمد منتصر من أنها "اتخذت قرارا إستراتيجيا في مواجهتها للانقلاب عبر النهج الثوري، بعد استطلاع آراء قواعدها"، قال "كان هناك مطلب لشباب الإخوان بالمقاومة والقصاص ورغبة قوية"، لكن "لا اعتقد أن الإخوان قادرون على هذا فالضربات الأمنية أضعفت قوة الإخوان"، وأضاف "اعتقد ان الإخوان لن يتخلوا عن السلمية ولن تكون هناك مجموعات مسلحة، فليس لديهم الإمكانيات والدعم لهذا، لكن قد ينفجر الغضب بين شباب الإخوان وتكون هناك أفعال تخرج عن السيطرة"، حسب رأيه وأختتم المتحدث بوصف ما رصده بين شباب الجماعة قائلا "ثمة شباب كثيرون من الإخوان يؤيدون فكر ومنهج تنظيم (الدولة الإسلامية) داعش، خصوصا بعد فشل الحراك الثوري خلال العامين الماضيين، والأعداد تتزايد، وقد يكون ذلك سببا في تغيّر نهج الإخوان لاحتواء هؤلاء الشباب"، على حد قوله من جانبه ،يرى معارض مقيم بالخارج أن الأزمة التي تعيشها الجماعة "هي إقصاء تم لقيادات قديمة تريد العودة للمشهد مره أخرى"، وأضاف متحدثا مع وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إن "بيانا منتصرا جاء لتأكيد ولاء للقيادات الجديدة، وهو ما أكد موضوع النزاع بين جناح قاد منذ ثورة يناير2011 وجناح يقود منذ انقلاب 3 يوليو2013"، على حد تعبيره. كانت قد أظهرت حدة وعلانية الخلاف التي طغت مؤخرا بين أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مصر عمق الأزمة التي تعيشها الجماعة والتي يعتبرها البعض "صراعا على القيادة" بينما يراها آخرون صراعا فكريا حول "نهج إدارة الصراع مع السلطة الحالية وبين قيادات "تاريخية" وأخرى "شبابية" تبدو الجماعة الإسلامية الأقدم والأكبر بالعالم الإسلامي وكأنها انقسمت إلى فريقين، يضم الأول القيادات التي ما تزال خارج السجون وكثير منها يعيش بالخارج من أعضاء مكتب الإرشاد، الذي تولى حتى فض اعتصام أنصار الجماعة في ميدان رابعة العدوية في أغسطس2013، بينما يتشكل الفريق الثاني من أعضاء مكتب الإرشاد الجديد الذي تم انتخابه في فبراير2014 لإدارة شؤون الجماعة.