أكدت مصادر داخل جماعة الإخوان المسلمين، أن الأزمة التي تشهدها الجماعة الآن بين فريقين يدعي كل منهما حقه في إدارة مكتب الإرشاد ستنتهي قريبا، بعد أن يتمكن أعضاء المكتب الجديد من حسم الصراع لصالحهم. وأشارت المصادر ، التي رفضت ذكر اسمها، ل"عربي 21"، أن موازين القوى تميل بوضوح لصالح المكتب الجديد من حيث التأييد، والقدرة على التأثير في قواعد الإخوان، والإمساك بملفات بالغة الحساسية في الجماعة. المكاتب الإدارية ويضم الفريق الأول أعضاء مكتب الإرشاد الذي كان يدير الجماعة قبل أحدث 30 يونيو، ويتزعمه محمود عزت النائب الأول السابق لمرشد الإخوان ومحمود حسين الأمين العام السابق للجماعة (مقيم في تركيا) ومحمود غزلان المتحدث السابق باسم الجماعة وعبد الرحمن البر الملقب بمفتي الجماعة. فيما يأتي على رأس الفريق الثاني أعضاء مكتب الإرشاد الذي تم انتخابه في فبراير 2014، ويتزعمه محمد طه وهدان ومحمد سعد عليوة ومحمد كمال، بالإضافة إلى حسين إبراهيم الأمين العام لحزب الحرية والعدالة وعلي بطيخ عضو مجلس شورى الجماعة. وأوضحت المصادر أن معظم المكاتب الإدارية لمحافظاتالقاهرة والإسكندرية، وعدد من محافظات الدلتا والصعيد تؤيد المكتب الجديد وتوجهاته، وتصف قرارات مكتب الإرشاد القديم بأنها محاولة للانقلاب على القيادة الجديدة المنتخبة. ولا يحظى المكتب القديم بتأييد يذكر على هذا المستوى التنظيمي المتقدم للجماعة. والمكتب الإداري في الجماعة هو مجلس منتخب يتحمل مسؤولية إدارة شؤون الإخوان في تلك المحافظة. كما رفض الإخوان المغتربون عودة المكتب القديم، حيث أعرب أحمد عبد الرحمن رئيس مكتب المصريين بالخارج عن دعمه للمكتب الجديد، الذي أوكل إليه عدة ملفات مهمة في إطار مقاومة النظام المصري، على رأسها التواصل السياسي مع العالم الخارجي، والضغط على النظام خارجيا بكل الطرق الممكنة. الشباب لا يحبون الثلاثي محمود وفيما يتعلق بموقف شباب الإخوان من هذا الصراع، قالت مصادر في الجماعة، إن الشباب منقسمون إلى فريقين، الأول يؤيد المكتب الجديد بسبب ما وصفه بخطه الثوري الواضح، وظهر ذلك عندما شارك آلاف الشباب في هاشتاج "#مش_هانرجع_لورا"، في إشارة إلى رفضهم عودة القيادات القديمة لتولي أي مناصب في الجماعة. ويتساءل كثير منهم -باستغراب- عن سبب صمت أعضاء المكتب القديم قرابة عام ونصف على الانتخابات التي أطاحت بهم من قيادة الجماعة، ثم حديثهم المفاجئ اليوم عن بطلانها، وبهذه الطريقة الصدامية! أما الفريق الثاني من شباب الإخوان فيرى أن كلا المكتبين، القديم والجديد، فشلا في إدارة الجماعة وأوصلاها إلى هذا الوضع المأساوي، فلا المكتب القديم تمكن من توقع أو تجنب ما حدث في 30 يونيو، ولا المكتب الجديد استطاع تحقيق أي نجاحات مؤثرة في مسار كسر ما وصفه ب"الانقلاب"، حتى الآن. وتؤكد المصادر أن التأييد للمكتب القديم في أوساط شباب الإخوان ضعيف، خاصة وأن كثيرا من الشباب يحمّل الثلاثي محمود عزت ومحمود حسين ومحمود غزلان مسؤولية الفشل في الفترة ما بين ثورة يناير 2011 وحتى 3 يوليو 2013.