اعتداءات جنسية على معلمات.. ومدارس تتحول لوكر دعارة.. حقوقيون يكشفون ما وراء تفشى الظاهرة.. ونفسيون: مرض وليس انفلاتًا أخلاقيًا
لم يعد عجيبًا أن نسمع عن قيام عامل فى مدرسة ميت غمر الثانوية الجديدة، بممارسة الدعارة وتصوير النساء عاريات داخل أحد فصول المدرسة أو عن حدوث معاشرة جنسية كاملة بين رجل وسيدة داخل المدرسة، ويبدو أن الموضوع ليس إكراهًا أو تهديدًا، ولكنه بالرضا، حيث انتشر 18 فيديو يجمع هذا العامل بسيدات تم تصويرهن ليلاً فى المدرسة. كانت الدنيا تقوم ولا تقعد عند اكتشاف حالات غش جماعى بإحدى لجان الامتحان ولكن الآن أصبحنا نسمع عن حالات غش جماعى تحت تهديد السلاح ومحاولة اغتصاب إحدى المدرسات التى قاومت ذلك الغش. كانت آخر وقائع الاعتداءات صرخات الطلاب على سلالم المدرسة: «الحقوا العيال بيغتصبوا الأبلة على سلالم المدرسة»، التف المعلمون جميعًا لإنقاذ المعلمة من أيدى الطلاب، ونجحوا فى ذلك، حيث كانت المعلمة جالسة على الأرض أسفل الطلاب، فى محاولة لإنقاذ نفسها قبل أى محاولة لاغتصابها، لينهال الطلاب بالضرب على المعلمين بإلقاء الحجارة وزجاجات المياه الفارغة، عليهم وتم تحطيم النوافذ، بحسب شهادات معلمى المدرسة، وأبلغوا الإدارة بحالة الهرج والمرج التى حدثت وبأن هناك تخوفات من تطور الأمور، كانت الكارثة أنهم أرسلوا سيارة للمدرسة نقلت أوراق الإجابة وتركت المعلمين يواجهون المصير وحدهم. لم تكن تلك القصة الأولى لواقعة الاعتداء على المعلم والتى بعدت كل البُعد عن بيت شعر أمير الشعراء أحمد شوقي، «قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا»، فنرى أن المعلم أصبح ضحية الطلاب فى كثير من الحالات إما أن يسمح للطلاب بالغش تحت تهديد السلاح أو حتى أن يعتدى عليه بالضرب أو جنسيًا. واعتدى 5 طلاب فى سن المراهقة تحديدًا فى المرحلة الإعدادية، بالاعتداء معلمة بمدرسة طلعت حرب الإعدادية تم الاعتداء عليها من قبل عدد من الطلاب فى لجنة امتحانية، بعد رفضها السماح لهم بالغش فى مادة التربية الدينية، وتخلى الملاحظ المرافق لها عن مساعدتها عقب انتهاء الامتحان، فما انقضى الوقت المحدد للامتحان وانقض عليها الطلاب واعتدوا عليها جنسيًا وضربوها وتمزيق ملابسها. وكرمت نقابة المعلمين، المعلمة المعتدى عليها، وأكد محمد عبدالله، أمين عام نقابة المهن التعليمية، أن خلف الزناتي، نقيب المعلمين، كلف محاميًا من النقابة للوقوف بجانب المعلمة حتى تسترد جميع حقوقها، قائلاً: «الأستاذة آمنة موسى علمتنا درس كيفية محاربة الفساد مهما كان الأمر بكشفها عن حقيقة الحادث واتهامها للمسئولين المتورطين بدون خوف»، مشيرًا إلى أن النقابة لم ولن تتخلى عن أى معلم أو معلمة وستتصدى لأية محاولة لإهانتهم أو الاعتداء عليهم. جاء ذلك خلال تكريمها على موقفها بعد تعرضها لمحاولة اغتصاب على يد طلاب بالمرحلة الإعدادية لرفضها السماح لهم بالغش أثناء امتحان مادة التربية الدينية بلجنة مدرسة طلعت حرب الإعدادية بالكنيسة التابعة لإدارة العمرانية. وطالب الأمين العام للنقابة، كل من الدكتور محب الرافعى وزير التربية والتعليم، ووزير الداخلية، بتوفير الحماية اللازمة للمعلمين بالمدارس أثناء تأدية عملهم، كما طالب بأن يكون هناك توزيع متكافئ للمراقبين والملاحظين على لجان الامتحانات، مضيفاً: «لا يجوز أن يتم توزيع معلمات فى مدارس بأماكن عشوائية أو نائية للمراقبة على الامتحانات». وأضاف «عبدالله» بأنه طالب فى تعديل قانون النقابة الجديد، بأن يتضمن نصًا خاصًا بحماية المعلم داخل المدرسة سواء معلم أو مراقب فى المدرسة وأنه لابد أن يتمتع بحصانة مثل الحصانة القضائية التى تتوفر للقضاة فى الجلسات لأن هذا عملهم وهم الأولى بذلك، فهم من علموا القضاة والضباط والقيادات فهم أولى فئات المجتمع بهذه الحصانة، مناشدًا الرئيس عبدالفتاح السيسى، بأن يصدر مرسومًا بقانون بهذا الشأن حتى يتم تعديل قانون النقابة. ومن جانبها، أوضحت الدكتورة بثينة كشك، وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالجيزة، أنه فور علمها بالواقعة أصدرت قرارًا بحرمان هؤلاء الطلاب من امتحانات العام الدراسى الحالي، وحرمان رئيس لجنة امتحانات الإعدادية بالإدارة ورئيس لجنة الامتحانات بالمدرسة 5 سنوات من الامتحانات، وخصم 3 أيام من راتبهما، مؤكدةً أنه من العام المقبل لن يكون هناك لجان للشهادة الإعدادية فى المدرسة التى شهدت الواقعة، كما أنه يتم استبعاد أى لجنة فى منطقة نائية. وقالت «كشك»: «فور علمى بالواقعة تحولت من وكيلة وزارة لأم وانهمرت بالبكاء عندما وجدت إنسانة هى معلمة وتربوية وأختى كانت ممكن فى لحظة تضيع وتتحطم». وتقدمت «بثينة» بالشكر لرئاسة الجمهورية وللرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أصدر تعليماته على الفور بمحاسبة المتورطين فى هذه الواقعة، وكذلك وزير التربية والتعليم الذى وقف بجانب المعلمة حتى حصلت على حقها. الحرم المدرسى غطاء ل«الهوس» الجنسي حوّل عامل بمنطقة ميت غمر بالدقهلية، مدرسة إلى وكر لممارسة الدعارة، وانتشرت عدة مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، للعامل وبرفقته عدد من السيدات داخل المدرسة فى أوضاع مخلة، وتقدم عدد من المعلمين بالمدرسة تقدموا ببلاغ إلى نيابة ميت غمر اتهموا فيه أحد العمال بالمدرسة باستغلالها فى الفترة المسائية وتحويلها لوكر لممارسة الدعارة. وتسبب ظهور مقاطع جنسية للعامل وممارسة أفعال منافية للآداب داخل فصول وطرقات المدرسة فى موجة من الغضب بين أهالى المدينة وتوجه بعدها نجل إحدى السيدات اللاتى ظهرن فى أحد المقاطع إلى المدرسة للفتك بالعامل وقام بتكسير بعض النوافذ وتدخل المعلمون لإقناعه بالتراجع، بعدما قرر مدير الإدارة التعليمية نقل العامل إلى ديوان عام الإدارة وإبعاده عن المدرسة. وكشفت التحقيقات، وجود 18 مقطع فيديو لعامل النوباتجة المسائية للمدرسة، حيث استغل فصول المدرسة وطرقاتها ووجوده ليلا بالمدرسة فى استقطاب بعض السيدات وتقديمهن للرجال راغبى المتعة الحرام مقابل أجر مادى لممارسة الأفعال المنافية للآداب. وصف محمد حسام الدين، وكيل وزارة التربية والتعليم بالدقهلية، الحادثة ب«الجريمة»، قائلاً: «اللى حصل جريمة، وقررنا وقفه عن العمل 3 أشهر، وبإذن الله سيُحال للمحاكمة الجنائية، وسيتم فصله عن العمل». وأضاف «حسام الدين» فى تصريحات مُتلفزة، أن الوزارة حصلت على مقاطع يظهر بها رجل وسيدة فى وضع مُخل»، مضيفًا: «هذا العامل مُجرم ومريض، عندنا المدرسة والكنيسة والجامع والمستشفى على حد سواء فى الخصوصية، ولذلك أتوقع انتهاء المحكمة التأديبية لفصله من الخدمة ليكون عبرة». وتابع: «مقطع الفيديو عبارة عن رجل وسيدة فى حالة معاشرة جنسية كاملة، ويبدو أن الموضوع ليس إكراهًا ولا تهديدًا، ولكنه بالرضا». أطباء وحقوقيون: 3 أسباب وراء تفشى الاعتداءات الجنسية فى المدارس أكدت أمل جودة، الناشطة فى مجال حقوق الطفل، أن انتشار التحرش الجنسى فى المدارس وما يحدث سواء كان تحرشًا من قبل المدرسين بالطلبة أو العكس أو حتى عمل أحداث مخلة بالآداب داخل الحرم المدرسى فى الفترة الأخيرة؛ نتيجة الانفلات الأمنى الناتج بدوره عن العنف السياسى الذى تعانى منه البلاد منذ أربع سنوات. وأشارت «جودة»، فى تصريحات خاصة ل«المصريون»، إلى أن العنف السياسى أدى إلى العنف المجتمعى فبعد انقسام المجتمع إلى "سيساوية" و"إخوان" ضاع الأمان فى الشارع والمدارس، متسائلة: ماذا يمنع اغتصاب الطلاب من المعلمين أو المعلمين من الطلاب أو بحث بعض العاملين عن المتعة والدم أصبح فى كل مكان، بالإضافة إلى عدم المسائلة القانونية وخوف الأهالى من تقديم البلاغات خوفًا على سمعتهم أو تكتم المسئولين عما يحدث فى المدارس خوفًا على مناصبهم. واتفق معها، محمد زارع، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان ورئيس المنظمة العربية للإصلاح، أن ما يحدث فى المدارس الآن نتيجة عدم قيام بعض المسئولين لوجباتهم فهناك تهاون كبير من جانب المسئولين، على حد قوله. وأضاف «زارع»، فى تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن بعض المسئولين يخافون من كشف الكوارث التى تحدث فى المدارس رغبة منهم فى الحفاظ على مناصبهم وتخوفًا من فقدانها مما يؤدى إلى أن الجانى والمخطئ يفلت بجريمته. نفسي: مرض نفسى أكثر من كونه انفلاتًا أخلاقيًا ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى وعضو الجمعية العالمية للصحة النفسية، أن ما يحدث فى المدارس الآن ظواهر غريبة هاجمت مجتمعنا فى الفترة الأخيرة ولكنها أخذت تتدرج فى الزيادة بشكل يتطلب التوقف والبحث، مشيرًا إلى أنها تعبر عن مرضى نفسيين وليست مجرد انفلات أخلاقي. وأضاف «هارون»، فى تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن أصحاب بعض القصص التى نسمع عن حدوثها فى المدارس يمتازون ببعض الصفات النفسية المرضية مثل الاندفاعية والتهور الشديد مع سرعة الاستثارة الجنسية والبدنية والبحث عن الملذات والشهوة والعدائية والميل للعدوان؛ مما يوضح أنهم مرضى نفسيين وأن اضطرابهم لا يقل خطورة عن غيره من أنواع الاضطرابات الأخرى لأنه يمس أعماق الشخصية وتتولد عنه جرائم تهتز لها أركان المجتمع كما حدث مع الطلبة الذين حاولوا اغتصاب مدرسة وهى فى الماضى كانت بمثابة الأم.