أعلن المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة أنه تم التعاقد مع إحدى الشركات الأوكرانية لاستيراد "فرن" متطور لإنتاج الفحم النباتى، بأساليب علمية حديثة تهدف إلى الحد من التلوث البيئى الذى تسببه مكامير الفحم التقليدية، وقال إن المشروع سيبدأ تنفيذه خلال المرحلة الأولى فى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، ثم يبدأ تعميمه على باقى أنحاء الجمهورية، وأضاف الوزير أنه تم ضبط 33 مكمورة مخالفة للبيئة بقرية (أجهور الكبرى) التابعة لمركز طوخ، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أصحابها. ولمكامير الفحم قصة طويلة مع المهندس جورج، فبالرغم من استمراره فى منصبه خلال أربع حكومات متعاقبة فإن ملف تلك المكامير المتضخم بالتلوث البيئى وكونها المصدر الأساسى للسحابة السوداء والأمراض الصدرية والسرطان لآلاف المصريين ظل كأنه خارج الاهتمام. فقد تحولت محافظة القليوبية إلى بؤرة خطيرة بسبب وجود 166 مكمورة للفحم النباتى بها، تستحوذ عليها قرية (أجهور الكبرى) التى تضم بين أرجائها 100 مكمورة من إجمالى 124 بمركز طوخ. فمن منطقة "المؤسسة" محطة مترو "كلية الزراعة" وعلى بعد نصف ساعة أو أقل ستخبرك رائحة الفحم أنك وصلت لأجهور الكبرى معقل مكامير الفحم، تقع القرية فى ملتقى ثلاث قرى تابعة لمركز طوخ قليوبية، وكانت قد عرفت قديما ب (أجهور الورد) لشهرتها بزراعة الورد البلدى، التى تحولت إلى رائحة الفحم بفعل وجود 100 مكمورة تنفث التلوث والروائح فى السماء. ومن بداية الطريق تستطيع أن ترى أطفالا وشبابا يقطعون الشجر بمنشار يدوى أو كهربائى، وبمهارة يفصلون أخشاب شجر البرتقال والفاكهة، لأنها الأغلى سعرا وتصدر للقرى السياحية وتجار الفحامين بالحسين وشبرا الخيمة، عن الأشجار البلدى المنتشرة بطول الطريق الزراعى والتى تتحول إلى فحم يطلق عليه نفس الاسم الفحم البلدى. على بعد أمتار تجد عمال المكامير يحملون الخشب على أعناقهم ويغطونه بالقش ثم يشعلون فيه النيران من الداخل فيأخذ شكل التلة الصغيرة ويحرصون دائما على وجود فتحات للتهوية داخله حتى لا تنطفئ النيران، ثم يستخدمون مياه الرشاح، لإطفاء الخشب وبعدها يعاودون الكرة مرة واثنين وثلاث حتى تكتمل عملية التفحيم للخشب، ثم يبدأون تعبئته فى أجولة ويحملونه لسيارات تمهيدا لتوزيعه. فى ظل وجود 166 مكمورة فحم نباتى، تتعرض قرى ومدن القليوبية لكارثة بيئية وصحية خطيرة، وبحسب تقرير صادر عن مركز المعلومات بالمحافظة كشف عن وجود 124 مكمورة فى طوخ و27 فى شبين القناطر و5 فى بنها و3 فى الخانكة و3 فى حى شرق شبرا الخيمة و2 فى كفر شكر. وتتركز 100 مكمورة كاملة فى قرية أجهور الكبرى بلد الشهيد سعد إدريس حلاوة الذى قدم روحه مقابل اعتراضه على زيارة السفير الإسرائيلى لمصر والتطبيع مع إسرائيل، والتى تعتبر أكبر قرى مركز طوخ حيث يصل عدد سكانها إلى أكثر من 30.483 نسمة، يعمل الكثير منهم فى المكامير والذى يبدأ بتقطيع خشب الأشجار البلدى والفاكهة وينتهى بحرقه، وما ينتج عن ذلك من تلوث الهواء بثانى أكسيد الكربون الذى يهدد المواطنين بأمراض الربو وحساسية الصدر.