تبرز أسماء النجوم الزاهرات في سماء الإسلام منذ بداية الوحي ومن ينسي دور وتأثير ( أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر و المجاهدة الشجاعة صفيه عمة رسول الله صلي الله عليه وسلم والصامدة المؤمنة سمية أم عمار بن ياسر رضي الله عنهن ورزقنا احتذاء خطواتهن ) استمر الدور المؤثر للمرأة علي مدار عصور ازدهار الخلافة الإسلامية ولما انتهت الخلافة وبدأ تشرذم وضعف المسلمين خبا دور المرأة وانزوت تماما ، بعد الصحوة الإسلامية عادت المرأة علي استحياء ولكن ليس بالفعالية المطلوبة وبنوع من التردد وعموما يمكننا التمييز بين دورها في الدول العربية ذات الأغلبية المسلمة ومن بينها مصر فنجد دورها ينحصر داخل بيتها وفي بعض الأنشطة الخيرية بينما تترك المجال السياسي والاجتماعي والثقافي للنساء الليبراليات . أما في الدول الإسلامية غير العربية مثل تركيا وإيران و أندونسيا وماليزيا فالوضع مختلف ، المرأة المسلمة الملتزمة بحجابها في تلك الدول مشاركة وفعالة في كل الميادين مع الرجل وليس معني مشاركتها أنها تسقط الحدود مع الرجال فهناك فرق بين المشاركة والاختلاط ، فهي بمجرد انتهاء العمل تبدو كأنها لا تعرف زميلها ويظهر ذلك مثلا في المطاعم وأماكن التجمعات حيث تحجز أماكن خاصة للنساء وتوضع حواجز ( برافانات ) للفصل بينهما ، كما أنها تضع أسرتها وبيتها دائما في المقام الأول . في إيران حيث الحجاب إجباري وملزم وصلت المرأة لمنصب ( مساعدة رئيس الجمهورية ) وهناك مجلس شوري النساء و مجلس الأسرة الذي يقوم بإعداد الفتيات والشباب للزواج ويتابعهم خمس سنوات بعد الزواج حتي يستقر البيت الجديد ولذلك انخفض معدل الطلاق لأدني حد ممكن والمرأة هناك نائبة في البرلمان وعالمة في ( النانو تكنولوجي ) وعميدة في الجامعة وقبل كل ذلك ربة أسرة وكل ذلك بزيها الخاص ( الشادور ) وهو ما يشبه الإسدال الأسود الذي انتشر في مصر . ومع نزول التيار الإسلامي في مصر للساحة السياسية كان لزاما عليه الدفع بالمرأة للمشاركة السياسية فوجود امرأة علي الأقل في القائمة أمرا أساسيا وبدأت المحاذير ، فهي لا تريد وضع صورتها فوضعت بدلا منها ( وردة ) ثم جاءت (مرحلة ما بعد الوردة) . حيث وضعت مرشحة في الدقهلية صورة زوجها وبدلا من كتابة اسمها كتبت ( انتخبوا حرم الأستاذ .. ) وهكذا بدا التناقض والتردد وهو ما يثير العديد من التساؤلات : أولا : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يتحدث عن زوجاته و أهل بيته بأسمائهن الصريحة وقد ثبت أنه قال مشيرا لزوجته ( علي رسلك إنها صفية ) وقال أيضا (لو أن فاطمة بنت محمد ... ) وصرح باسم زوجته الحبيبة عائشة رضي الله عنها في أكثر من موضع ، وكذلك كان فعل كل الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين وها نحن لا نجد حرجا من ذكر أسماء أمهات المؤمنين بل أن في القرآن الكريم سورة باسم امرأة ( سورة مريم ) ولا أعرف ما الذي اختلف بشأن نساء اليوم ؟ وهل أصبح الاسم عورة ؟ ثانيا : هناك دائما طريقان أمام المرأة إما أن تنصرف لحياتها الخاصة وتختفي بداخلها وهذا حقها الذي لا ينازعها فيه أحد ووقتها إذا شاءت ألا يعرف عنها أحد شيئا فهذا من صميم حقوقها فقد اختارت أفضل الخيارات القرار في بيتها والتفاني في رعاية أسرتها ، أما الخيار الثاني فهو المشاركة والبروز بشخصها لأنها وجدت في ملكاتها وقدراتها الخاصة ما يؤهلها لذلك وما يمكنها من سد ثغرة يحتاجها المجتمع الإسلامي وفي هذه الحال يكون من التناقض الشديد أن تخفي اسمها فهل يمكن أن ينتخب الناس ( المرأة المجهولة ) ؟ ثالثا : هناك نوع من المغالاة والخلط بين قوامة الرجل علي زوجته وبين الاستقلال بين المرأة وزوجها ، هناك قوامة بالفعل ولكنها لا تعني إلغاء شخصية المرأة فكل نفس بما كسبت رهينة يقول تعالي ( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين * وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين * ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ) سورة التحريم الآيات من 10 :12 لم ينفع امرأة لوط أن زوجها نبي مرسل ولم يضر امرأة فرعون كفر زوجها وذكرت مريم باسمها ، أحيانا تكلمني إحدي الأخوات علي أساس أن إرضاء الزواج هو معيار الحلال والحرام فواحدة تقول ( أنا أسمع أغاني الحب من أجل زوجي والأخري تقول أنمص حواجبي وأصل شعري من أجل زوجي ) وكأن كلمة ( من أجل زوجي ) صارت مفتاحا للفعل والآن ( انتخبوا حرم الأستاذ .. ) ولماذا لا ننتخب الأستاذ نفسه ؟ وبعد ذلك كيف سيتم التواصل مع حرمه وهل عن طريقه ؟ المرأة قوة ضاربة ويجب أن تنتقل في مجتمعنا من التردد إلي المشاركة الفعالة بضوابطها الشرعية . [email protected]