جاء حادث إنقطاع التيار الكهربائى عن بعض الأماكن داخل مبنى ماسبيرو – الثلاثاء – ليؤكد أن هناك (طرمخة ) حقيقية على ما يحدث داخل المبنى من تجاوزات ومخالفات بهدف الإبقاء على القيادات الحالية فى مناصبها بمساندة ودعم بعض الأجهزة والشخصيات المهمة فى الدولة , ويؤكد أيضاً أنه لا توجد نية حقيقية للإصلاح داخل هذا المبنى العريق , لأنه لوتوافرت مثل هذه النية لدى الجهات المعنية فى الدولة لما قام المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بالتجديد لمثل هذه القيادات التى أثبتنا بالوقائع والمستندات الرسمية أنها فاشلة وفاسدة . الغريب أن هذا القيادات تعاملت مع هذا الحادث الأخير بمنتهى البساطة وكأن شيىء لم يحدث وتناسوا أن (معظم النار من مستصغر الشرر ) – كما يقولون - وأنه لم يمض أكثر من أسبوعين تقريباً على الحادث الأشهر – وليس الأوحد – لإنقطاع التيار الذى حدث يوم السبت 9 مايو الجارى , ويجهلون أن إستمرار مثل هذا المهازل ينذر بحدوث كوارث لا حصر لها ربما تؤدى إلى عودة (تسويد الشاشات ) الرسمية للتليفزيون المصرى لعدة ساعات أو أكثر . ويخطىء من يتصور أن دفاع عصام الأمير ورفضه - كما نشر - الإستجابة لطلب المهندس مجدى أمين رئيس قطاع الهندسة الإذاعية كان وراءه رغبة الأمير فى حماية رجاله ولكن الحقيقية تؤكد أن قبول الأمير لإستقالة أمين تعنى إعترافه الصريح بأن انقطاع التيار وتسويد الشاشات فى 9 مايو تعود أسبابه إلى ماسبيرو وقياداته وبالتالى سيكون مضطراً – أى الأمير – لتقديم إستقالته التى هدد بتقديمها عقب هذا الحادث فى حال التاكد من مسئولية قيادات ماسبيرو عن هذه الكارثة المسيئة لمصر . فى هذا السياق نشير إلى أنه عقب حادث إنقطاع التيار – الثلاثاء – أعلن الدكتور محمد شاكروزير الكهرباء أن السبب يعود إلى حدوث انخفاض مفاجئ في التيار الكهربائي بمبنى ماسبيرو بسبب مناورة خاطئة , وأضاف وزير الكهرباء، أن مفتاح النقل الأتوماتيكى، الذى ينقل الكهرباء من خط إلى خط آخر بمبنى ماسبيرو حدث به الهز أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المبنى. بينما صرح عصام الأمير رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون فى بيان رسمى أن ما حدث هو حدوث هزة كهربائية عنيفة أدت الى إنقطاع التيار الكهربائى ، حيث أنه تم على الفور الانتقال الى وسائل التغذية البديلة وبالتالى عدم إنقطاع البث . ولذلك نقول : أيا كان المتسبب فى حدوث أو تكرار مثل هذه المهازل التى تنذر بكوارث أكبر واخطر وتؤدى إلى المزيد من التشويه والإساءة لمصر ولإعلامها الرسمى , وكما سبق أن قلت فى نفس هذا المكان إن مثل هذه الأعمال قد تؤدى إلى حالة من عدم الإستقرار داخل هذا المبنى وثيق الصلة بالأمن القومى لمصر وربما يتم استغلال مثل هذه الحوادث لإرتكاب جرائم قد لا تحمد عقباها سياسياً وأمنياً وهو الأمر الذى نحذر منه قبل فوات الأوان , وأياً كان الشخص أو الجهة المسئولة عن هذه الجريمة المسيئة لمصر فلابد أن يكون هناك عقاب رادع وتقديم جميع المتسببين فيها لمحاكمات عاجلة وعادلة ليعرف الناس الحقيقة ولنحمى إعلامنا الرسمى الذى يخصص له 12 مليار جنيه سنويا من الموازنة العامة للدولة . وهنا نقول للرئيس عبدالفتاح السيسى : إذا كنت سيادتك قد قلت من قبل فى حديثك الشهرى للشعب إن إنقطاع التيار الكهربائى عن ماسبيرو أمر مسيىء لمصر .. فمتى تتحرك وتصدر تعليماتك الفورية لمحاسبة الذين أساءوا وأجرموا فى حق مصر ؟ ومتى يكون هناك عقاب رادع لهؤلاء المقصرين والمهملين أو المتعمدين لحوث هذه المهازل ؟ فهل تتحرك ياسيادة الرئيس لإتخاذ اللازم فى هذا الشأن أم سنظل نمارس هوايتنا الأزلية ولا نتحرك إلا بعد وقوع الكارثة ؟!!! .