قال مصدر في قيادة شرطة محافظة الأنبار(غرب)، اليوم الجمعة، إن موجة نزوح جديدة بدأت من محافظة الأنبار باتجاه العاصمة بغداد، تزامنا مع تقدم تنظيم "داعش" في مناطق جديدة شرق مدينة الرمادي مركز المحافظة. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، أوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أن "تنظيم داعش شن هجوما واسعاً صباح اليوم الجمعة على منطقة الفلاحات(حوالي 40 كم شرق الرمادي) باستخدام 3 عربات مفخخة يقودها 3 انتحاريين تمكنوا من الاقتراب من تجمعات الجيش والشرطة إلا أن القوات الامنية تمكنت من قتل اثنين من الانتحاريين قبل تفجير عرباتهم فيما تمكن الثالث من القيام بذلك. وأضاف أن انفجار العربة أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف القوات الأمنية، لم يبيّن حجمها، فيما لا تزال المواجهات مستمرة في منطقة الفلاحات بين "داعش" والقوات الأمنية حتى الساعة 12:30 تغ. وأشار المصدر إلى أن مقاتلي "داعش" تمكنوا من التقدم باتجاه مركز قضاء الخالدية(20 كم شرق الرمادي)، لافتا إلى أن اشتباكات شديدة تدور حتى الساعة(12)تغ في الشارع العام بالقرب من مطعم ليالي الشام في مدخل مدينة الخالدية مركز القضاء. في سياق متصل، لفت المصدر إلى موجة نزوح كبيرة للعوائل من قضاء "الخالدية" وناحية "الحبانية" القريبة منها و"منطقة السي سي" القريبة من قاعدة الحبانية الجوية شرق الرمادي، باتجاه جسر بزيبز على نهر الفرات(حوالي 40 كم غرب بغداد) الرابط بين محافظة الأنبار والعاصمة بغداد. وأشار إلى أن "هناك المئات من العوائل تسير في الصحراء لعدم وجود وسائل نقل تقلهم وسط ظروف مناخية صعبة جداً من ارتفاع درجات الحرارة وعواصف ترابية تضرب محافظة الانبار". من جهته، قال عضو مجلس محافظة الأنبار أركان خلف الطرموز، إن الحكومة في بغداد أعادت إغلاق جسر بزيبز المنفذ الوحيد بين محافظة الانبار وبغداد، دون معرفة الاسباب ولأجل غير مسمى. وناشد الطرموز في تصريحه لوكالة "الأناضول"، الحكومة العراقية "بفتح الجسر أمام العوائل النازحة والمهجرة من مناطق الانبار وخاصة الرمادي وادخال جميع تلك الاسر وخاصة الحالات الانسانية بينها الى العاصمة بغداد خشية حدوث حالات وفيات بين تلك الاسر نتيجة الحر والجوع والعطش". وسيطر تنظيم "داعش"، مطلع الأسبوع الجاري، على الرمادي بالكامل، والمقرات الأمنية والدوائر الحكومية، وبيوت المسؤولين، ومقر قيادة عمليات الأنبار ومقر اللواء الثامن (تابع للجيش)، فيما انسحبت القوات الأمنية إلى قاعدة "الحبانية" الجوية شرق الرمادي، ما أدى لنزوح آلاف الأسر من الرمادي ومن مناطق قريبة منها. وتفرض السلطات العراقية شرط وجود "الكفيل" من أهالي بغداد للعائلات النازحة إلى العاصمة، معللة ذلك ب"أسباب أمنية، وتخوف سياسيين من تسلل بعض عناصر تنظيم داعش الى بغداد تحت ستار النازحين لتنفيذ عمليات أمنية"، الأمر الذي يمنع دخول الآلاف من النازحين كونهم لا يملكون تحقيق هذا الشرط.