توجه رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، مساء اليوم الأربعاء، إلى روسيا، في زيارة رسمية لبحث إبرام صفقات تسليح، يتوقع أن تتجاوز قيمتها 3 مليارات دولار، في خضم حرب تخوضها بغداد ضد عناصر تنظيم "داعش". وتأتي زيارة العبادي تلبية لدعوة رسمية من الرئيس فلاديمير بوتين، وجهها لرئيس الحكومة، الشهر الماضي، وبعد أيام من سقوط مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار (غرب) بيد تنظيم "داعش". ومن المقرر أن "يبحث العبادي في موسكو الاستثمارات الروسية في العراق، والتعاون العسكري بين البلدين، بالإضافة إلى التعاون على الساحة الدولية فيما يتعلق بأهم القضايا الدولية"، حسب مصدر في مجلس الوزراء. وقال المصدر لوكالة الأناضول، طالبا عدم ذكر اسمه، إن "التداعيات الأمنية على الأرض ستضع ملف التسليح في واجهة الملفات التي سيبحثها العبادي في موسكو". وأوضح أن "الدعم العسكري والمعلوماتي للعراق، ومسائل إمدادات الأسلحة إلى قوات الأمن العراقية سيكون محور مباحثات رئيس الوزراء مع المسؤولين الروس". ولم يعلن رسميا عن مدة الزيارة. ويرتبط العراق باتفاقية أمنية مع الولاياتالمتحدة تنص على تعزيز قدرات العراق الأمنية، بما في ذلك التدريب والتجهيز والإسناد والإمداد وبناء وتحديث المنظومات اللوجستية بما في ذلك النقل والإيواء والتموين للقوات الأمنية العراقية. لكن تردد الجانب الأمريكي في تسليح الجيش العراقي خاصة في مجالي الطيران والدروع دفع الجانب العراقي للبحث عن مجهزين آخرين مثل روسيا وإيران. وفي هذا الإطار، قال مصدر مقرب من مركز القرار في الحكومة العراقية للأناضول، إن "العراق مهتم بشراء مروحيات هليكوبتر وأسلحة متطورة من روسيا"، مبينا أن "قيمة الصفقة قد تصل إلى 3 مليارات دولار". وأشار المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن "الزيارة ستتناول أيضا بحث ملف استثمار الشركات الروسية في العراق وخاصة في ملف الطاقة". وتعمل شركة "لوك أويل"، ثاني أكبر شركة نفطية روسية، على تطوير حقل "غرب القرنة 2" في العراق، حيث بدأت الشركة في يونيو 2014 بالحصول على تعويضات نفطية من المشروع، وتعتزم الشركة عام 2015 تعويض 5 مليارات دولار من نفقاتها خلال عمليات تطوير الحقل. كما تعمل شركة "غازبروم نفط"، الذراع النفطي لعملاق الغاز الروسي "غاربروم"، على تطوير حقل "بدرة" في العراق. وقبل اشهر بدأ العراق حملة عسكرية واسعة النطاق لطرد "داعش" الذي يسيطر على مناطق واسعة من البلاد، لكن قواته تعرض لانتكاسة كبيرة هذا الأسبوع عندما احكم المتشددون قبضتهم على الرمادي مركز محافظة الأنبار، غربي البلاد.