منع من الخطابة، وحظر سفر، واعتقالات لأنصاره.. مجمل مكافآت النظام الحاكم لحزب "النور" الذي يعد واحدا من أبرز داعمي 30 يونيو وخارطة الطريق. مر الحزب المنبثق من رحم الدعوة السلفية منذ تأسيسه عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير بسلسة من الأحداث التي سجلت في تاريخه القصير، حيث تعاقبت مجموعة من العوامل التي أثارت الجدل بين أتباعه ومؤيديه. فمن تأييد الرئيس محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان، في أول استحقاق انتخابي عرفته مصر إلى الانقلاب والهجوم عليه بعد توليه السلطة بشهور وإعلان انضمامهم لصفوف المعارضة حتى يوم 30 يونيو 2013، والذي دعت له المعارضة للضغط على مرسي بإعلان انتخابات رئاسية مبكرة. وفي مشهد مضطرب ساده التوتر ظهر على شاشات الإعلام نبأ عاجل "بعد قليل بيان للمجلس العسكري". وبعد لحظات من ترقب المصريين ظهر القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي مشمرًا على ساعديه ويجلس خلفه عدد من الشخصيات العامة في مقدمتهم شيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الكنيسة تواضروس، إلا أنه كان اللافت ظهور ممثل حزب النور الدكتور جلال مرة، وذلك أثناء خطاب قائد الجيش في 3 يوليو والذي أعلن فيه عزل الرئيس محمد مرسي. وقع ظهور القيادي في حزب النور على بعض الإسلاميين ضمن حضور خطاب عزل مرسي كالصاعقة التي أيقظتهم على واقع خيانة النور للإخوان والإسلاميين. رأى الإسلاميون حينها أن حزب النور وقيادته في مقدمتهم الدكتور ياسر برهامي، ارتمى في حضن النظام، وذلك بعد تأييدهم المستميت لنظام برغم من بحور الدماء التي سفكت وآلاف المعتقلين الذين عجت بها سجون النظام. ومما زاد يقينهم تأييد الدكتور ياسر برهامي للمرشح للانتخابات الرئاسية المشير عبدالفتاح السيسي عقب إعلانه الترشح لانتخابات الرئاسة. مع تباشير عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأ الهجوم على الحزب عبر وسائل الإعلام والأحزاب المنافسة، معتبرة أنه واجهة للإخوان ومحاولة لإعادتهم من جديد للحياة، وبالرغم من تأييد النور للسيسي، دأبت وسائل الإعلام المحسوبة على النظام على مهاجمة النور. وفي تصريحات سابقة لنائب رئيس الدعوة السلفية الدكتور ياسر برهامي، تؤكد توتر العلاقات بين الدولة والحزب، كشف عن تواجد أكثر من 1000 سلفي يتبعون الدعوة السلفية في سجون النظام، مؤكدًا أنهم لا ينتمون مطلقًا للإخوان وأنهم طالبوا وزارة الداخلية مرارًا وتكرارًا بالإفراج عنهم بعد عدم ثبوت أدلة تدينهم. كما أكد برهامي، إن النظام أخطأ في فض رابعة، وأنه توجد تجاوزات من قبل وزارة الداخلية تجاه المواطنين، وأن نصف المعتقلين في السجون لا ينتمون لجماعة الإخوان. وكشف الإعلامي تامر أمين عن منع قوات الأمن في مطار القاهرة أعضاء من حزب النور من السفر إلى التشيك لحضور مؤتمر إدارة الأزمات السياسية بدعوة من منظمة «الأكاديمية الليبرالية المحافظة». ومن جانبه، نفى الدكتور شعبان عبد العليم، عضو المكتب الرئاسى لحزب النور, منع قوات الأمن بمطار القاهرة أعضاءً من حزب النور، من السفر لدولة التشيك، هم ليسوا أعضاء من حزب النور ولكنهم أعضاء من أحزاب أخرى. وأكد عبد العليم في تصريحات ل"المصريون", عدم وجود عضو من المجموعة المسافرة إلى التشيك من حزب النور وإذا حدث هذا لخرج بيان من حزب النور يوضح ملابسات الموضوع. تجدر الإشارة إلى أن صدام حزب النور الممثل السياسي للدعوة السلفية وتصريحات برهامي، لم تكن الأولى، حيث سبقه صدام عرف بمنع قيادات الدعوة والنور من الخطابة في مساجد الأوقاف وظلت الوزارة متمسكة بقرارها لشهور من الشد والجذب، دعا خلالها برهامي، الرئيس وشيخ الأزهر للتدخل لحل الأزمة العالقة. وفي يوم 5/3/2015 أعلنت الوزارة، في مفاجئة، عن انتهاء الأزمة مع حزب النور والسماح لقيادات الحزب بالخطابة في مساجد الأوقاف، وبرغم انتهاء الأزمة واعتلاء عدد من قيادات الحزب المنابر، ظلت الشكاوى متكررة من تقييد حرية دعاة وقيادات النور من تعنت الوزارة في إعطائهم التصاريح اللازمة لاعتلاء المنابر.