بعد تنفيذ حكم الإعدام ضد محمود رمضان المتهم في القضية المعروفة إعلاميًا ب"أحداث سيدي جابر" في 7 من مارس الماضي وكذلك ضد 6 آخرين في القضية المعروفة إعلاميًا ب"عرب شركس"، لم يستبعد مراقبون تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق الرئيس محمد مرسي في قضية الهرب من السجن خلال ثورة 25 يناير عام 2011. ثلاثة سيناريوهات يتوقعها مراقبو الأحداث الجارية على الساحة إذا ما تم إعدام مرسي واستمرار النظام فى ملاحقة الإخوان.. الأول "تخلي الجماعة عن السلمية وحمل السلاح كالتنظيمات المسلحة مثل داعش"، والثاني "الاستمرار في رفع شعار (سلميتنا أقوى من الرصاص)"، والثالث "العودة إلى العمل السري لتلاشي القبضة الأمنية العنيفة ضدهم".
العنف أفتى الدكتور أكرم كساب، عضو جماعة الإخوان المسلمين، بأن الخلاص من قضاة العسكر- حسب وصفه- والقضاء عليهم فريضة شرعية وضرورة بشرية وأمنية ثورية. كما أفتى الدكتور "محمد الصغير" مستشار وزير الأوقاف فى حكومة الدكتور هشام قنديل، بوجوب القصاص من الرئيس "عبدالفتاح السيسى" وكذلك القضاة الذين سماهم ب "قضاة الإعدام الذين أعدموا 6 فى القضية المعروفة إعلاميا ب "عرب شركس".
وفي أول تعليق لجماعة الإخوان المسلمين على إعدام المتهمين في قضية "عرب شركس" قال متحدثها الإعلامي محمد منتصر: "لا صوت يعلو فوق صوت القصاص وثورة تجتز الرؤوس من فوق أجساد عفنة".
السلمية
اختفى هذا المصطلح الذي اعتادت الجماعة على تكراره في بياناتها وتصريح قادتها عقب كل حادث بعد تنفيذ حكم الإعدام بحق 6 من المعارضين، ولم تذكر في بيانهم الأخير أنهم ملتزمون بالسلمية في احتجاجاتهم ضد السلطات الحالية ما يرجح السيناريو الأول، سالف الذكر.
السرية
وتحت الحصار والضربات الأمنية تختلف إستراتيجية الإخوان، فبحسب المراقبين، فإن العودة إلى طريقة العمل السريّ بكل جوانبه هو الخيار خاصة بعد ضربات لن يقووا على العمل في وضح النهار بعدها. من جهته، أكد ناجح إبراهيم، الباحث الإسلامي، أنه بعد أحكام الإعدام التي صدرت على الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات جماعة الإخوان ستظهر أطياف داخل الجماعة لن يتم السيطرة عليهم وسيتحولون إلى اتباع منهج التكفير والتشدد والعنف وسيتحولون من كارهي العنف والسلاح إلى انتهاجه ووقتها لن يستطيع أحد أن يسيطر عليه.
وأضاف ناجح أن الإسراف في إصدار الأحكام يضر بمصر ويعطي مبررًا لجماعات مثل "داعش" و"أنصار بيت المقدس" لتنفيذ عمليات إرهابية كالتي تحدث حاليًا. وأشار إلى أن مصر أصبحت بين ثنائيتين، أحكام إعدام كثيرة من قبل النظام، يقابلها تفجيرات من الطرف الآخر، داعيًا الفريقين إلى أن يراجعا أنفسهما، قائلا: "لن يصلح معوجا ولن يعيد حكما ضائعا ولا عدل". واختتم المفكر الإسلامي تصريحه ل"المصريون" بدعوته لمصالحة كبيرة ويقوم بها أحد من الجماعات الإسلامية لرأب الصدع ووقتها ستقوم الحكومة باحتواء المنازعات- حسب قوله. وفي السياق ذاته، قال أحمد عبدالجواد، رئيس حزب البديل الحضاري، إن صانع القرار يعلم تماماً كل السيناريوهات المتوقعة، كما أن نظام 3 يوليو يهدف إلى الدعم الخارجي المفتوح بحجة مكافحة الإرهاب فى حالة وجود رد فعل قوى ضد الأحكام وهذا ما يريده النظام. ولفت إلى أن النظام قام بهذه الإعدامات لبث رسالة شديدة الوضوح للجميع بأن هذا هو مصير من يناهض ما وصفه ب "الانقلاب"، قائلا: "مخطئ من يدعى علمه بأي سيناريو لكن كل الاحتمالات مطروحة بقوة".