جهود الهيئة العالمية لضمان جودة الدعوة وتقييم الأداء ITQAN ببروكسيل في تجديد الخطاب الديني نستكمل ما بدأناه، ونقول: تم تأسيس الهيئة العالمية لجودة الدعوة وتقييم الأداء ITQAN في شهر أغسطس من عام 2014 م كأول كيان عالمي متخصص في التأسيس لمفهوم الجودة في الدعوة الإسلامية، وهي مؤسسة علمية مستقلة غير ربحية، مقرها:بروكسل- بلجيكا – تشكلت من مجموعة مختارة من علماء، ومتخصصين في مجالي الدعوة الإسلامية، وإدارة الجودة الشاملة وتقييم الأداء، تسعى إلى تطوير الأداء الدعوي، وانضباطه، وتجديده. ولا تعد الهيئة جهة رقابية، بل هي جهة وضع معايير ومواصفات واستشارات للمؤسسات والكيانات الدعوية التي ترغب في تحقيق متطلبات المواصفات المعتمدة، مع الاستعداد الكامل لتقديم شتى أشكال النصح، والإرشاد، والتوجيه، والتدريب، والتأهيل لمن يرغب من هذه المؤسسات بما يعينها على التحسين المستمر لجودة مخرجاتها، من خلال آليات موضوعية، وواقعية للتقويم الذاتي، والاعتماد. دور ITQAN في مفهوم تجديد الخطاب الديني: يعد إدخال مفاهيم الجودة الشاملة في مجال الدعوة الإسلامية من المشاريع الاستراتيجية الكبرى لتجديد الخطاب الإسلامي، وتطوير دعوته، بصورة مدروسة علمية، ومنهجية عالمية معتمدة، ويمتد لفترات طويلة، الأمر الذي يتطلب جهودا شاقة وكبيرة، وتعاونا إسلاميًّا كبيرًا بحجم هذه النقلة الكبرى التي سيحدثها هذا المشروع، ومن ثم فلا بد من التعاون في ذلك كله، والرجوع إلى المؤسسات العلمية الكبرى، كالأزهر الشريف، وكليات ومعاهد الدعوة الإسلامية بكبريات جامعات الدول الإسلامية، كالمملكة العربية السعودية، والمملكة المغربية، وتجارب وزرات الأوقاف والشئون الإسلامية العريقة للاستفادة منعلمها وتجاربها، واستلهام معالم التجديد، لنشر خطاب تجديدي تنويري يعبر بجلاء عن وسطية الإسلام واعتداله. مقترحات لتحقيق الجودة في الدعوة الإسلامية: تتمثل فيما يلي: • وضع منظومة معايير جودة صحيحة وواقعية ومعتمدة لمجالات العملية الدعوية وعناصرها والتي تشمل: (المؤسسة- الداعية- المحتوى -الوسائل- العاملين- الإجراءات – المتلقين - القياس والتقييم) استرشادا بالمعايير الدولية، وبما يتوافق مع ثوابت الإسلام، وهُوية المجتمعات. • نشر الوعي بأهمية ثقافة الجودة والإتقان وأثرها في تطوير العمل الدعوي بين العاملين في المنظومة الدعوية. • تأكيد الثقة والتقدير في الرسالة الدعوية، من خلال التنسيق مع المؤسسات الدعوية في العالم، وتبادل الخبرات، والاستشارات. • إعادة المسجد كما كان –منارة حضارية لمجتمعه- من خلال تعدد مجالاته الإصلاحية، وشمولية رسالته، وواقعية معالجته، لقضايا محيطه بالمسلم وغيره. • تحفيز مهارات الإبداع، والابتكار، والتشارك، وتبادل التجارب بين العاملين في الحقل الدعوي، بما ينعكس على تجويد الدعوة وتجديد أساليبها. • الارتقاء بمهارات التخطيط الاستراتيجي، والقيادة الحديثة، لمنظومة الدعوة، بتطبيق أحدث نظم الإدارة مع التطوير المستمر لوسائل الدعوة،وأساليبها وضمان جودتها. أهمية مشروع الجودة في الدعوة: • تحقيق تطلعات المستفيدين من العمل الدعوى والمتلقين له والعمل على رضائهم باستمرار. • تكوين قنوات اتصال بين الدعوة وبين المدعوين عن طريق وسائل الدعوة والمواصفات الخاصة والتخطيط اللازم ووضع البرامج المتوافقة مع حاجات المدعوين، حتى تستوفي المدخلات، والعمليات، والمخرجات في المؤسسة الدعوية مستوى محدداً من مستويات الجودة. • إحداث القناعات وإيجادها في قطاعات واسعة في المتلقين للدعوة ورسالتها. • زيادة معدلات الالتزام الديني في المجتمع من خلال الرضا عن العمل الدعوي وتحقيق تطلعاته في دعم أخلاق المجتمع وتماسكه بما يسيطر في النهاية على الجريمة. • بناء كوادر دعوية مدربة ومحترفة وفق أحدث النظم العالمية سواء دعاة أو خدمات مساندة أو بيئة العمل الدعوى ذاتها، من خلال مشاركتهم في صنع القرار لشعورهم وقربهم من مشكلات ميدان الدعوة، مما يجعلهم يتمتعون بالتركيز في حاجات المجتمع وقضاياه. • في ظل الجودة الشاملة سيكون لديهم- العاملين في المنظومة الدعوية- القدرة أكثر على تبنّي الخطاب الأمثل الذي يعالج الأخطاء، وينشر الفضائل، من خلال منظومة متكاملة من القول والسلوك الحسن تتجمع في شخصية الداعية. • الارتقاء بالدعوة إلى مصاف العالمية باعتبار نظام الجودة منسمات العصر الحديث. • الاستخدام الأمثل للموارد المادية والبشرية. • حدوث تغيّر في جودة الأداء الدعوي على مستوى شخص الداعية وعلى المؤسسة الدعوية ذاتها. • التحفيز علي التميز وإظهار الإبداع. • تطوير أساليب العمل الدعوي. • تحسين بيئة العمل الدعوي. • تقوية الولاء للعمل في المؤسسة الدعوية. • التشجيع على المشاركة في أنشطة وفعاليات المؤسسة الدعوية. • تقليل إجراءات العمل الروتينية واختصارها من حيث الوقت والتكلفة. الجدوى المتحققة من مشروع الجودة في الدعوة: أولا: الجدوى الدعوية العامة سيكون بإذن الله تعالى لمشروع الجودة الدعوية جدوى كبير وأثر واضح للدعوة بوجه عام يمكن تلخيصها في النقاط الآتية: • إحداث نقلة نوعية للدعوة الإسلامية، والانتقال بها من واقع الاتساع والعمومية، إلى عالم المقاييس والمواصفات المعتمدة، والتقييم، والمتابعة وأحدث مجالات الإدارة الحديثة. • حماية الدعوة ووقايتها من الدعوات التي تنتسب زورا إلى الفكر الإسلامي الأصيل، وتحاول التسلل إلى كيانه، وبنيته، كدعوات الغلو والتطرف والفرق المنحرفة. • منح الدعوة الإسلامية مزيدا من الاحترام، والتقدير، والاعتراف العالمي من خلال: تأطيرها في معايير ضمان اعتماد الجودة العالمية. • رجوع المسجد كما كان منارة حضارية شاملة، تؤثر في محيطها المسلم وغير المسلم، إذ ليس المسجد قاصرا فقط على أداء المناسك. • اعتبار الداعية قائدا اجتماعيا، وموجها سلوكيا، وليس موظفا كل همه أن يلقي دروسه، ثم ينصرف من المسجد. • تطوير العملية الدعوية الحالية، وضبطها، من خلال المعايير المعتمدة لكل عناصر العملية الدعوية، من أهداف، ومحتوى، وبرامج، ودعاة، ومتابعة إدارية، وتقييم الأداء الدعوي الحالي، والوقوف على أوجه الخلل في أركانه ومجالاته، ثم تطوير حقيقي، وضبط فعلي، لجودة الدعوة الاسلامية. • وضع خطط استراتيجية للمؤسسات الدعوية: (الوزارة – المسجد- المؤسسة الاسلامية) ومؤشرات قياس، لتحقيق هذه الاستراتيجيات لأهدافها. • مراجعة المنتج الدعوي غير المباشر، مثل الآثار الثقافية، والاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، التي تحدثها العملية الدعوية في المجتمع، وأثر ذلك على قضايا التنمية، والتقدم الحضاري للشعوب. • الارتقاء بمستوى الأداء لجميع أعضاء المنظومة الدعوية من خلال برامج التدريب، والتطوير. • التحول من اكتشاف الخطأ في نهاية العمل، إلى الرقابة منذ بدء العمل، ومحاولة تجنب الوقوع فيه. ثانيا: الجدوى المتعلقة بعلم الدعوة ذاته • إعادة مفهوم الدعوة الأصيل باعتبارها عملية تجديدية إحيائية تنهض بمعاني الدين الدَارِسة، وليست عملية قاصرة تتعلق بالخطابة والوعظ. • ضبط مصطلحات فقه الدعوة الإسلامية، إذ ليس من المعقول أن يكون علم الدعوة بهذه العراقة الشرعية والفضيلة الدينية وما زالت مصطلحاته مضطربة فضفاضة. • مراجعة منتج الدعوة من حيث تحقق أهداف البيان والبلاغ المبين على الوجه الذي يتحقق به الاعذار وتزول به الشبهة حيث سيتم وضع معايير وقياسات للخطاب المراعي لمقتضى حال المخاطبين. • حماية الدعوة ووقايتها من الدعوات التي تنتسب زورا إلى الفكر الإسلامي الأصيل والتي تحاول التسلل إلى كيانه وبنيته كدعوات الغلو والتطرف والفرق المنحرفة. • اكتشاف مواطن العبث في العملية الدعوية ومحاولة وضع المعايير اللازمة والتدريب عليها، ثم متابعة وتقييم أداء تلك المعايير. • إبراز أهمية الدعوة ودورها في تنمية المجتمعات والأمم وإبعاد فكرة ان الدعوة عالة على الأمم والشعوب وتمثل رفاهية ثقافية للأمم الإسلامية. ثالثا: الجدوى المتعلقة بالعملية الدعوية ذاتها يحقق ضبط جودة الدعوة عددًا من الأهداف والفوائد التي تعود على العملية الدعوية ذاتها لعل أبرزها ما يلي: • تشكيل (عملية دعوية) حقيقية باعتبارها إجراءات ونشاطات، ذات أهداف محددة تخضع للقياس والمواصفة والتقييم وتصحيح الأخطاء على مستوى (الداعية والمدعو والمنهج والوسائل). • وضع معايير ضمان اعتماد الجودة في العملية الدعوية، يمنحها الاحترام والتقدير المحلي والاعتراف العالمي. • ضرورة وضع سلم تراتبي داخل المنظومة الدعوية، ليتم ضبط الأداء وتقييمه، وهذا ما تفتقده المنظومة الدعوية حاليا. • تطوير العملية الدعوية الحالية وضبطها من خلال المعايير المعتمدة لكل عناصر العملية الدعوية، من أهداف ومحتوى وبرامج ودعاة ومتابعة إدارية، ثم تقييم الأداء الدعوي الحالي، ثم الوقوف على أوجه الخلل في أركانه ومجالاته، ثم تطوير حقيقي وضبط فعلي لجودة الدعوة الاسلامية. • وضع خطط استراتيجية للمؤسسات الدعوية (الوزارة – المسجد- المؤسسة الإسلامية) ومؤشرات قياس لتحقيق هذه الاستراتيجيات لأهدافها. • انضباط العملية الدعوية وفق سنن النجاح وقوانين التميز، من تخطيط وإتقان وقياس بدلاً من التخبط والعشوائية. • مراجعة المنتج الدعوي غير المباشر مثل الآثار الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تحدثها العملية الدعوية في المجتمع، وأثر ذلك على قضايا التنمية والتقدم الحضاري للشعوب • زيادة الكفاءة الدعوية ورفع مستوى الأداء لجميع أعضاء المنظومة الدعوية. • تقديم خطاب إسلامي تنويري متجدد يتناسب وقدرات المتلقين من خلال برامج القياس والتقييم. • الارتقاء بمستوى الدعاة من خلال برامج التدريب التي سيخضعون لها بعد تقييم مستوياتهم، ومن خلال تنافسهم فيما بينهم. • التحول من اكتشاف الخطأ في نهاية العمل إلى الرقابة منذ بدء العمل، ومحاولة تجنب الوقوع فيه. • تحقيق التنافس بين العاملين في الحقل الدعوي، بما ينعكس على تجويد الدعوة وأساليبها. رابعا: جدوى تتعلق بالداعية ذاته • وضع مكونات أكاديمية جديدة لتكوين الإمام في ظل معايير الجودة العالمية. • وضع سلم مهني لوظيفة الإمام تحفظ للداعية مكانته واحترامه وتقديره. • ستقسم وظيفة الإمام إلى تخصصات داخلية نظرا لتوسع المجالات التي يجب أن يقتحمها الداعية بتخصص علمي راسخ. • المشاركة الجوهرية للدعاة وليست الشكلية مع الإدارة العليا في اتخاذ القرارات. • رفع الروح المعنوية للدعاة بمنحهم حقًّا ملموسًا وواقعيًّا في صنع القرار داخل المؤسسة الدعوية، بتمثيل أعضاء منهم في لجان صنع القرار، وينعكس ذلك القرار على كل داعية ويطبقه في دائرة عمله. • جعل مبادئ المشاركة بين الجميع على اختلاف المستويات داخل المؤسسة الدعوية جزءًا من ثقافة المؤسسة، وهذا بدوره يجعل مبادئ الجودة الشاملة وممارساتها جزءاً لا ينفصم من ثقافة المؤسسة الدعوية... وللحديث بقية.
مستشار الهيئة العالمية لضمان جودة الدعوة وتقييم الأداء ببروكسيل عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.