شن تنظيم الدولة الاسلامية هجمات معظمها انتحارية ضد مراكز امنية في مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار في غرب العراق، بينما تجد القوات نفسها السبت في موقع دفاع مع اعلان الحكومة ارسال تعزيزات. ويحاول التنظيم غداة سيطرته على المجمع الحكومي، التقدم نحو المواقع العسكرية المتبقية لفرض سيطرته على كامل المدينة، في وقت تعهد رئيس الحكومة حيدر العبادي الحاق "هزيمة منكرة" بالجهاديين، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي قللت من شأن تقدم التنظيم في المدينة. وبعد السيطرة على المجمع الحكومي وسط الرمادي امس، اعلن التنظيم شن هجمات انتحارية على "مقرات للجيش والشرطة الصفوية" في شمال المدينة، بحسب بيانات تداولتها حسابات الكترونية جهادية. وأكد قائمقام الرمادي دلف الكبيسي لوكالة فرانس برس ان القوات الامنية وابناء العشائر السنية "تمكنوا صباح اليوم، من صد هجوم لتنظيم داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم) بواسطة ثلاث مركبات مفخخة مدرعة يقودها انتحاريون حاولوا اقتحام مقر اللواء الثامن". وأوضح المسئول الذي ما زال في المدينة، ان القوات الامنية استخدمت صواريخ مضادة للدروع لتفجير المركبات، ما ادى لاصابة خمسة جنود. ويقع اللواء الثامن على مقربة من مقر عمليات الانبار، ويعدان ابرز مقرين عسكريين في المدينة، ومن المواقع القليلة التي لا تزال بيد الحكومة. وأعلن التنظيم عبر "اذاعة البيان" التابعة له السبت، شن 13 عملية انتحارية الجمعة ضد مبان حكومية ومراكز امنية ومحطة للكهرباء. وكان التنظيم الجهادي يسيطر منذ مطلع العام 2014 على احياء في الرمادي، وهاجمها مرارا طوال الاشهر الماضية لمحاولة السيطرة عليها، الا ان القوات الامنية وابناء العشائر السنية تصدت له. إلا ان التنظيم شن هجوما مجددا مساء الخميس على جبهات عدة في الانبار لا سيما الرمادي، وبات على وشك السيطرة عليها بالكامل، في ما يشكل ابرز تقدم له في العراق منذ هجومه في البلاد في يونيو. ودفع الهجوم الجديد الآلاف للنزوح من الاحياء التي تقدم الجهاديون فيها. وفي مسعى لمنع سقوط المدينة، اعلنت القوات العراقية ارسال تعزيزات وبدء هجوم مضاد بدعم من سلاح جو التحالف والجيش العراقي. إلا ان القوات لا تزال تتخذ مواقع دفاعية في المدينة، بحسب الكبيسي. وقال "القوات الامنية في مدينة الرمادي تتخذ مواقع صد امام هجمات تنظيم داعش وخاصة في مناطق المعلب ومقر عمليات الانبار"، مشيرا الى عدم "وجود اي عمليات عسكرية لاستعادة المناطق التي احتلها داعش". واعتبرت الباحثة في "معهد دراسة الحرب" جيسيكا لويس ان الحكومة العراقية ستدافع بقوة عن الرمادي، والتي ستصبح في حال سيطرة الجهاديين عليها، ثاني مركز محافظة بحوزتهم بعد الموصل (شمال). وقالت "القوات العراقية لن تسمح بسقوط الرمادي لصالح تنظيم الدولة الاسلامية من دون قتال هائل". اضافت "هي (المدينة) مفتاح ميداني. ليست فقط مركز الانبار، لكنها ايضا ثغرة عسكرية ضمن المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في المحافظة". وتقع الرمادي على بعد نحو 100 كلم غرب بغداد. ويسيطر التنظيم على مساحات واسعة من الانبار، ابرزها الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) على الطريق بين العاصمة والرمادي، ومناطق في غرب المحافظة بين الرمادي والحدود مع سوريا حيث يسيطر التنظيم على مناطق في شرق البلاد. وكان العبادي اعلن في ابريل ان استعادة كامل الانبار ستكون "المعركة القادمة" لقواته، بعد تمكنها مطلع الشهر نفسه من استعادة مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) مركز محافظة صلاح الدين. وتعهد العبادي في كلمة متلفزة الجمعة ان "يتجرع العدو هزيمة منكرة بعد سلسلة الهزائم في المواجهات السابقة"، معتبرا ان المعركة معه "هي كأي حرب، قد يحصل فيها تراجع هنا وهناك، لكننا عازمون على هزيمة داعش". وأكد تقديم "كل ما يلزم" من سلاح "للدفاع عن كل بقعة ارض عراقية". وتلقى العبادي ليلا اتصالا هاتفيا من نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، اعلن فيه الاخير "تسريع" تسليم العراق الاسلحة. وجاء في بيان للبيت الابيض ان "نائب الرئيس اكد لرئيس الوزراء على "المساعدة الامنية الاميركية المتواصلة والمتسارعة من اجل مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية"، ومنها اسلحة ثقيلة وذخائر. ونوه بايدن بقيادة العبادي "في فترة من التحديات الامنية الكبرى من بينها هجوم (تنظيم) الدولة الاسلامية اليوم (الجمعة) على الرمادي". وقلل مسؤول في التحالف الذي يشن ضربات جوية ضد التنظيم المتطرف في سورياوالعراق، من شأن تقدم الجهاديين في الرمادي. وقال الجنرال الاميركي توماس ويدلي ان التنظيم حقق سابقا "نجاحات كبيرة ولكنها كانت موقتة ولم تستمر لوقت طويل"، مضيفا "نعتقد جازمين ان تنظم الدولة الاسلامية هو في مرحلة دفاعية في العراقوسوريا". واطلق التنظيم على هجومه المتجدد في الانبار تسمية "غزوة ابو مهند السويداوي"، والذي تعرف عنه المنتديات الجهادية بانه كان من ابرز قادة التنظيم و"والي الانبار"، وقتل في غارة للتحالف الدولي قبل اشهر.