فجر الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي مفاجأة مفادها أنه لا يوجد حاليا اعتراض في بلاده على "الإخوان"، وأن "جماعة الإخوان" إن كانت عقبة قبل ذلك، فهي ليست كذلك حاليا. وأضاف خاشقجي, المقرب من داوائر صنع القرار في المملكة, في تصريحات لصحيفة "ديلي بيست" الأمريكية, أن عدم وجود هذا الاعتراض هو ما أدى لتعاون حقيقي بين السعودية وتركيا, بالإضافة إلى اليمن, مشيرا إلى تواجد أعضاء من إخوان اليمن " التجمع اليمني للإصلاح", في العاصمة السعودية الرياض حاليا. وتابع خاشقجي في التصريحات, التي نشرتها "ديلي بيست" في 12 مايو, أن "السعودية ستعمل مع جماعة الإخوان, إن كانت مفيدة لها، مثلما حدث في اليمن", مشيرا إلى رغبة السعودية في التعاون مع من يكون قادرا على مساعدتها في مواجهة التمدد الإيراني وخطر "داعش", مشيرا تحديدا إلى التعاون مع قطر وتركيا في هذه المهمة. وكان الكاتب البريطاني ديفيد هيرست قال إن "مصر هي الخاسر الأكبر من التغييرات الأخيرة في مناصب الحكم في السعودية", باعتبار أنها شملت تغيير أهم شخصيتين ساعدتا على توثيق العلاقات بين القاهرةوالرياض. وأضاف الكاتب في مقال نشرته له صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية في مطلع مايو أن الأمير مقرن بن عبد العزيز والأمير سعود الفيصل قاما بدور كبير في توثيق العلاقات بين المملكة ومصر, ولذا فإن الأخيرة هي الخاسر الأكبر بخروجهما بالتغييرات الأخيرة, التي أجراها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز. وتابع " الخاسر الأكبر الآخر هو مصر، التي فقدت كلا من مقرن وسعود الفيصل، وكلاهما وثق العلاقة بين القاهرةوالرياض". وكان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أجرى الأربعاء الموافق 29 إبريل الماضي تغييرات واسعة في مناصب الحكم في السعودية، وهو ما يدشن -حسب متابعين- مرحلة جديدة في الحكم في المملكة، بدأت بدفع عناصر شابة في مفاصل الحكم. وبمقتضى أمر ملكي, أصبح وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف, وليا للعهد، وهو أول أحفاد الملك عبد العزيز مؤسس المملكة العربية السعودية. وقد أعفى الملك سلمان بن عبد العزيز ولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء بناء على طلبه، في حين احتفظ الأمير محمد بن نايف بمنصبه وزيرا للداخلية ورئيسا لمجلس الشئون السياسية والأمنية. وفي منصب ولي ولي العهد ترقى بالتغيير الجديد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وهو شاب ثلاثيني برز نجمه وزيرا للدفاع خلال الأسابيع الماضية، ضمن إشرافه على عمليات "عاصفة الحزم" في اليمن. وتم أيضا تعيين عادل الجبير سفير المملكة السعودية لدى واشنطن وزيرا للخارجية، خلفا للأمير سعود الفيصل، الذي طلب إعفاءه بسبب ظروفه الصحية. وشملت التغييرات الأخرى المناصب التالية: تعيين الأمير منصور بن مقرن مستشارًا للملك سلمان بمرتبة وزير, تعيين المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح وزيرا للصحة, تعيين الدكتور مفرج بن سعد الحقباني وزيرا للعمل, تعيين خالد اليوسف رئيسا لديوان المظالم بمرتبة وزير, إعفاء الدكتور محمد بن سليمان الجاسر وزير الاقتصاد والتخطيط من منصبه, إعفاء عادل بن محمد فقيه وزير العمل من منصبه وتعيينه وزيرا للاقتصاد والتخطيط, إعفاء خالد العيسى نائب رئيس الديوان الملكي من منصبه وتعيينه وزير دولة وعضو مجلس الوزراء, تعيين خالد العيسى عضوا في مجلس الشئون السياسية والأمنية, تعيين حمد السويلم رئيسا للديوان الملكي بمرتبة وزير, تعيين عمرو رجب نائبا لرئيس هيئة الخبراء بمجلس الوزراء بالمرتبة الممتازة, تعيين ناصر الشهراني نائبا لرئيس هيئة حقوق الإنسان بالمرتبة الممتازة, تعيين منصور المنصور مساعدا للرئيس العام لرعاية الشباب بالمرتبة الممتازة, إعفاء نائبة وزير التعليم نورة الفايز ونائب وزير التعليم حمد آل الشيخ من منصبيهما, وإعفاء عبد الرحمن الهزاع وتكليف عبد الله الجاسر بمنصب رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون. وقد شكلت عاصفة الحزم نقطة تحول عبّرت عن سياسة خارجية يقودها جيل جديد في المملكة العربية السعودية. وكان الملك سلمان دعا مواطني المملكة لمبايعة الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد والأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد، وذلك في قصر الحكم بالرياض بعد صلاة عشاء الأربعاء الموافق 29 إبريل، بحسب ما أفاد بيان للديوان الملكي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وتعد هذه ثاني مرة يتوجه فيها السعوديون لمبايعة ولي العهد وولي ولي العهد خلال 97 يوما فقط، فيما تعد سابقة في تاريخ المملكة. ووصفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية الأمير محمد بن نايف بأنه شخصية قوية, وأنه أخذ بيد من حديد على العناصر الإرهابية، ويعرف عنه سياسته الصارمة ضد إيران. ويرى كثيرون أن التغييرات الأخيرة بالسعودية تعكس نجاحات "عاصفة الحزم" باليمن, وتؤكد حرص الملك سلمان بن عبد العزيز على توسيع مشاركة الشباب في الحكم.