أبرزت صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية تداعيات التغييرات الأخيرة في مناصب الحكم في السعودية, على الأوضاع الإقليمية, خاصة الحرب في اليمن. وفجرت الصحيفة في تقرير لها في 2 مايو مفاجأة مفادها أن قطر وتركيا أكبر الرابحين من هذه التغييرات, فيما الإمارات ومصر أكبر الخاسرين. وتابعت الصحيفة أن ولي العهد السعودي الجديد الأمير محمد بن نايف تربطه علاقات قوية مع قطر وتركيا, فيما يوجد توتر بينه وبين محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات, على حد قولها. واستطردت " الحرب في اليمن, السبب الرئيس في التوتر بين بن نايف وبن زايد, حيث لا يزال بن زايد يساند قوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، ولا تزال أبوظبي تستضيف ابنه أحمد علي عبد الله صالح, فيما خسرت مصر أكبر داعميها, وهو الأمير مقرن بن عبد العزيز". وكان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أجرى الأربعاء الموافق 29 إبريل تغييرات واسعة في مناصب الحكم في السعودية، وهو ما يدشن -حسب متابعين- مرحلة جديدة في الحكم في المملكة، بدأت بدفع عناصر شابة في مفاصل الحكم. وبمقتضى أمر ملكي, أصبح وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف, وليا للعهد، وهو أول أحفاد الملك عبد العزيز مؤسس المملكة العربية السعودية. وقد أعفى الملك سلمان بن عبد العزيز ولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء بناء على طلبه، في حين احتفظ الأمير محمد بن نايف بمنصبه وزيرا للداخلية ورئيسا لمجلس الشئون السياسية والأمنية. وفي منصب ولي ولي العهد ترقى بالتغيير الجديد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وهو شاب ثلاثيني برز نجمه وزيرا للدفاع خلال الأسابيع الماضية، ضمن إشرافه على عمليات "عاصفة الحزم" في اليمن. وتم أيضا تعيين عادل الجبير سفير المملكة السعودية لدى واشنطن وزيرا للخارجية، خلفا للأمير سعود الفيصل، الذي طلب إعفاءه بسبب ظروفه الصحية. وشملت التغييرات الأخرى المناصب التالية: تعيين الأمير منصور بن مقرن مستشارًا للملك سلمان بمرتبة وزير, تعيين المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح وزيرا للصحة, تعيين الدكتور مفرج بن سعد الحقباني وزيرا للعمل, تعيين خالد اليوسف رئيسا لديوان المظالم بمرتبة وزير, إعفاء الدكتور محمد بن سليمان الجاسر وزير الاقتصاد والتخطيط من منصبه, إعفاء عادل بن محمد فقيه وزير العمل من منصبه وتعيينه وزيرا للاقتصاد والتخطيط, إعفاء خالد العيسى نائب رئيس الديوان الملكي من منصبه وتعيينه وزير دولة وعضو مجلس الوزراء, تعيين خالد العيسى عضوا في مجلس الشئون السياسية والأمنية, تعيين حمد السويلم رئيسا للديوان الملكي بمرتبة وزير, تعيين عمرو رجب نائبا لرئيس هيئة الخبراء بمجلس الوزراء بالمرتبة الممتازة, تعيين ناصر الشهراني نائبا لرئيس هيئة حقوق الإنسان بالمرتبة الممتازة, تعيين منصور المنصور مساعدا للرئيس العام لرعاية الشباب بالمرتبة الممتازة, إعفاء نائبة وزير التعليم نورة الفايز ونائب وزير التعليم حمد آل الشيخ من منصبيهما, وإعفاء عبد الرحمن الهزاع وتكليف عبد الله الجاسر بمنصب رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون. وقد شكلت عاصفة الحزم نقطة تحول عبّرت عن سياسة خارجية يقودها جيل جديد في المملكة العربية السعودية. وكان الملك سلمان دعا مواطني المملكة لمبايعة الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد والأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد، وذلك في قصر الحكم بالرياض بعد صلاة عشاء الأربعاء الموافق 29 إبريل، بحسب ما أفاد بيان للديوان الملكي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وتعد هذه ثاني مرة يتوجه فيها السعوديون لمبايعة ولي العهد وولي ولي العهد خلال 97 يوما فقط، فيما تعد سابقة في تاريخ المملكة. ووصفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية الأمير محمد بن نايف بأنه شخصية قوية, وأنه أخذ بيد من حديد على العناصر الإرهابية، ويعرف عنه سياسته الصارمة ضد إيران. ويرى كثيرون أن التغييرات الأخيرة بالسعودية تعكس نجاحات "عاصفة الحزم" باليمن, وتؤكد حرص الملك سلمان بن عبد العزيز على توسيع مشاركة الشباب في الحكم.