قال العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده السعودية، ضد الحوثيين في اليمن، إنه "سوف يعاقب كل من نفذ وحرض على مهاجمة المدن السعودية". جاء هذا خلال مؤتمر صحفي عقده عسيري وهو أيضا مستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، مساء اليوم، بمطار قاعدة الرياض الجوية، دعا فيه المواطنين اليمنيين إلى "الابتعاد عن مناطق تجمع الحوثيين"، الذين وصفهم ب"القتلة". وقال العسيري: "لدينا معلومات مؤكدة أن الأسلحة التي تستخدم في قصف المملكة وحدودها تتواجد في بعض المنشآت الحكومية والمدراس والمستشفيات". وتابع: "المجال ليس التهدئة ولكن للعقاب، سوف يعاقب كل من نفذ وحرض على مهاجمة المدن السعودية، وبالتالي نحن نناشد المواطن اليمني أن يبتعد عن القتلة ويتركهم لمواجهة مصيرهم وإن حاولوا الهرب سوف يجدون بالمرصاد القوات الجوية". وحذر الحوثيين، قائلا إنهم "سوف يجدون من الشدة ما لم يجدوه في عاصفة الحزم". وفي رده على سؤال بشأن تطبيق الهدنة الإنسانية ومدى تفاؤله بها في ضوء السلوك الحوثي، قال العسيري: "وزيرا الخارجية السعودي (عادل الجبير) والأمريكي (جون كيري) تركا الخيار لدى الطرف الآخر في القبول".
وتابع: "الآن المجتمع الدولي يقوم بواجبه ويعطي مهلة وقيادة التحالف ستلتزم بهذه المهلة ولكن تتوقف الاستجابة على الطرف الاخر، إن لم يقبل فالعمليات مستمرة ولن يكون هناك تراخي في موضوع الهدنة، وإن كانوا يعتقدون أن الهدنة فرصة للتحرك على الأرض، فوزيرا الخارجية قالا انهما لن يعطوا فرصة في هذا المجال". وأعلنت قوات التحالف في وقت سابق أن جميع مديريات محافظة صعدة ستكون هدفا عسكريا لطائرات التحالف، ابتداء من الساعة السابعة بتوقيت صنعاء (16:00 تغ). واقتصرت غارات التحالف في السابق على مواقع عسكرية للحوثيين وسط المدينة، والمناطق المتاخمة للسعودية، بالإضافة إلى أهداف حكومية أبرزها شبكات الاتصالات والكهرباء ومستودعات المشتقات النفطية. وتأتي ردة فعل قوات التحالف بعد تهديد سعودي برد قاسٍ على قصف للحوثيين استهدف الأراضي السعودية بقذائف هاون اليومين الماضيين، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وأعلنت السلطات السعودية أول أمس مقتل 5 أشخاص، أحدهما عسكري سعودي، وإصابة 12 آخرين، إثر سقوط قذيفتين مصدرهما اليمن على مدينة نجران، جنوبي السعودية، وذلك بعد يوم من مقتل 5 أشخاص (3 في نجران و2 في جازان)، جراء قذائف مصدرها اليمن، فيما تعد أكبر حصيلة ضحايا من الجانب السعودي خلال 24 ساعة منذ بدء ضربات التحالف في اليمن حسب رصد مراسل وكالة "الأناضول". وبينما لم تحدد السلطات السعودية مصدر هذه القصف، قالت وسائل إعلام سعودية إن ميليشيات تابعة لجماعة "أنصار الله" (معروفة ب"الحوثي) هي من تقف وراءه. ويوم 21 أبريل/ نيسان الماضي، أعلن التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، انتهاء عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي بدأها يوم 26 مارس/ آذار الماضي، وبدء عملية "إعادة الأمل" في اليوم التالي، التي قال إن من أهدافها شق سياسي متعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.