حسام حسن اسطورة لم يشهدها تاريخ الكرة المصرية. لعب أول دورة في بطولة الأمم الأفريقية قبل عشرين عاما وكان عمر عماد متعب عامين فقط. حصلت مصر في هذه الدورة على البطولة وقد كانت عام 1986. ثم قاد حسام المنتخب للفوز ببطولة 1998 في بوركينا فاسو والآن يقود الفريق في أصعب الدورات على الاطلاق ولو فاز بها المصريون لحقق حسام رقما قياسيا لم يسبقه إليه أحد. حسام بدءا من مباراة كوت ديفوار في الدور الأول التي صنع فيها هدفين بعد نزوله بديلا لميدو، لم يعد اسطورة مصرية أو عربية فقط بل صار حديث كل المحافل أفريقيا وعالميا. نجم الهجوم السنغالي الحاج ضيوف تحدث بكل فخر عن هذا اللاعب الفذ وعن سعادته بتحقيق أمنية حياته بأن يلعب أمامه. فعندما كان ضيوف صغيرا ويلعب في شوارع السنغال مع انداده الصغار كان يطلق على نفسه اسم حسام حسن تيمنا بهذا النجم الكبير وقد حرص على مشاهدته عندما جاء الى داكار للعب أمام السنغال ضمن المنتخب المصري! المدرب المساعد للسنغال امارا تراوري قال إنه لعب أمام حسام في دورتين من قبل، وأنه خطير ومزعج وهداف من طراز فريد، وأمام لاعبي السنغال مهمة عصيبة في مراقبته. لم يكن أكثر المتفائلين وانا منهم يتوقع أن يظهر لاعب اقترب من الأربعين عاما بهذا المستوى الرائع. لو تزوج حسام قبل أن يتم عامه العشرين لكان ابنه في سن عماد متعب! إنها فعلا قصة مدهشة من حكايات الخيال، لكن لاعبنا الكبير حولها الى واقع يجري على أرض الملعب. يتابعه من هم في عمر أبنائه فيعجزون عن اللحاق به أو بذل ما يساويه من الجهد والعرق! إن لاعبي كوت ديفوار والكونجو شباب صغير، ومحترفون في أكبر الأندية بأوروبا، لكنهم كانوا يلهثون خلف حسام حسن. فما هو سر الشباب الدائم لهذا الرجل! اللهم لا حسد. ندعو الله أن يبارك في صحته وان يديم شبابه ويستمر في قيادة منتخبنا نحو منصة التتويج. الآن كل الأنظار متجهة نحوه، السنغاليون سيراقبون حركته، سيفرغون له أفضل لاعبيهم، وسيحرصون على التمركز معه، لأنهم يدركون أن فرصته بهدف، ففي قدمه حاسة تشم مكان الكرة وتجذبها وتتجه بها لتعانق عرينها! كل مصر أصبحت عاشقة لحسام ورفاقه تهتف لهم وباسمائهم لأنها اشتاقت للنصر وللفرحة وللبسمة. اشتدت عليها المواجع وضربتها الآلام، فما أحوجها لأن يقدم لها ابناؤها هدية تزيل ما تراكم على جسدها! وستكون البداية هذه الليلة. الضربة الأولى في رحلة تستغرق 180 دقيقة نحو الحصول على الكأس. ما أصعب الضربة الأولى خاصة إذا كنا في مواجهة منتخب قوي متمرس يملك خبرات وامكانيات وطموحات الحصول على البطولة. لكننا يجب أن نكون واثقين من أنفسنا بدون غرور. نلعب باحترام للسنغاليين دون خوف منهم، فنحن الأقوى والأفضل ولاعبونا مبهرون حتى الآن. البداية الناجحة تبدأ من التشكيل المناسب والقدرة على السيطرة على منطقة المناورات، فبدون خط وسط قوي سيتعرض مرمى الحضري للخطر خصوصا أن مهاجمي السنغال يملكون موهبة التهديف! وبدون لاعب مثل أبو تريكة قادر على توصيل المهاجمين لمرمى المنافس، سيتمكن السنغاليون من عزل دفاعنا عن هجومنا، وسيتحول مثلث الهجوم المقلوب الى جزيرة منعزلة وسط الحصار الدفاعي السنغالي. إن قراءة الجهاز الفني المسبقة لما يمكن أن يحدث سيشكل علامة فارقة في حسم النتيجة، خاصة أن الجهاز المنافس أعلن بكل وضوح أنه قرأ أوراقنا جيدا وقادر على بعثرتها! لا سبيل للمغامرة اليوم ولكن للذكاء الخططي والقدرة على قلب الأوضاع عندما تسوء في أي وقت. مطلوب من المعلم حسن شحاتة أن يركز أعصابه وأن يتخلى عن التوتر الذي يصاحب الأهداف الضائعة منا او الهجمات الخطرة التي تتجه نحونا، بدون التركيز والهدوء وامتصاص الانفعالات سيعجز عن امتصاص مناورات مدرب السنغال عبدالله سار ورفاقه. علينا أن نعمل ما علينا بجد واجتهاد وعقل ونترك الباقي على الله. [email protected]