توافد مئات اليهود، اليوم الأربعاء، على معبد الغربية في جزيرة "جربة"، جنوب شرقي تونس، في اليوم الأول لموسم الحج إلى المعبد الذي يشهد تعزيزات أمنية مشددة. وقال روني الطرابلسي، ابن رئيس الجالية اليهودية في جربة والمكلف بتنظيم رحلات اليهود إليها، لوكالة "الأناضول": "وصل إلى غاية اليوم نحو 500 زائرا يهوديا، من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في احتفالات الغريبة التي بدأت طقوسها الكبرى، اليوم، وتتواصل إلى غاية يوم غد الخميس". وتابع: "بعد الهجوم الإرهابي على متحف باردو في العاصمة تونس الشهر الماضي، لم نكن نتوقع أن نصل إلى هذا العدد اليوم، في أول أيام زيارة معبد الغريبة، وهذا مؤشر جيد ينبئ بنجاح موسم الغريبة لهذا العام".
ووفق مراسل وكالة "الأناضول" كان عدد اليهود الذين وصلوا إلى مكان المعبد يقدر صباحا بنحو 100 فقط، قبل أن يرتفع العدد إلى المئات عصر اليوم ذاته.
وانطلقت اليوم، احتفالات اليهود بالحج، حيث دخلت النساء اليهوديات بالزغاريد إلى معبد الغريبة الأقدم تاريخيا في أفريقيا،، ليقمن الطقوس داخله.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، هاجم مسلحان سياحا في متحف باردو بالعاصمة تونس، وقتلوا 21 سائحا من جنسيات مختلفة.
وبشأن تخوف يهود العالم من القدوم إلى تونس بسبب التهديدات الأمنية، قالت أصيلة جهة حلق الواد، وهي يهودية تونسية تعيش في فرنسا، ل"الأناضول": "لا تخيفني التهديدات.. أنا قادمة إلى تونس وجربة، ولا فرق لدي إن مت، سأموت هنا أو هناك في باريس".
ومن المتوقع أن يرتفع عدد اليهود المشاركين في احتفالات الغريبة لهذا اليوم إلى أكثر من ألفي يهودي، وفقا لرئيس الطائفة اليهودية في جربة، بيريز الطرابلسي.
وتتمثل طقوس الزوار في اليوم الأول من الاحتفالات الكبرى لحج الغريبة، بإشعال الشموع في الجهة المخصصة للصلاة داخل المعبد (الجهة اليسرى من المعبد)، ووضع البيض في المكان المخصص له، بعد أن يكتبوا عليه أمنياتهم للعام المقبل.
وبمجرد خروجهم من مكان الصلاة، يتوجه الزوار إلى شيخ كبير يسمى ب"رِبي عتوقي" (75 عاما)، هو شخص ذو بركة وفقا لتصورهم، ويقرأ لهم أجزاء من أحد كتب التوراة للتبرك بها.
وفي الجانب الأيمن من المعبد، تجرى الاحتفالات عبر ترديد الأغاني التونسية، وتقديم الأكلات الشعبية المعروفة في تونس (أشهرها البريك)، إضافة إلى احتساء نبيذ البوخا.