لاقت دعوة الكاتب الصحفي جمال سلطان، رئيس تحرير جريدة "المصريون"، قبولًا واسعًا من قبل إسلاميين، اعتبروها بارقة أمل ومسار ديمقراطي للخروج من حالة الانسداد السياسي التي وصلت إليها البلاد منذ أحداث 3 يوليو، لكن شككوا في الوقت ذاته في نية النظام القبول بها. وكان سلطان قال في مقال نشر مطلع هذا الأسبوع، "إن مصر بحاجة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، مضيفا: "اقترب السيسي من تمام العام كرئيس، والعامين كقيادة حقيقية للدولة، لم يقدم فيهما أي إنجاز، لا في الاقتصاد، ولا في السياسة الداخلية، ولا الخارجية، ولا في مكافحة الإرهاب، ولا في حماية مصر من الانقسام الأهلي، فما الضرورة لبقائه، ولماذا لا نفسح المجال أمام قيادات جديدة، تكون أكثر قدرة على الإنجاز، ولماذا لا نتيح للشعب نفسه فرصة الاختيار الجديد، المبني على سجل خبرات وكفاءات وتاريخ، وليس على عاطفة الخوف، والتصويت العقابي لتيار أو حزب؟". وأشار سلطان إلى أن مصر اليوم أكثر احتياجًا لانتخابات رئاسية مبكرة منها في نهاية عهد مرسي، وسوف تكون أعظم خطوة أو مبادرة يقدم عليها السيسي، ويذكرها له التاريخ، أن يدعو بنفسه لانتخابات رئاسية مبكرة خلال ستة أشهر، وأن يتنحى عن مسئولية ثقيلة كانت أثقل من قدرته على حملها. وأضاف: "لقد مُنح الرئيس الأسبق محمد مرسي فرصة الحكم عامًا واحدًا، وقبل نهايته بشهور قرر كثيرون أنه فشل، وأنه لا يمكنه أن يكمل، وتضامنت أجهزة رسمية وعسكرية وقانونية وغيرها مع تلك الخطوة، رغم أن حقه الدستوري أن يكمل مدته أربع سنوات بموجب انتخابات تنافسية حقيقية، وشديدة الشفافية، فنحن لدينا سابقة سياسية وشعبية، لا يوجد ما يمنع البناء عليها". وقال الدكتور أيمن نور، زعيم حزب "غد الثورة": "أظن أن من حق السيسي طلب تعديل الدستور، ولكن أدعوه أولاً لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة". وكشف أن هناك حديثًا داخل أوساط صنع القرار في مصر عن ضرورة إجراء تعديلات دستورية، قائلا: "الشعب المصري وحده صاحب الخيار في تحديد البديل الذي يُعبر عن أهداف ثورة يناير"، مضيفًا: "أحلام الثورة أصبحت كوابيس ورموزها صاروا خونة وأحرارها في السجون.. هذا هو عهد السيسي". وتابع نور: "لا أستبعد أن يكون تغيير لغة الإعلام مؤشرًا على صراع بين الأجهزة في مصر"، قائلاً: "القضاء المصري لا يمثله أحمد الزند (رئيس نادي القضاة) والجيش لا يمثله السيسي". من جانبه، أشاد الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية، بالدعوة، وقال إنه يقدر هذه الفكرة ويراها مسارًا أو مخرجًا لحالة الانسداد السياسي التي وصلت لها مصر. وأضاف الزمر: "لو أن حل الانتخابات الرئاسية المبكرة أرادت السلطة أن تتخذه بشكل جاد فإننا في البناء والتنمية وتحالف دعم الشرعية لنا رؤية أخرى لكننا لا نلوم من يتبنى حلولاً أخرى تريد انتخابات رئاسية مبكرة ولا أستطيع أن أعيب عليه بل أراها رؤية أخرى للكل لكن لا أتبناها، فنحن نرى أن هناك شرعية تم الانقلاب عليها ويجب أن تعود"، بحسب وصفه. بدوره أبدى إمام يوسف، القيادي ب "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، موافقته للدعوة، واعتبرها بارقة أمل لحل الأزمة الحالية، مشترطًا توافق كل القوى والفصائل السياسية، وعدم إقصاء أحد لنجاح هذه الدعوة، بعدما تأكد للجميع فشل الرئيس عبدالفتاح السيسي في كل المجالات، حسب قوله. لكن أبدى في الوقت ذاته تخوفه من مثل هذه الدعوات واحتمالية أن تكون بالون اختبار، يسوقها المعارضون للتسلية وتشتيت قوى المعارضة، مدللاً على ذلك بأن "نظام 3يوليو يكره الإسلام السياسي ويخاف من الصناديق لأنها عادة ما تأتي بالإسلاميين"، على حد تعبيره.