أطلقت بعثة الأممالمتحدة في الخرطوم، بمشاركة الحكومة السودانية، اليوم الثلاثاء، خطة (برنامج) لتقديم المساعدات الإنسانية لنحو 5.4 ملايين شخص بالسودان بتكلفة تقدر ب1.1 مليار دولار أمريكي خلال عام 2015. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك بالخرطوم اليوم، لمنسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية، المقيم بالسودان المصطفي بالمليح، مع مفوض العون الإنساني بالسودان أحمد آدم. وقال "بالمليح"، إن الاحتياجات الإنسانية بالسودان "لا تزال كبيرة، ونجتهد لضمان الحصول علي التمويل اللازم للمساعدات الإنسانية لتقديمه لنحو 5.4 ملايين شخص في السودان". وأضاف: "تسلمنا منذ بداية عام 2015 نحو 200 مليون دولار من المانحين، من جملة 1.1 مليار دولار، قيمة المساعدات الإنسانية التي ستقدم للمحتاجين". وأشار المسؤول الأممي إلى أن الأممالمتحدة بالتعاون مع الحكومة السودانية، والشركاء في مجال العمل الإنساني، تمكنت في عام 2014 من تقديم المساعدات لأكثر من 4 ملايين شخص، وأن أولويات العمل الإنساني في السودان تتمثل في ضمان حصول النازحين علي المساعدات المنقذة للحياة والحماية اللازمة لبقائهم.
ولفت إلى أن عمليات النزوح المرتبطة بالنزاع، ونقص وسوء التغذية تؤثر علي ملايين الأشخاص في السودان، بجانب تدفق اللاجئين الجنوب سودانيين الفارين من الصراع الدائر في بلادهم منذ ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي إلى السودان. ولجأ نحو 115 ألف، و500 شخص من جنوب السودان إلى الخرطوم، منذ اندلاع الصراع الدائر في بلادهم قبل أكثر من عام، كما أن هناك نحو 350 ألفا من مواطني جنوب السودان، ظلوا في السودان بعد انفصال الجنوب عام 2011، بحسب إحصائيات الحكومة السودانية.
وانفصل الجنوب عن الشمال بموجب اتفاقية سلام أبرمت عام 2005 أنهت واحدة من أطول الحروب الأهلية في أفريقيا، ومهدت لإجراء استفتاء شعبي في يناير/ كانون الثاني 2011، صوّت فيه الجنوبيون بنسبة تفوق ال 98% لصالح الانفصال.
وأوضح المسؤول الأممي، أن نحو نصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية بالبلاد، ويحتاجون إلى مساعدات عاجلة، محذرا أنه في "حال عدم تقديم المساعدات لهؤلاء الاطفال، فإنهم سيتعرضون لخطر الموت".
وبين أن المنظمات الإنسانية، لم تتمكن من الوصول إلى بعض المناطق (لم يحددها) في السودان من أجل تقييم الاحتياجات الإنسانية، ودعا السلطات السودانية إلى السماح لهم بزيارة تلك المناطق.
من جهته، أعرب مفوض العون الإنساني بالسودان أحمد آدم، عن التزام حكومته بتسهيل توصيل المساعدات إلى المحتاجين في كل انحاء البلاد، والتعاون مع المنظمات العاملة في المجال الإنساني، لافتا إلى تحسن الأوضاع الإنسانية في بلاده، مقارنة بالعام الماضي.
وطالب آدم المانحين والدول الشقيقة إلى تقديم التمويل اللازم، لمساعدة المحتاجين في البلاد، موضحا أن الخطة المشتركة بين الحكومة والأممالمتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين بالبلاد، خلال عام 2015، تشمل تنفيذ 350 مشروع، بجانب توفير "المأوى، الصحة، مياه، تعليم" للنازحين.
وتعمل بالسودان 21 منظمة إنسانية تابعة للأمم المتحدة، أبرزها برنامج الأغذية العالمي الذي يعمل بالسودان منذ عام 1963، بجانب 104 منظمات أجنبية أخرى تتركز غالبية أنشطتها في مناطق نزاعات حيث يحارب الجيش 4 حركات مسلحة في 8 ولايات من أصل 18 ولاية سودانية 5 منها في إقليم دارفور المضطرب غربي البلاد.
وتسبب النزاع المسلح المندلع، منذ 2003 في إقليم دارفور الذي يقطنه نحو 7 ملايين نسمة في تشريد نحو 2.5 مليون شخص، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة.
وتشهد أيضا ولايتا جنوب كردفان، والنيل الأزرق المتاخمتين لدولة جنوب السودان، نزاعا مسلحا منذ يونيو/ حزيران 2011، تضرر منه نحو 1.2 ملايين شخص، حسب إحصائيات أممية.