77 دقيقة مدة الزيارة المفاجئة والخاطفة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس للعاصمة السعودية للرياض، وسط تصريحات دبلوماسية بكون الزيارة لتهنئة ولي العهد الجديد بمنصبه، وكذلك ولي ولي العهد. الزيارة بحسب محللين غربيين تستهدف ضمان استمرار الدعم السعودي للنظام المصري بعد التغيرات الأخيرة التي أجراها الملك سلمان في سلم الحكم، وشملت إعفاء الأمير مقرن عبد العزيز من منصبه كولي للعهد، وتسمية وزير الداخلية محمد بن نايف بدلا منه. يقول ديفيد واينبرج الباحث بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ومقرها واشنطن، إن سبب زيارة السيسي للسعودية، والتي لم تستغرق سوى 77 دقيقة، هو الإطاحة بالرجل الذي كان يستخدم كهمزة وصل بين الرياض ونظام الرئيس السيسي في القاهرة، وأن الرئيس المصري اضطر للقيام بهذه الزيارة لضمان استمرار الدعم السعودي له ولنظامه في ظل عدم وجود مقرن.
وفي تغريدة عبر حسابه على شبكة تويتر، قال واينبرج إن "ولي العهد السابق الأمير مقرن كان له دور محوري في العلاقات مع مصر، ولذلك زيارة السيسي اليوم ربما يكون هدفها لتقديم فروض الولاء وتأكيد دعم السعودية له." وجهة نظر إسرائيلية بشان الزيارة أبرزها موقع" ديبكا" الإستخباراتي، قائلا إن الزيارة لم تأت لتهنئة الأمير محمد بن سلمان بعد تعيينه وليا لولي العهد، حيث سبق وقام السيسي بذلك هاتفيا يوم الخميس الماضي. وأوضح الموقع أن "الهدف الحقيقي للزيارة هو الحفاظ على الدعم المالي الضخم التي تتلقاه مصر من السعودية والذي يقدر بنحو 10 مليار دولار". سبب ثالث يقف وراء الزيارة المفاجئة، يتعلق بما أبداه سفير المملكة في القاهرة أحمد القطان من امتعاض الرياض من حملة الإهانات التي يشنها الإعلام المصري ضد المملكة، وإعلانه أنه تقدم باحتجاج رسمي إزاء ذلك، وهو ما سعى السيسي إلى تطويقه سريعا قبل أن تتفاقم الأزمة.