ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن للتعاون والتنسيق الذي تجريه السعودية مع كل من تركيا وقطر أثر كبير في القوة الراهنة التي تتمتع بها المعارضة السورية، ما ينذر إما بانهيار نظام بشار الأسد, أو لجوئه إلى استراتيجية يكون من شأنها تقسيم سوريا، وذلك من خلال سحبه قواته إلى مناطق معينة يحتفظ بها لنفسه. وحذرت المجلة في تقرير لها في 2 مايو من العنف الذي قد يصاحب سقوط العاصمة السورية دمشق بأيدي المعارضة، وأضافت أنه يصعب على السوريين نسيان ما فعلته بهم الآلة الحربية لنظام الأسد. واستبعدت المجلة قيام إيران بإرسال ألوية من جنودها للدفاع عن الأسد، وذلك بالرغم من أهميته وأهمية طائفته العلوية الشيعية بالنسبة لها، وذلك لأن تدخلها سيكون مكلفا للغاية, ولن يكلل بالنجاح, وذلك في ظل وجود معارضة أكثر تنظيما، ووجود انشقاقات داخل المؤسسة الأمنية لنظام الأسد، ولصعوبة تجنيد الأسد لأبناء الطائفة العلوية من أجل مواصلة القتال ضد المعارضة. وحقق مقاتلو فصائل المعارضة السورية -ومن بينها جبهة النصرة- تقدما خلال الأسابيع الأخيرة في محافظة درعا (جنوب) حيث سيطروا على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، كما سيطروا على مواقع عدة أبرزها مدينة إدلب مركز المحافظة الواقعة شمال غرب البلاد ومدينة جسر الشغور الاستراتيجية. ورأى محللون في سقوط جسر الشغور ضربة كبيرة لنظام الأسد، لكون سيطرة المعارضة المسلحة عليه تفتح الطريق أمام احتمال شن هجمات في اتجاه محافظة اللاذقية، المعقل البارز لنظام السوري, ومناطق أخرى تحت سيطرته في ريف حماة (وسط). وتتزامن هذه التطورات مع قرار نظام الأسد نقل عدد من المحاكم من مدينة حمص إلى محافظة طرطوس الساحلية (جنوب اللاذقية), التي تعد من معاقل النظام، بينما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن رئيس مجلس الدولة محمد الحسين قوله إن القرار كان قد اتخذ عام 2013 بهدف الانتقال إلى أماكن أكثر أمنا. وكان المقدم محمد حمادو -وهو قيادي بكتائب المعارضة السورية- صرح ل"الجزيرة" مؤخرا بأن "النظام يسعى جاهدا لإخراج قواته من محيط إدلب بأقل الخسائر ليزج بها في معركة الساحل، بسبب النقص الكبير في قواته، وتخلي بعض الميليشيات الشيعية، لا سيما العراقية والإيرانية عنه"، مضيفا أن الثوار "لن يتوقفوا عند جسر الشغور".