احتفلت مصر الرسمية بعيد العمال مبكرا هذا العام، وقبل 4 أيام من يوم الاحتفال الرسمي في (مايو)، وسط إجراءات أمنية مشددة؛ وبدون حضور القيادات العمالية المختلفة كما كان يجري في السابق، حيث عقد الاحتفال داخل أكاديمية الشرطة في منطقة نائية على أطراف القاهرة، واقتصر خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى فيه على الحديث عن "الإرهاب" لا العمال. ودفع هذا الصحف لعقد مقارنات بين احتفالات الرؤساء السابقين جمال عبد الناصر والسادات ومبارك ومرسي بعيد العمال، مشيرة إلى أن الجميع احتفل بالعيد داخل المصانع بما فيهم الرئيس السابق مرسي بينما احتفل به السيسي داخل ثكنة عسكرية. وشارك في الاحتفالية التي جرت أول أمس الاربعاء (29|4) رئيس الوزراء إبراهيم محلب وعدد من الوزراء وقيادات القوات المسلحة والشرطة وقيادات العمال وممثلي الأحزاب ورؤساء النقابات. وركز السيسي في كلمة مرتجلة، ألقاها خلال الاحتفالية - التي لم ينقلها التليفزيون المصري على الهواء كما هو معتاد - على مطالبته للمصريين باصطفافهم خلفه في مواجهة الإرهاب، مشددًا على ضرورة تحملهم المسؤولية معه في مواجهة الإرهاب. وأضاف: "يجب أن يقوم كل فرد بنصح زملائه في العمل وجيرانه بعدم التخريب والصبر على الحكومة لمدة عامين حتى تستطيع الدولة الوقوف على قدميها مرة أخرى". وجاء الحديث عن "الإخوان" في الاحتفالية، عندما قاطعه أحد العمال مطالبا بضرب الإخوان "بالجزمة"؛ حيث رد السيسي قائلا: "أنا مش عايزك تعمل كدا ومقدرش أقول كدا، هناك من يقوم بتكدير حياة المصريين لكن هذه الدولة لو تم هدمها مش هتبقى لينا أو ليهم". وقال السيسي: "إن الانتخابات البرلمانية ستؤجل حتى انتهاء شهر رمضان المقبل وامتحانات الثانوية العامة"، دون تحديد موعد جديد لها. واختتم كلمته بتوجيه رسالة للمصريين قائلا: "إنتوا اللي أنقذتوا مصر وأنقذتونا في 30 يونيو، أنا مش قائد ولا رئيس أنا واحد منكم، محدش هيقدر يحكم الناس غصب عنهم، وكرامة الرئيس لا تسمح له بأن يحكم الناس غصب عنهم، ونظرة المحبة منكم لي تساوي عندي الدنيا، ولو افتقدت هذه النظرة همشي على طول". وعلى عكس العادة التي كانت تحدث في عهد الرئيس السابق مبارك، لم يخرج أحد من الحضور ليسأل السيسى عن العلاوة، فيرد عليهم بالأمر بمنح علاوة بنسبة محددة. وعلي العكس انتقد سياسيون ونشطاء مواكبة العيد بحظر تظاهر العمال، وأشاروا إلى أن المحكمة الإدارية العليا منحت "عيدية" العمال، هذا العام، في صورة حكم قضائي بإحالة الموظفين العموميين للمعاش في حالة الاعتصام داخل منشآت العمل أو الإضراب عن العمل وتعطيل المرافق العامة. ووجه إعلاميون مؤيدون لنظام السيسي، انتقادات لمراسم الاحتفال والخطاب الذي ألقاه، حيث انتقد الإعلامي إبراهيم عيسى احتفال السيسي داخل أكاديمية الشرطة تحت دعوى الظروف الأمنية، مؤكدًا أن الأكاديمية ليست المكان المناسب لتنظيم مثل هذا الاحتفال. وتساءل عيسى، خلال برنامجه التلفزيوني المذاع عبر فضائية "أون تى في": "يعنى إيه أحتفل بعيد العمال في أكاديمية الشرطة وأقول عشان الظروف الأمنية؟ أنت بتضبط الأمن في مكان وآخر لا تستطيع ضبط الأمن فيه؟". وشدد على أن احتفال العمال يجب أن يكون داخل مصنع أو شركة أو في مكان العمال، مضيفًا: "لما تحتفل يا سيادة الرئيس بعيد العمال في أكاديمية الشرطة هتحتفل بعيد الشرطة فين؟ دا لو محمد مرسي كان ضبط الأمن واحتفل بيه في مصنع الحديد والصلب". واحتفل الرئيس السابق محمد مرسي، بعيد العمال، عام 2013، بمجمع الحديد والصلب في حلوان، وسط حضور مكثف من العمال؛ حيث أشاد مرسي في كلمته خلال الاحتفالية بكفاءة ومهارة العامل المصري إذا توفرت له الظروف، مطالبًا بعودة شعار "صنع في مصر" من جديد. وردا على هتاف بعض الحضور في الاحتفال بعيد العمال "المنحة يا ريس"، قال الرئيس محمد مرسي، إن الزمن الذي يَمنح فيه الرئيسُ الشعبَ انتهى، وجاء زمن الشعب الذى يجد ويعتز بكرامته؛ وما اعتمدته لكم هو بعض حقكم؛ فأنتم الذين تمنحون ولست أنا". وصدر مرسي العلاوة التي يحصل عليها العمال كل عام بنسبة 50%، وهو ما يعنى أنها ستصبح 15%؛ حيث قال: "من يأخذ منكم منحة 100 جنيه في هذه المناسبة سيأخذ 150 جنيها، ومن يأخذ 200 جنيه سيأخذ 300 جنيه.