لم تتوقع الأم "تويا جراهام " أن يتصدر مشاهدات الأمريكيين على الإنترنت فيديو لها يظهرها وهي تكيل بالصفع واللكمات لنجلها خلال مشاركته في احتجاجات مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند الأمريكية. بررت الأم الأمريكية تصرفها قائلة بأنه نابع من خوفها من أن يلقى نجلها مصير "فريدي جراي"، الشاب الأسود الذي لقي حتفه على يد الشرطة يوم 19 إبريل الجاري، وأعقب جنازته اندلاع أحداث عنف مكثفة في مدينة بالتيمور. وعلقت قائلة: "عندما رأيته في المظاهرات، وتواصلت معه بعيناي، لم أبالي بالكاميرات التي كانت تصورنا آنذاك ولا بأي شيء آخر، فهذا هو ابني الوحيد، ولا أريده أن يلقى مصير فريدي جراي"، البالغ من العمر 25 عاما، والذي لقي مصرعه متأثرا بجروح خطيرة إثر اعتداء عناصر الشرطة الأمريكية عليه أثناء اعتقاله مؤخرا. وأضافت الأم التى شرعت في ضرب نجلها "مايكل"، البالغ من العمر 16 عاما، بعدما رأته ملثما وسط المتظاهرين"حينئذ، فقدت أعصابي، فكنت مصدومة من المشهد، وغاضبة جدا، لأنني لا أريد مشاركة ابني في أعمال شغب". ونددت جراهام، في حوار لها مع قناة "سي بي إس" الأمريكية اليوم الأربعاء وهي أم عازبة لديها ستة أطفال، بأعمال التخريب والعنف ضد رجال الشرطة، معللة بأن الشغب في بالتيمور لن يجلب العدالة لفريدي جراي، وهي لا تريد تضييع حياة ابنها. وأضافت: "سيأتي أياما أُبقيه فيها داخل المنزل لحمايته، وأنا أعلم أنني لا يمكنني فعل ذلك بقية حياتي، فأنا لست متسامحة، والجميع يعرف عني ذلك، ولهذا السبب شعر ابني أنه في ورطة حينها، وكان من طبيعته أن يجري أمامي كما حدث". وتابعت: "علّق الأصدقاء والجميع على الموقف، قائلين لمايكل: يجب ألا تغضب من والدتك، بل ينبغي لك أن تعانقها لخوفها عليك". وبعدما وصلا المنزل، تابعت جراهام هي ونجلها التغطية الإخبارية للمظاهرات ، فيما تدفقت التعليقات على صفحة مايكل على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، معظمها كان مؤيدا لما فعلته والدته. وتأمل جراهام في أن يكون هذا الحادث بمثابة لحظة تعليمية لنجلها، وأن يتفهم خطورة ما كان يجري في مظاهرات أمس. وشهدت الولاياتالمتحدة في الفترة الأخيرة غضبا متصاعدا ضد تصرفات الشرطة العنيفة تجاه المواطنين الأمريكيين من أصول إفريقية، الذين لا تتجاوز نسبتهم 10% من المجتمع، ويعيشون في المناطق الأكثر فقرا البلاد. وأعلنت الشرطة الأمريكية أمس عن اعتقال 235 شخصا في بالتيمور إثر احتجاجات واسعة النطاق وأعمال شغب اندلعت في المدينة بعد تشييع جنازة الشاب الأسود الذي قتل على أيدي رجال أمن.