نفت حكومة جنوب السودان مطالبتها باستبعاد دول الترويكا (أمريكا–بريطانيا والنرويج) من الجولة القادمة من مباحثات السلام، مع "المتمردين" الذين يقودهم ريك مشار النائب السابق لرئيس البلاد سلفاكير ميارديت. وقال نائب وزير الخارجية وعضو وفد الحكومة المفاوض، بيتر بشير بندي، في مؤتمر صحفي عقده اليوم بجوبا، إن بلاده تعد جزءا من المحيطين الإقليمي والدولي، وهي تعتز كثيرا بمساهمات الإقليم والعالم في سبيل استقلالها ونهوضها. وأضاف :"نحن أصبحنا دولة نتيجة لمساعدة المجتمع الدولي"، مشيرا إلى "التزام حكومته بتحقيق السلام في جنوب السودان". وقال: " لم نطالب باستبعاد دول الترويكا، من الجولة القادمة من مباحثات السلام، مع المتمردين". وتضم الترويكا دول الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، والنرويج، وهم شركاء دوليين للهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا (إيغاد)، ويدعمون الهيئة في الجهود المبذولة لحل النزاعات في منطقة القرن الأفريقي خاصة في السودان وجنوب السودان والصومال. ورفض بندي، أي حديث عن فشل المحادثات بينهم والمتمردين بقوله :"الجولة الماضية التي انتهت في مارس (آذار) المنصرم لايمكن أن توصف بالفاشلة لأننا نريد سلاما شاملا يلبي تطلعات شعبنا، فتحديد مهلة زمنية لتوقيع اتفاق سلام لن يخدم المصلحة الوطنية العليا، نحن نريد سلاما مستداما". ولفت المسئول الجنوب سوداني، إلى "التزام الحكومة بتحقيق السلام في القريب العاجل"، مشيرا إلي أن وفده تلقي توجيهات صارمة من الرئيس، بأن يكون جاهز للذهاب لمقر التفاوض متي ما دعته الوساطة. وأردف بالقول :"الحكومة ملتزمة، والوفد التفاوضي جاهز للوصول لاتفاق سلام جيد وأتمني أن يتحقق في القريب العاجل". وفي الخامس من مارس، تأجلت المفاوضات بين أطراف الصراع في جنوب السودان، التي ترعاها الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيغاد"، إلى أجل غير مسمى، جراء عدم الوصول إلى اتفاق بعد انتهاء مهلة "إيغاد". وحتى اليوم لم يعلن عن موعد الجولة القادمة للمفاوضات. ومنذ منتصف ديسمبر 2013، تشهد دولة جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء عام 2011، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين للنائب السابق للرئيس ريك مشار، بعد اتهام الرئيس سلفاكير ميارديت له بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه الأخير.