في تعليقها على التغييرات الواسعة في مناصب الحكم بالسعودية، قالت وكالة "رويترز" إن الأمير محمد بن نايف, الذي تم تعيينه وليا للعهد, هو الشخصية الأنسب لتولي هذا المنصب بين أفراد العائلة المالكة. وأضافت الوكالة في تقرير لها في 29 إبريل أن الأمير محمد بن نايف, وزير الداخلية المخضرم , أثبت نجاحا كبيرا في مكافحة الإرهاب على أرض المملكة, لذا يعتبر الأنسب لتولي منصب ولي العهد, في ظل التحديات والمتغيرات الإقليمية المتسارعة. ووصفت الوكالة الأمير محمد بن نايف بأنه "قيصر مكافحة الإرهاب"، وتابعت "ما تعرض له بن نايف من محاولة اغتيال عام 2009 بتخطيط من تنظيم القاعدة، سيظل أكبر دليل على نجاحه في مكافحة الإرهاب، حيث اعتبره تنظيم القاعدة عقبة كبيرة أمامه وحاول اغتياله". وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أصدر فجر الأربعاء الموافق 29 إبريل أمرا ملكيا، بإعفاء الأمير مقرن بن عبد العزيز، من منصب ولاية العهد، وتعيين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود (56 عاما) خلفا له، ليكون بذلك أول من يتولى هذا المنصب من أحفاد الملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية. وبحسب الأمر الملكي, فقد نص على "اختيار الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود ولياً للعهد، وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية ورئيساً لمجلس الشؤون السياسية والأمنية". ونص الأمر نفسه على أنه "يعفى الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء بناء على طلبه". وبتولي الأمير محمد بن نايف هذا المنصب يصبح أول حفيد من أبناء الملك عبد العزيز مرشح لتولي أعلى منصب في قمة هرم السلطة في السعودية وهو "الملك". وكان الملك سلمان أصدر في 23 يناير الماضي أمرا ملكيا بتعيين الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد بالمملكة مع احتفاظه بمنصبه كوزير للداخلية، ليكون بذلك أول من يتولى هذا المنصب من أحفاد الملك عبد العزيز أيضا. ولد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود في 30 أغسطس 1959، وهو أحد أبناء الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود من زوجته الأميرة الجوهرة بنت عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود. درس في مراحل التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمعهد العاصمة في الرياض، ثم درس المرحلة الجامعية بالولايات المتحدة وحصل على بكالوريوس في العلوم السياسية عام 1981، كما خاض عدة دورات عسكرية متقدمة داخل وخارج المملكة تتعلق بمكافحة الإرهاب. عمل في القطاع الخاص إلى أن صدر أمر ملكي في 13 مايو 1999 بتعيينه مساعدًا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بالمرتبة الممتازة. وفي يونيو 2004، صدر الأمر الملكي بتعيينه مساعدًا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بمرتبة وزير. وحسب قناة "الجزيرة", جاء تعيين بن نايف حينها في فترة كانت تشهد فيها السعودية موجة عامة من الإرهاب، وكان له رؤية متميزة في محاربته، بتركيزه على بعد الأمن الفكري في محاربة الإرهاب إلى جانب الحل الأمني . وكان أيضا أول من أسس لجان المناصحة بالمملكة والخليج العربي عام 2005، وقد حظيت فكرته بانتشار واسع عالمي حاز على استحسان العالم الغربي. ويتوجه جهد مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية إلى أولئك المقبوض عليهم في قضايا إرهابية وأصحاب الفكر المتطرف، حيث يتم إخضاعهم لدورات تعليمية تتضمن برامج شرعية ودعوية ونفسية واجتماعية وقانونية بهدف تخليصهم من الأفكار المتطرفة التي يحملونها، وبعد ذلك تقوم الجهات المعنية بالإفراج عن المتخرجين من الدورات ممن لم يتورطوا في قضايا التفجيرات بشكل مباشر. وتعرض الأمير محمد بن نايف في 27 أغسطس 2009 لمحاولة اغتيال من قبل مطلوب أمنيا زعم أنه يرغب بتسليم نفسه، وكان الأمير محمد بن نايف في مكتبه الكائن في منزله بجدة, حيث قام الشخص المطلوب بتفجير نفسه بواسطة هاتف جوال وتناثر جسده إلى أشلاء، وأصيب الأمير بجروح طفيفة. وقد أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن الهجوم في رسالة بثتها منتديات تابعة له على مواقع الإنترنت. وفي 5 نوفمبر 2012، أصدر الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أمرا بتعيينه وزيرًا للداخلية، ليخلف الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود في المنصب. وفي 29 إبريل, صدر أمر ملكي بتعيينه وليا للعهد ليصبح الطريق ممهدا أمامه لتولي مقاليد الحكم في السعودية مستقبلا، كأول حفيد من أحفاد الملك عبد العزيز يصل إلى هرم السلطة في المملكة.