قتل عسكريان وطفل، اليوم الأربعاء، في مدينة غوندام، شمالي مالي، (تبعد 100 كم من تمبكتو)، في هجوم لمسلحين مجهولين، وفقا لمصدر عسكري محلّي. ويأتي الهجوم عقب حوالي 48 ساعة من هجوم آخر، شنته أمس الأول الاثنين، جماعة "غاتيا" للدفاع الذاتي التابعة لقبيلة "إيمغاد" في صفوف الطوارق، حليف الحكومة المركزية في باماكو، ضدّ مدينة ميناكا في منطقة غاو (شمال)، قبل أن تحكم سيطرتها عليها. وأوضح المصدر العسكري، مفضلا عدم الكشف عن هويته، أنّ سيارة محمّلة برجال مسلّحين، توجّهت، في وقت مبكر من صباح اليوم، نحو مقر إقامة رئيس الحرس الوطني (لم يتسم الحصول على اسمه)، التابع للجيش المالي، فأردوه قتيلا، كما قتلوا جنديا، وطفلا من أقارب المسؤول العسكري. ولم تتبنّ أي جهة الهجوم حتى الساعة (14 تغ). ووقع الهجوم يوما إثر نشر تنسيقية الحركات الأزوادية (تضم المجموعات المتمرّدة)، لبيان أكّدت فيه أنّ مجموعات أزواد ستستخدم القوة للدفاع عن نفسها. وهاجمت عناصر من تنسيقية الحركات الأزوادية، صباح أمس الثلاثاء، سيارتين تابعتين لقوات بعثة الأممالمتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي "مينوسما"، قرب مدينة تمبكتو ، شمالي مالي، بحسب بيان للبعثة الأممية. وتنتشر قوات المينوسما في مالي منذ 2013 بقوات قوامها 11 ألفا و200 جندي، إلى جانب 1440 رجل أمن، في بلد يتعرض إلى أزمة أمنية مصدره العنف الذي تقوم به الجماعات المسلحة في شماله. ومنذ بداية انتشار القوات الأممية، قتل أكثر من 40 جنديا من المينوسما.
وشهدت مالي انقلابا عسكريا في مارس/ آذار 2012، تنازعت بعده "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" مع كل من حركة "التوحيد والجهاد"، وحليفتها حركة "أنصار الدين" اللتين يشتبه في علاقتهما بتنظيم القاعدة، السيطرة على مناطق شمالي البلاد، قبل أن يشن الجيش المالي، مدعومًا بقوات فرنسية، عملية عسكرية في الشمال يناير/ كانون الثاني 2013 لاستعادة تلك المناطق.
ومن المنتظر أن يتم توقيع اتفاق سلام دائم بين باماكو والفصائل المسلحة في الشمال في 15 مايو/ أيار المقبل، بالعاصمة الجزائرية.