الملازم ابتسامات محمد عبدالله شاركت في حرب 48 تفتح خزينة أسرارها ل ل «المصريون»: محمد نجيب لم يكن عضوًا في «الإخوان المسلمين» وحملة التشويه طالته لأنه طالب «الضباط الأحرار» بالعودة للثكنات - «نجيب» سلمني حقيبة ليلة ثورة يوليو بها مستندات نادي الضباط وسلاح الحدود.. واستلمها منى قبل اندلاع الثورة بساعات - ذهبت إلى غزة في حرب 48 لأعالج الجرحى فى ميدان المعركة.. وقصة الأسلحة الفاسدة «شو إعلامي» لتبرير الهزيمة - وصيفة الملك فاروق علمتنى الإتيكيت الملكي.. والملكة فايزة أطلقت على لقب القطة السوداء. - غضبت من عبد الناصر لأنه سمح بفصل السودان عن مصر.. والسادات كان ثعلب القصر الذي حكم مصر.
أكدت الملازم ابتسامات محمد عبدالله، أول ملازم بالجيش المصري، أن الرئيس الأول بعد ثورة يوليو 1952 اللواء محمد نجيب لم يكن فى يوم من الأيام عضوًا فى جماعة الإخوان المسلمين، وأن هناك حملة تشويه طالته لأنه طالب الضباط الأحرار بالعودة للثكنات، مبينة أن "نجيب" سلمها حقيبة صغيرة ليلة ثورة يوليو بها مستندات نادى الضباط وسلاح الحدود، وأنها استلمتها قبل اندلاع الثورة بساعات. وأوضحت الملازم ابتسامات فى حوارها مع "المصريون"، أنها ذهبت إلى قطاع غزة فى حرب 48 لتشارك فى علاج الجرحى فى ميدان المعركة، وأن قصة الأسلحة الفاسدة لم تكن سوى مجرد شو إعلامى لتبرير الهزيمة وعدم جاهزية الجيش على استخدام الأسلحة الحديثة، مشيرة إلى أنها غضبت كثيرا من الرئيس جمال عبد الناصر لأنه سمح بفصل السودان عن مصر، وأن الرئيس أنور السادات كان الثعلب الوحيد الذى حكم مصر. وإلى نص الحوار: **كثير من أصحاب البطولات الحقيقية لم يظهروا.. ولا نعرف عنهم معلومة وكأنهم بلا وجود فى مسار التاريخ.. بداية دعينا نعود إلى 67 عامًا مضت، لماذا تطوعت فى الجيش المصري؟ وكم عدد الفتيات التى ذهبت معك إلى غزة فى حرب 1948؟ فى أحد الأيام قرأت إعلانًا فى إحدى الصحف أن الجيش المصرى فى حاجة إلى متطوعات للقسم الطبى للقوات المشاركة فى حرب فلسطين التى كانت مشتعلة، كنت فى ذلك الوقت قد حصلت على شهادة من الهلال الأحمر، تثبت أننى تدربت سنة كاملة على فنون التمريض بشكل عملي. ** وكيف تم الاختيار؟ كانت هناك مقابلة شخصية مع ناهد رشاد، وصيفة الملكة فريدة وزوجة طبيب الملك الدكتور يوسف رشاد، وكانت تختار بنات العائلات، فاختارت 75 بنتًا كأول الدفعات الدراسية، وبعد موافقتهم علينا منحونا راحة 48 ساعة، ذهبنا خلالها لمحل "الشيشنجي" أشهر محال ملابس الضباط فى القاهرة، وبعد انتهاء الإجازة قاموا بتوزيعنا على المستشفيات العسكرية. ** ومتى حانت لحظة ذهابك إلى غزة؟ أثناء عملنا بالمستشفيات علمنا باشتداد الحرب فى فلسطين، فاجتمعت بنا ناهد رشدى وصيفة الملك وطلبت 10 متطوعات للذهاب إلى غزة، بشرط موافقة الأهل، فرفعت يدى على اعتبار أن والدى ووالدتى متوفيان وبالفعل ذهبت إلى فلسطين. ** وكيف انتقلتن إلى أرض المعركة؟ انطلقنا من مطار ألماظة بطيارة عتيقة تسمى "داكوتا"، وكنت أشعر بالخوف لأننى لأول مرة أركب طائرة، بعدها نزلنا مطار العريش وانتظرنا القطار الذى سينقلنا إلى غزة. ** كيف استقبلتن فى مطار غزة؟ بالتأكيد قابلونا بشكل لائق. ** أعنى أنكن كنتن أول فريق نسائى بالزى العسكري.. فكيف استقبلكن الشعب فى غزة؟ المنطقة التى ذهبنا إليها كانت منطقة حربية، ولا يوجد بها مدنيون، ولقد نزلنا المستشفى العسكرى مباشرة، أما الضباط فرحبوا بنا، ولم تحتفل بنا سوى عائلة "الشوة" التى دعتنا إلى حفلة شاي. ** هل كانت الأسلحة الفاسدة هى سبب الهزيمة؟ أم أن الأسلحة كانت متطورة وجنودنا فشلوا فى استخدامها؟ مسألة الأسلحة الفاسدة ضخمها الشو الإعلامى يومها، ولكن لم يحدث حالات ارتداد للسلاح أكثر من مرتين أو ثلاث مرات على أكثر تقدير، إلا إنهم أشاعوا أن كل الأسلحة فاسدة وأن الملك باع الجنود، ولكننى أؤكد أن الملك فاروق لم يكن مستهترًا أو عرف عنه تعدد العلاقات النسائية كما صوروه، فقد كان إنسانًا لطيفًا ويعشق المقالب مع أصدقائه وأكول. ** نعود إلى وجودك فى غزة كم من الوقت خدمت فى مستشفيات غزة؟ عشرة أيام ثم طلبوا منا العودة عندما اشتدت المعارك. ** وما أصعب المواقف التى تعرضت لها والحالات التى قدمت إليكن؟ كنا نسير بشكل جيد فى الحرب، ولكن يوميًا كان هناك عدد من الجنود الجرحى وبإصابات خطيرة، وللأسف الشديد كان هناك الكثير من الفلسطينيين الخائنين تسببوا فى إصابتهم وفى هزيمتنا، وكنت أرى بعينى حالات القبض عليهم وإيداعهم سجونًا بجوار المستشفى. ** وماذا كان عقاب هؤلاء الخونة؟ لم نر شيئا.. فقط كنا نراهم يدخلون بهم فى مبان أشبه بالسجون بجوار المستشفى العسكري، وعندما نسأل عن السبب كانوا يقولون "كانوا يتجسسون علينا لصالح اليهود"، وبالفعل كانت البنات الهجانة تصوب على أصحاب الرتب والقيادات، حتى أن الملك أمر أن يلبس الجميع زى العساكر والجنود حتى لا يتعرف عليهم القناصة. ** ولماذا أمر الملك فاروق بعودة المتطوعات إلى مصر؟ لقد عدنا إلى مصر للأسف بمنتهى البساطة بمجرد صدور الأمر، لم يقوموا حتى بتكريمنا، ووزعونا على المستشفيات، وكان نصيبى مستشفى العجوزة فى قسم العظام. ** هنا انتهى دورك فى القوات المسلحة؟ لا بالطبع.. أنا كنت فى القوات المسلحة، لكن علاقتى بالميدان انتهت، إلا أننى كنت أعالج الجرحى الذين يتوافدون على المستشفى والقادمين من الميدان. ** بعد عودتك إلى مصر.. كيف قابلت الملك؟ وما علاقتك بالضباط الأحرار واللواء محمد نجيب؟ صداقتى للوصيفة ناهد رشاد ساعدتنى كثيرا بالالتقاء بالملك فاروق أكثر من مرة، فكانت تصحبنى معها كلما ذهبت إلى القصر الملكي، والحقيقة أنها هى التى علمتنى كل شيء، حتى فى أسلوب الأكل والبروتوكول فى التعامل، وفى حفل زفاف اليوزباشى "نعمت" بنت بهى الدين بركات باشا، الذى كان مدعوًا إليه الملك، مر السفرجى بكاسات الشامبانيا فرفضت لأننى لا أشرب الخمر، ولكن ناهد رشاد أمرتنى أن آخذ من يده الكأس حفاظًا على البروتوكول وقالت لى إنه عصير تفاح. ** ولكننى أعلم أن الملك زارك فى المستشفى العسكري؟ الملك زارنى بالفعل فى عنبرى فى المستشفى بصحبة حيدر باشا بعد رحلة صيد، فكان يرغب فى رؤية المصابين، وقد فوجئت بالعسكرى يقول لى "يا فندى مولانا فى عنبرك تحت"، فارتديت الزى العسكرى على عجل وهرولت للقائه، وأنا أسمع صوت العساكر وهى تهتف "يعيش جلالة الملك فاروق"، فسألنى عن أخبار العساكر الجرحى فقلت له يريدون العودة سريعًا إلى خط النار، بعدها قال لى أحد العساكر إن الملك أهدى الجرحى سمكة عجيبة طويلة جدًا لم أر مثلها فى حياتي، حتى أن نزلاء المستشفى كلهم أكلوا منها. ** لما أطلق عليك القصر "القطة السوداء"؟ ضاحكة.. لأننى ضحكت على الأميرة فايزة وأبلغتها أننى قادرة على قراءة الفنجان، والغريبة أن جميع تنبؤاتى لها حدثت بالفعل، ورغم علمى أنه بالصدفة البحتة إلا أنها صدقت أننى أعرف قراءة الفنجان، لذلك أحبتنى وأطلقت على لقب القطة السوداء، وبعد أن توطدت علاقتى بها روت لى بعض الأسرار عن الملك فاروق، فقالت لى إنه أكول يعشق الطعام، وليس له علاقات نسائية، ولكنه يحب ملاطفة النساء بشكل فكاهي. ** هل كانت الأسرة الملكية محبوبة من الشعب.. أم أن فكرة الذل والقهر ومعاناة الفلاحين كانت حقيقية كما يروون الآن؟ للأسف الفلاحون كانوا يعانون معاناة بشعة، البشاوات كانوا يملكون الأراضي، والفلاح لا يعيش سوى على الجبن القريش والطماطم والبصل. ** هذا يحدث حتى الآن؟ "الفلاحين هما اللى جايبينه لنفسهم"، فهم قادرون على التطوير ولكنهم لا يتطورون. ** أين كنت بعد قيام الثورة؟ كنت فى فيلتى فى جسر السويس، وكان "أونكل" محمد نجيب يتردد علينا، فهو صديق للعائلة منذ الصغر، وكان ضمن الجرحى الذين وصلوا إلى عنبرى فى المستشفى، وكان فى ذلك الوقت "أميرالاي" أى برتبة عميد، وعندما رأيته قال لى "أنتى بتعملى إيه هنا"، فرديت عليه "أنا فى انتظارك"، وفى ليلة الثورة جاء لى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وقفز السور الحديدى الخارجى لفيلتي، ومنحنى شنطة أخبرنى أن بها أوراق نادى الضباط وسلاح الحدود، تركها عندى ليلة واحدة، وفى اليوم التالى حضر وأخذها وقامت الثورة، فخمنت أن لها علاقة بالثورة. ** كانت علاقتك بالملك وناهد رشاد رائعة.. فهل فرحت بالثورة أم حزنت لرحيل الملك؟ بالطبع فرحت جدًا، ولو أن العصر الملكى كان جميلاً، كان كل شيء متوفرًا وسهلاً، وكان يوجد لكل حى فتوة وشيخ الحارة الذى يضمنك، المرأة كانت تعود لبيتها الساعة 11 مساء، والشارع منور بفوانيس باهتة الإضاءة، ورغم ذلك كانت آمنة، أما الآن فرغم النور وفى عز النهار يخرج البلطجية لسرقة الناس ولاغتصاب السيدات. ** البعض يقول إن الضباط الأحرار عزلوا محمد نجيب لأنه لم يكن له دور فى ثورة 23 يوليو وإنهم استعانوا به ليكون وجهة مشرفة فقط للثورة كما قال البعض عنه إنه من جماعة الإخوان المسلمين؟ حرام، اتهام محمد نجيب بأنه من جماعة الإخوان المسلمين مجرد افتراءات أطلقت عليه، وليست صحيحة بالمرة، أما أمر عزله فهذا أمر مختلف تمامًا، ولها أبعاد أخرى، فمحمد نجيب كان يتردد على منزلى بحكم صداقتنا القديمة، وكان دائم المرح حتى بعد اعتقاله، ولكن لغضبى على وضعه بعد الاعتقال قلت له إننى حزينة لحاله، ولكنه قال "لا تحزنى الثورة نجحت والأولاد فرحانين، وأنا قلت لهم نعود لثكناتنا ونمسك الدولة للمدنيين لكنهم رفضوا، وقالوا إن هذا الفكر يرجعنا ورا"، فكان من الطبيعى أن يتخلصوا منه ويعتقلوه، هذا هو السبب، خاصة أن "أونكل" محمد نجيب كان له شعبية مهولة. ** من ينظر إلى صورك بالزى العسكرى سيجد فرقًا كبيرًا.. قديمًا كانت المرأة لها عزة وثقة بالنفس أما الآن صبحت المرأة عورة.. فماذا حدث على مدار 60 سنة؟ الأكثر من هذا أن العسكريات الآن أصبحن يرتدين "إيشارب" وعليه الكاب، لقد رأيت إحدى الضابطات ترتدى على الزى العسكرى "غوايش" وحذاؤها من الكعب العالى لا يساعد على الحركة السريعة، وتطلى أظافرها بألوان غريبة وهى فى الخدمات الطبية، وعاملة "نيولوك" كامل، وعندما اعترضت طلب منى مدير الخدمات الطبية أن أمنحهم محاضرات فى احترام المهنة الطبية. **هل شاركت فى حرب 1956؟ لم أشارك بها، لقد تركت العسكرية بعد الثورة بخمس سنوات، لأنهم سرحوا المتطوعات، ولم يقولوا لنا شكرًا على حسن تعاونكن، ولم يمنحونا نيشانًا جديدًا من نياشين الثورة، بل وحتى الآن لم أحصل على بطاقة المحاربين القدامى، أو حتى بطاقة صحية. ** معنى هذا أن كل التكريمات والنياشين التى حصلت عليها من عهد الملكية فقط؟ هذا صحيح.. كل تكريماتى من الملك، ماعدا درع التكريم، الذى حصلت عليه عام 2007 من المشير طنطاوي. ** كنتم 10 ممرضات هل مازلت على علاقة بهن حتى الآن؟ لا أعلم عنهن أى أخبار، حتى أننى تخيلت بعد انتشار صورى فى المجلات والصحف أن أحد منهن ستتصل بى ولكن هذا لم يحدث. ** لقد عاصرتى سبع حكام ورأيت مصر من عصر الملك فاروق وحتى الرئيس عبد الفتاح السيسي.. كيف ترين الفرق بين الرؤساء والملوك؟ لا يوجد فرق كبير، ففى عهد الملك فاروق واجه الفكر الإخوانى وجننوه بأفكارهم، حتى أنه قام بتربية ذقنه وذهب ليصلى كل جمعة فى جامع مختلف، وعندما وجد أنه لن يهم فى كل الحالات، حلق ذقنه وابتعد عن الصلاة تمامًا، أما عبد الناصر فأنصف الفلاحين، ولكننى غضبانة منه حتى الآن لأنه فصل مصر على السودان، كنا فى المدرسة نهتف فى طابور المدرسة يعيش ملك مصر والسودان. ** هذا لم يكن عمل عبد الناصر هذا الأمر يرتب له منذ 1889.. ولكنها ألصقت بعبد الناصر لأنها جاءت فى عهده.. فبريطانيا شرطت شروطًا قاسية عليه؟ الإنجليز شرطوا الشرط القاسى بالفعل، فاضطر للانفصال ولكننى حزنت ومازلت حزينة على الانفصال، وللأسف لم ألتق به، كان زوجى يلتقى به كثيرًا، فيوما قابل عبد الناصر فى جامع الأزهر بلا حراسة، وكان لا يعلم كيف سيحرسه بمفرده، خاصة أن الشعب كله "أتوزع" عليه سلاح، ولكن عبد الناصر قال له "خليها على الله"، والخطبة التى خطبها عبد الناصر على المنبر نقلها الراديو، فجاء له السادات وعبد الحكيم عامر بسيارة جيب واستلما عبد الناصر من على باب الجامع. ** وماذا عن الرئيس السادات؟ كان ثعلبًا حقيقيًا وعقلاً جبارًا، ويكفى أنه جعل جنودنا يمسكون الدفوف و"يأكلون القصب" على الضفة، وبعدها كان العبور، وكان من الطرائف التى واجهها زوجى الذى كان يشبه الرئيس السادات، وكان فى ذلك الوقت السادات رئيس تحرير جريدة الجمهورية، وكان زوجى مشرف صفحة الرياضة، فكان الحارس دائمًا ما يقدم له التحية العسكرية وهو مستغرب أنه صعد منذ قليل، حتى رآهم معًا يومًا فاكتشف التشابه وعلم أن فى الجريدة اثنين متشابهين. ** هل كان هناك علاقة من أى نوع بحسنى مبارك؟ كان زوجى سكرتير اتحاد القوات الجوية فى عهد حسنى مبارك، وكان يوجد فى مخازنه أدوات ألعاب رياضية، ولأن مبارك كان يلعب الاسكواش فكان يوميًا كل صباح يطلب منه الأدوات الرياضة، ولم ألتق به فى أى يوم من الأيام. ** بصفتك عاصرت ثورتى 23 يوليو و25 يناير.. فما الفرق بينهما خاصة فى أجواء ما بعد الثورة من وجهة نظرك؟ ثورة يوليو أعظم فى رأيي، على الأقل لم نر البلطجة والأسلحة وحرق الأقسام، العسكرى كان له هيبة وكنا نخوف به الأطفال، أما بعد ثورة 25 يناير أصبح الضباط بلا هيبة، والنساء والبلطجية يضربونهم. ** قد يكون لأن ثورة 23 يوليو حركة ضباط وليس ثورة شعبية تفتقد للخبرة وأحزاب ونخب كرتونية؟ هذا صحيح للأسف فقد خرج بعد الثورة العشرات والمئات من الأحزاب، وليتها أحزاب لها ثقل، ولها برنامج، ولكنها أحزاب "كرسيين ومكتب وصالة". ** تحدثت عن الاختلاف بين المرأة المصرية قديمًا واليوم.. وتحدثت عن المرأة وثقتها بالنفس وطبيعة الزى الذى ترتديه.. قديمًا كان الحرام بيّن والحلال بيّن.. كيف جاء التطور فى التحريم هل كان المجتمع القديم مجتمعًا منحلاً ولا ندري؟ لم يكن مجتمعًا فاسدًا أو منحلاً، ولكننا كمجتمع نعيش نؤمن بالصدق والصراحة، وكان حسن النية موجود، لم نعرف النفاق أو الرياء، "اللى على القلب على اللسان"، أما الآن أصبح الكلام مجرد لغو لا تخرج منه بأى نتيجة مرجوة. ** وماذا عن التشدد الدينى الذى نراه اليوم؟ فى عهدنا كانت الأسر ملتزمة ولا تخرج المرأة بكامل زينتها إلا فى المناسبات كحفلات الزفاف، حتى الأميرات كن لا يخرجن إلا ب"اليشمك" يغطى وجوههن، لا يرفعنه أبدًا، أما الآن ففى عز الصيف ترتدى المرأة قفازات، هذا لأنهن لا يعودن لأصول الإسلام، ويتعاملن بمنتهى الغلو رغم أن الإسلام لا يقول هذا، وكانت النتيجة أننى اضطر لعدم التعامل مع الملتحين خوفًا من تعليقاتهم الجارحة. ** اليوم يتحدثون عن تنقية المناهج الدينية وتطوير الخطاب الديني.. فهل تعتقدين أن هناك اختلافًا بين رجل الدين قديمًا ورجل الدين الحالي؟ وهل نحن فى حاجة إلى تطوير المناهج أم فى حاجة لتطوير العقل؟ نحتاج إلى تطوير المفاهيم لأولادنا فى المدارس حتى يفهموا معنى الدين فى حياتنا، نحتاج إلى تطوير رجل الدين ليكون على حق وعلى أصول دينية، فلا يصعد رجل الدين على المنبر ليخطب أى كلام، فالناس لا تفهم ولا تعى ولا تعمل العقل.