قال اللواء الركن محمد خلف، قائد عمليات الأنبار بالوكالة (تابعة لوزارة الدفاع)، اليوم الجمعة، إن القوات الأمنية حررت مناطق في المحور الجنوبي لبلدة الكرمة (40 كم غرب العاصمة بغداد) من تنظيم داعش، مشيرا الى مقتل 23 من عناصر التنظيم في المواجهات. وفي حديث للأناضول أوضح خلف أن "قوات مشتركة من قيادة عمليات الأنبار وقيادة عمليات بغداد، وبالتنسيق مع طيران التحالف الدولي والعراقي، بدأت اليوم، عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير مدينة بلدة الكرمة من سيطرة تنظيم داعش الارهابي". وأضاف خلف أن "العمليات العسكرية انطلقت من 4 محاور (الجنوبي والشرقي والشمالي والغربي) واستطاعت قطاعاتنا الأمنية من التقدم في العملية العسكرية وتحرير المحور الجنوبي لمدينة الكرمة والمتمثل بمناطق (الشهابي الأولى والشهابي الثاني والمعامل) بعد قتل 23 عنصرا لتنظيم داعش الإرهابي وتدمير مركبة تحمل سلاح ثقيل". وتابع خلف أن "القطاعات الأمنية تقدمت بشكل إيجابي بعد تفكيك وتفجير عشرات العبوات الناسفة واستطاعت الوصول إلى ما بعد المحور الجنوبي نحو مركز مدينة الكرمة التي يتواجد فيها عناصر لتنظيم داعش"، موكدا أن "مواجهات واشتباكات عنيفة مستمرة حتى اللحظة (الساعة 7:50 تغ) بين القوات الأمنية ضد عناصر داعش هناك". من جانب آخر قال خلف إن "مركز مدينة الرمادي يشهد استقرارا أمنيا وعودة للكثير من الأسر الى مناطقها في مركز المدينة بعد سيطرة القوات الأمنية عليها"، مشير الى أن "هناك عمليات تعرضية لقواتنا الأمنية على بعض الجيوب التي يتواجد فيها عناصر تنظيم داعش واستطعنا أن نلحق بهم خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات". ولم يتسنّ لمراسل "الأناضول" التأكد مما ذكره قائد عمليات الأنبار من مصدر مستقل، كما لا يتسنى عادة الحصول على تعليق من "داعش" بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام. وكان تنظيم داعش قد سيطر على بلدة الكرمة مطلع العام الماضي عقب سيطرته على العديد من مدن وبلدات المحافظة، لعل أهمها الفلوجة (60 كم غرب بغداد) وهي أكبر مدن المحافظة ذات الأغلبية السنية. ورغم خسارة "داعش" للكثير من المناطق التي سيطر عليها صيف العام الماضي في محافظات ديالى (شرق)، ونينوى وصلاح الدين (شمال)، لكنه ما زال يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار التي يسيطر عليها منذ مطلع عام 2014، ويسعى لاستكمال سيطرته على باقي المناطق التي ما تزال تحت سيطرة القوات الحكومية وأبرزها مدينة الرمادي. وفي 10 يونيو 2014، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.