حسن شحاته المدير الفنى للزمالك قال بالفم المليان أن مشكلة فريقه الأساسية تكمن فى «النفوس وليس الكورة» على حد قوله .. ولأن المعلم وضع يده بالفعل على الجرح العميق الذى يعانى منه النادى الأبيض فقد أثرت كلماته كثيرا فى اللاعبين حتى أنهم نظروا طوال حديثه إلى الأرض ولم يرفع أحدهم رأسه لمواجهة المدير الفنى أو حتى مناقشته فيما يقول .. للأسف الشديد فأزمة النفوس لا تقف فقط عند الزمالك بل أنها مشكلة الرياضة المصرية بصفة عامة .. تجدها منتشرة وشائعة فى كل الهيئات الرياضية سواء كانت أندية أو اتحادات أو هيئات حكومية .. كل منا ينظر إلى الأخر ويسعى وراء إسقاطه بأى شكل من الأشكال .. ولذلك فلا تتعجيب على ما جرى لنا فى اجتماع الجميعة العمومية لحوض البحر المتوسط وضياع حلم استضافة الأسكندرية لدورة الألعاب المتوسطية 2017 السبب الرئيسى فى تبخر الحلم هو «النفوس» الشائعة فى الرياضة المصرية وليس الملف الأمنى أو خيانة دولة أو اثنتين فقط .. فقد مررت بتجربتين غاية فى الأهمية الأولى فى حفل مئوية اللجنة الأوليمبية المصرية وبالتحديد فى القاعة الكبرى بأحد الفنادق المطلة على الأهرامات وفيها شاهدت عددا من القيادات يتهامسون فيما بينهم حول الحفل ووصفوه بأنه فاشل وأن السهرة صباحى .. ولابد من الانتظار للاستمتاع بما سيدور فى القاعة وتوزيع الضحكات وعبارات «التريقة» .. بل أن بعضهم لم يتردد فى الحديث مع الضيوف العرب والأجانب عن فشل اللجنة الأوليمبية والمجلس القومى للرياضة فى الترتيب والإعداد للحفل .. وضعف رؤيتهم تجاه الحدث وأهميته .. والتجربة الثانية فى لجنة الترويج وكيف كانت مجالا لتحكم فرد أو اثنين .. يختار من يشاء ويرفض من يشاء .. ويعتذر عن عضويتها أحدهم لمجرد اصطدام مصالحه بمصالح القائم عليها وغيرها من المظاهر التى تتجاهل أهمية الحدث وحيويته وتعلق الملايين به فى ظل الأزمات المتكررة للرياضة المصرية .. «النفوس» حكمت أيضا التعاملات مع بعض رؤساء الاتحادات والهيئات الرياضية .. فماحدث مع عمرو السعيد وياسر إدريس وهشام حطب فى اتحادات الجمباز والسباحة والفروسية يعد نوعا من أنواع تصفية الحسابات والتلاعب بمصائر الألعاب والمنتخبات وما يرتبط بها لمجرد تصفية حسابات معينة مع أصحابها .. أو استعراض القوة وإثبات الذات .. الكثيرون فى المجال الإدارى يتسابقون فى اطلاق عبارات الإشادة والمدح بقيادات الرياضة المصرية طالما أنهم محتفظون بمقاعدهم فى اتحاداتهم وهيئاتهم المختلفة .. وبمجرد خروج أحدهم ونزوله من على مقعده يطلق العنان لنفسه كى يحارب نفس الشخصيات بكل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة وفتح الملفات القديمة الجديدة .. وسرعان ما يتحول وينضم للفريق المعاكس إذا فتح المسئول طريقا له إلى نفس الكرسى أو كرسى أدنى منه ...! لا تنتظروا خيرا إلا بعد إصلاح ما فى النفوس . الجمهورية