أعلن وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك اليوم الثلاثاء أن باكستان لن تتفاوض مع طالبان أو غيرهم طالما لم يلقوا السلاح أولا، مؤكدا أنه تلقى من طرفهم طلبات للمصالحة. وقال الوزير في تصريحات صحفية خلال زيارته لكويتا عاصمة ولاية بلوشستان (جنوب غرب)، "تلقينا رسائل من مجموعات مسلحة محظورة ومتمردة من اجل اجراء مصالحة، ونقلناها إلى قادتنا". وتشهد باكستان بشكل منتظم هجمات لمتمردي طالبان المتحالفين مع تنظيم القاعدة والذين أعلنوا "الجهاد" في صيف عام 2007 على باكستان لاصطفافها برأيهم إلى جانب السياسة الأمريكية في المنطقة. كما تعيش بلوشستان على وقع أعمال مسلحة تقوم السلطات بانتظام بقمعها بشراسة مما يثير استنكار المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان. وأضاف مالك "إن رئيس الوزراء قال له أيضا أن لا مصالحة إلا مع أولئك الذين يلقون السلاح" بدون مزيد من الإيضاحات بشأن هوية المتمردين الذين يطالبون بالمصالحة (طالبان، البلوش)، مكتفيا بالقول "أنه أمر سري"، وكرر "أن المصالحة غير ممكنة مع من يحمل كلاشنيكوف". وتواجه باكستان ضغوطا متزايدة من حليفها الأمريكي الذي ينشر قوات في أفغانستان المجاورة لقطع أي علاقة مع الجماعات الإسلامية والقضاء على معاقل طالبان والقاعدة في مناطقها القبلية الحدودية مع أفغانستان في شمال غرب البلاد. وتطلب واشنطن خصوصا من إسلام أباد قطع كل الاتصالات مع الجماعات الإسلامية والانتقال إلى الهجوم على شبكة طالبان المعروفة بشبكة حقاني المنتشرة في المناطق القبلية الباكستانية وفي الغرب الأفغاني وتعتبرها الولاياتالمتحدة أحيانا بمثابة "الذراع المسلحة" لباكستان في أفغانستان.