أعلن مسؤول محلي سوداني، اليوم الثلاثاء، مقتل امرأتين وإصابة طفلين، جراء قصف متمردي "الحركة الشعبية قطاع الشمال" مدينتي كادوقلي والدلنج بولاية جنوب كردفان المتاخمة لدولة جنوب السودان. واتهم والي (حاكم) ولاية جنوب كردفان، آدم الفكي، في تصريح لقناة الشروق (المقربة من الحكومة)، اليوم الثلاثاء، متمردي الحركة الشعبية، باستهداف المدنيين والسعي لعرقلة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي انطلقت أمس الإثنين.
وأضاف: "سقطت نحو 3 قذائف على مدينة الدلنج، اليوم الثلاثاء، أدت لجرح طفلين ولم تسجل وفيات، بينما قتلت امرأتان في كادوقلي جراء سقوط 4 قذائف أطلقها متمردو الحركة الشعبية على مناطق سكنية".
وقال الفكي إن "القوات المسلحة السودانية ردت على مصادر النيران"، وقلل من تأثير هجوم المتمردين، وقال ‘نه "لن يؤثر على سير الانتخابات".
وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت مفوضية الانتخابات إغلاق 3 مراكز اقتراع في ولاية جنوب كردفان اليوم الثلاثاء بعد أن هاجمها متمردون استولوا على بعض محتويات هذه المراكز.
وقال المتحدث باسم المفوضية الهادي محمد أحمد، في مؤتمر صحفي بالخرطوم، إن الجيش السوداني تصدى لثلاث محاولات من متمردي الحركة الشعبية في دائرة "هبيلة" بالولاية، وأضاف أنه تم "إغلاق هذه المراكز بعد أن أخذ المتمردون بعض محتوياتها".
ويحارب الجيش السوداني، الحركة، منذ يونيو/حزيران 2011 في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لدولة جنوب السودان.
وتتشكل الحركة من مقاتلين انحازوا إلى الجنوب في حربه الأهلية ضد الشمال، والتي طويت باتفاق سلام أبرم في 2005 ومهد لانفصال الجنوب عبر استفتاء شعبي أجري في 2011.
وبدأت أمس، أول انتخابات عامة تجرى في السودان منذ انفصال الجنوب في 2011 وتنتهي غدا الأربعاء وسط مقاطعة أحزاب المعارضة التي تحظى بشعبية في السودان، وتشمل حزب "الأمة القومي" بزعامة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، وحزب "المؤتمر الشعبي" بزعامة حسن الترابي، و"الحزب الشيوعي السوداني".
وتطالب المعارضة بتأجيل الانتخابات للمشاركة في عملية حوار شامل دعا إليها الرئيس عمر البشير مطلع العام الماضي، ضمن شروط أخرى تشمل إلغاء القوانين المقيدة للحريات، وتشكيل حكومة انتقالية تشرف على صياغة دستور دائم، وإجراء انتخابات نزيهة.
وقبل أيام، أعلن رئيس هيئة أركان "الجبهة الثورية"، نائب رئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال"، عبد العزيز الحلو، عن حملة عسكرية لتخريب العملية الانتخابية في جنوب كردفان، مضيفا أن الرئيس السوداني عمر "البشير يريد التمديد لنفسه خمس سنوات، ولن نسمح بذلك".
ووصل البشير (71 عاما) إلى السلطة عبر انقلاب عسكري عام 1989، مدعوما من الإسلاميين، وتم التجديد له في انتخابات أجريت عام 2010، وقاطعتها فصائل المعارضة.