قال الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي، ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن السعودية بقيادة الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز رفضت التعاون مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لتحرير اليمن في عام 1962، وتمكين الثورة بقيادة بعض الضباط وعلة رأسهم المشير عبد الله السلال للخروج علي الإمام محمد البدر حميد الدين الذي هرب إلى السعودية. وأضاف الفقي خلال برنامج "سنوات الفرص القادمة"، المذاع على فضائية "النهار"، أن "الملك فيصل كان يخشي من تمدد الفكر الاشتراكي الذي يقوده جمال عبدالناصر داخل الأراضي السعودية, على الرغم من الهدف الوطني الذي تبناه عبدالناصر بتحرير عدن وتحرير باب المندب وخروج الإنجليز وهو ما حدث بالفعل, إلا أنه حدثت بعد ذلك مصالحة بين الملك فيصل وعبدالناصر". وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق أن "الوضع الآن تغير لا سيما بعد وجود تهديد كبير لحدود المملكة السعودية من قبل الحوثيين المدعومين من قبل إيران التي تسعى إلى نشر نفوذها في المنطقة العربية, ومشاركة مصر في التحالف هو من أجل حماية الوطن العربي لمنع سيطرة إيران على البحر الأحمر". ولفت إلى أن "الحرب البرية في اليمن ليس سهلة, لأن الحرب على أرض الواقع ومن الناحية الجغرافية من حيث الجبال ووعورة السهول قد تؤدي إلي فقد العديد من الجنود كما حدث من قبل عندما فقدت مصر الألف من الجنود في الستينات". وأشار الفقي إلى أن "التدخل البري لابد أن يكون من قبل قوات خاصة تستهدف بعض المواقع الحيوية في عدن وغيرها من المحافظات بأسلوب متطور وباتفاق معين بوجود تغطيه مدروسة من قبل الطيران الجوي من أجل إحكام القبضة الأمنية ومن ثم استعادة السيطرة". وعن علاقة تركيا بالمنطقة العربية، وصف الفقي, الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه "مضطرب العقل ويتصرف بشكل غير ديمقراطي, حيث إنه اتجه إلى المشرق العربي لاستعادة روح الهيمنة العثمانية بعد فشل مخططه للتحول نحو الشرق والانضمام إلى الاتحاد الأوربي لذلك اتجه إلي إقامة علاقات مع إيران على المستوى الاقتصادي رغم أنه انتقد اتجاهها للهيمنة على المنطقة ومن جهة أخرى مع السعودية التي تعادي التمدد الإيراني في المنطقة مع قطع علاقاته بالنظام المصري بعد 30 يونيه والتي أسقطت مشروعه للهيمنة على المنطقة".